عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أطفال غزة يعانون من صدمات نفسية طويلة المدى

بوابة الوفد الإلكترونية

بدلا من أن يعيشوا حياة هادئة مستقرة مثل سائر أطفال العالم، يعيش أطفال غزة الآن مشاعر من القلق والفزع نتيجة أعمال القصف والعدوان الذي يشهده القطاع خاصة وان اعمال العنف تستهدف البينة التحتية والمنشآت المدنية التي يقطنها النساء والأطفال، وهو ما له تأثير سلبي على نفسية الأطفال قد تمتد معهم إلى أن يصبحوا شبابا ورجالا إذا لم يتم التعامل معه وعلاجه بطريقة صحيحة.

ويوضح د. عمرو أبو خليل استشاري الطب النفسي، أن العنف الذي يتعرض له أطفال غزة يصيبهم بصدمة شديدة ويحدث لهم ما يسمى بتفاعل ما بعد الصدمة وتظهر أعراضه واضحة على هيئة كوابيس أثناء النوم مصاحبة بالخوف والقلق الشديد أثناء الاستيقاظ مصاحبة بحالة فلاش باك واسترجاع لكل مشاهد الحرب، وهو ما يزيد من حالة الفزع والخوف من حدوث تلك الحرب مجددا مع يقينهم بأن تلك المشاهد ستحدث فعلا في أي وقت، بالإضافة لظهور أعراض نفسية أخرى واضحة على الطفل مثل قضم الأظافر وفقدان الشهية والنشاط والقدرة على التواصل مع الآخرين واللعب مع تدهور التحصيل الدراسي، فذكريات الحرب قد تترك أثارًا طويلة المدى تؤثر سلبًا على الطفل إلى أن يصبح رجلاً لو لم تتم معالجتها وتهيئة الطفل نفسيًا قبل العدوان وإثنائه وبعده.
نصائح لأمهات أطفال غزة
ويشير د. أبو خليل إلى أن الأطفال في تلك الحالة يحتاجون لما يسمى بالعلاج الجمعي ويوجد بالفعل هيئة خاصة بذلك العلاج بغزة تابعة للحكومة، حيث يتم  علاجهم من خلال تجمعات لإخراج المشاعر السلبية منهم وطمأنتهم، وفهم ما يشعرون به من خلال الرسم والتمثيل، وإلى أن يتم العلاج وتتوفر الظروف المناسبة لتقديم خدمة العلاج الجمعي، يقدم د. عمرو مجموعة من النصائح النفسية لأمهات أطفال غزة، فلا بد أن تبدأ الأم بالتمهيد لأطفالها عما يحدث وسيحدث وتزرع في طفلها روح المقاومة والصمود وتعريفه بقضيته وأهمية أن يكون قويا ومتماسكاَ أثناء العدوان لأن ذلك له أثر كبير سلبي على نفسية وأداء العدو وأنه يجب عليه كطفل فلسطيني أن يضرب المثل في التحدي والصمود لدول العالم.
وعلى الأهالي أن تكون مستمعة جيدة لأطفالها في تلك الظروف وتعرف منهم طبيعة ما يخافون منه، مع الإجابة بصدق ووضوح على أسئلتهم مع التقليل من التعرض لوسائل الإعلام لأن رؤية ما يحدث عبر التلفاز تصيب الكبار بالتوتر والقلق وهو ما سيشعر أضعافه الأطفال خاصة أن الكبار متوترون بالفعل مما شاهدوه، وهنا يجب على الأب والأم الانتباه لأنفسهم جيدا

وما يصدر منهم من انفعالات وسلوكيات سلبية ومشاعر خوف وقلق ممكن أن تؤثر على أبنائهم.
ويشير د. أبو خليل إلى أن التعبير بالرسم والتمثيل يعتبر من اهم الأنشطة الفعالة لإخراج مشاعر الطفل للعلن مما يساهم في علاجها بطريقة إيجابية، بخلاف أن الطفل لو شارك في أعمال إزالة أثار العدوان كرفع الأنقاض عن البيوت أو المدارس يعتبر أمراً فعالاً بدرجة إيجابية في شخصية الطفل ويجعله يتعايش مع الأحداث ولا يخاف منها بصورة كبيرة، ويوضح د. عمرو أن الطفال في المرحلة العمرية الأقل من عامين لا يفهمون طبيعة ما يحدث ولكنهم يشعرون باختلاف الأجواء ويصل لديهم مشاعر الخوف من الكبار المحيطين بهم لذلك على الأباء والأمهات ان يحافظوا على روتين اليوم امام طفلهم الصغير حتى لا يشعر بالخوف.
أطفال العالم
مشاهد العنف والحرق والدمار التي يراها الأطفال البعيدين عن ساحة المعركة عبر التلفاز لها أثار سيئة أيضا على الأطفال التي تشاهدها، ويوضح د. عمرو أبو خليل أن الأطفال البعيدة عن موقع الأحداث تصاب بحالة من الألم عندما تشاهد أطفال مقتولة ومحروقة ومبتورة الأعضاء وملطخة بالدم، حيث إن الأطفال لديهم مع يعرف بـ"التماهي" مع الأحداث التي يروها خاصة أن لديهم تصورا مصحوبا بخيال عال لما يحدث، وهو ما قد يؤدي لإصابتهم بنفس الأعراض النفسية التي تصيب الأطفال التي تعيش في قلب أحداث الحرب، ولذلك يجب على الاباء تجنيب أبنائهم رؤية تلك المشاهد ولو حدث وشاهد الأطفال لقطات العنف فيجب على الآباء أن يفتحوا حالة حوار مع الطفل وتهدئتهم مع مساعدتهم على إخراج ما يشعرون به ويدور في خيالهم من خلال التعبير بالرسم.