رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

فليدفع ثمناً.. ولو مرة

 

هل يقتضي نقل مبارك لمستشفي سجن طرة كل هذا الوقت والتفكير؟!

قد يكون مقبولاً للبعض أن يستمر الرئيس السابق في مستشفي شرم الشيخ خلال فترة التحقيقات التي أجريت معه بحجة أنه مصاب بارتجاف أذيني.. ولكنه الآن محال للجنايات متهماً في جرائم ارتكبها، وينبغي حبسه علي ذمتها مثل أي متهم عادي.. والإرتجاف الأذيني حسب آراء الأطباء ليس مبرراً للإقامة الكاملة في المستشفي أكثر من شهرين.. وكل يوم نسمع عن لجان طبية تغادر القاهرة لتوقع الكشف الطبي علي الرئيس السابق، ولتحدد إمكانية نقله لمستشفي السجن من عدمه.. ولا نسمع عن قرار لأي من هذه اللجان، رغم أن الحالة المرضية مناسبة جداً للمرحلة العمرية للرئيس السابق.. وأحياناً يقال أن هذه التقارير رفعت للنائب العام ثم نجد نفياً صادراً من النائب العام.. والمطلوب أن نعرف لمن تكتب هذه التقارير؟

أعرف أن البعض يري في إيداع الرئيس السابق بالسجن عيباً.. ولكن هؤلاء يجب أن يدركوا أيضاً أن جرائمه خلال فترة مسئوليته عن شعب بأكمله عيب أكبر.. فإذا كان المواطن يحاسب علي جريمة بعقوبة في القانون، فمن الطبيعي أن تكون العقوبة مغلظة في حالة الرئيس لأن مسئوليته أكبر.. ولا أعرف، هل المطلوب أن ندفع نحن ثمن كل القرارات التي اتخذها الرئيس السابق طيلة 30 عاماً، ولا يدفع هو أي ثمن حتي بعد أن يترك الحكم وتتكشف جرائم فساد لم نكن ندرك حجمها وقت أن كان رئيساً؟ هل من الممكن استثناء الرئيس السابق من جريمة قتل المتظاهرين في ميدان التحرير والتي كانت المحطات الفضائية العالمية تبثها علي الهواء مباشرة؟! وهل مطلوب منا أن نكون سذجاًحتي نصدق أنه لم يكن يعلم أو أن حبيب العادلي فعل ذلك دون رضا الرئيس السابق؟!

وأعرف أيضاً أن الاجهزة الأمنية لديها قلق كبير من نقل مبارك لمستشفي سجن طرة.. فربما يتعرض السجن لاقتحام من الغاضبين الثائرين وهم كثر.. وربما تنتقل المليونيات من ميدان التحرير إلي المنطقة المحيطة بسجن طرة.. ولكن المؤكد أن مبارك يجب أن يخضع لمحاكمة عادلة وطبيعية.. ولا يمكن أن تكون المحاكمة طبيعية إذا ظل في هذا الوضع الاستثنائي بشرم الشيخ، يستمتع

برؤية مياه البحر الزرقاء من شباك غرفته بالمستشفي طوال اليوم كما كان يستمتع بها من شباك فيلا الجولف حينما كان رئيساً.. والمحاكمة العادلة والطبيعية تقتضي المساواة في جميع الاجراءات بين جميع المتهمين، سواء كان المتهم رئيساً سابقاً أو وزيراً سابقاً أو لصاً تم ضبطه متلبساً بسرقة »محفظة«.. فالجميع يجب أن يكونوا أمام القانون سواء.. وإذا تعذر ذلك في حالة مبارك المتهم حالياً والمحال لمحكمة الجنايات، يصبح من حق جميع القتلة والمجرمين واللصوص أن يلقوا نفس المعاملة، ويودعوا مستشفي شرم الشيخ، خاصة أن بعضهم يعاني ارتجافا أذينيا.

عقارب الساعة لا يمكن أن تعود للوراء.. ومستحيل أن يعود الرئيس السابق أو أي من أبنائه أو رجاله للحكم.. ولكن عقارب الساعة توقفت 30 عاماً كاملة لمصلحة الرئيس السابق ونظامه.. وبسبب الرئيس السابق وأسلوب إدارته.. انطلق العالم من حولنا للأمام، وسبقتنا دول كانت أقل منا شأناً.. ولا يمكن لشعب قام بثورة ضد هذا النظام أن يقبل باستمرار تعطيل الساعة لمصلحة نفس هذا الرئيس السابق الذي يؤدي استمراره في مستشفي شرم الشيخ لشعور عام بأنه يحظي باستثناء لا يستحقه، ويكافأ بينما المليونيات تطالب بمحاكمته وبعضها يطالب باعدامه.

مبارك لا يجب أن يستثني أبداً.. فمسئوليته كانت أكبر.. وهو الآن متهم مطلوب محاكمته باتهامات تتراوح عقوبتها بين المؤبد والإعدام لو ثبتت.. فدعوه يكون متهماً طبيعياً.. ودعوه يدفع ثمنا لشيء ارتكبه ولو لمرة واحدة في حياته.

[email protected]