عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

اكتشافات جديدة في التحنيط المصري القديم

التحنيط المصري القديم
التحنيط المصري القديم

 أشاد الدكتور أيمن عاشور، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، بنجاح فريق بحثي من المركز القومي للبحوث بالتعاون مع فريق بحثي دولي في التوصل إلى اكتشافات خاصة بالتحنيط المصري.

 

 اقرأ أيضًا: تنظيم مبادرة رياضية صحية في جامعة حلوان

 

 ولفت وزير التعليم العالي إلى نشر الدراسة العلمية في مجلة Nature بعنوان: "التحليلات الجزيئية الحيوية تتيح رؤية جديدة في التحنيط المصري القديم".

 وأكد وزير التعليم العالي أهمية نشر البحوث العلمية المتميزة في المجلات العلمية الدولية المرموقة، التي تسهم بالارتقاء بترتيب الجامعات والمراكز البحثية بالتصنيفات العالمية.

 

 تفاصيل اكتشاف التحنيط المصري:

 

 وأجرى الباحثون دراسة على المقبرة المكتشفة على بُعد أمتار من هرم أوناس بسقارة، وترجع ورشة التحنيط للأسرة 26، وتقع على بعد 30 مترًا تحت سطح الأرض.

 وتنقسم الورشة إلى غرفة التحنيط وتبعد نحو 12 مترًا من سطح الأرض، وتم تجهيزها بمصاريف للتخلص من الأحشاء وغيرها من الفضلات، وهى مصممة للتهوية الجيدة، إذ تأخذ عملية التحنيط نحو 70 يومًا تقريبًا، أما غرفة الدفن فتقع على بُعد 30 مترًا من سطح الأرض وعثر على قناع من الفضة بحالة جيدة، وهذا دليل على أن هذه الأسرة كانت غنية، لندرة الفضة في مصر القديمة، واكتشف 121 وعاءً فخاريًا وكؤوس من القيشاني.

 وحلل الباحثون في هذه الدراسة، 31 وعاءً فخاريًا يحتوى على بقايا مواد التحنيط من ورشة التحنيط بسقارة، وتم وضع علامات على هذه الأواني وفقًا لمحتواها مما يمكننا من خلالها ربط المواد العضوية بأسمائها المصرية القديمة ومواصفاتها وممارسات التحنيط.

التحنيط المصري القديم

 وتعد ورشة التحنيط بسقارة الوحيدة التي تم العثور فيها على أواني التحنيط بصورة سليمة، ومكتوب عليها باللغة الهيروغليفية، وتم في هذه الدراسة تحديد مخاليط محددة من الزيوت العطرية أو المطهرة والقطران والراتنجات التي كانت تستخدم لتحنيط الرأس ومعالجة الأغطية الموضوعة على المومياء بواسطة جهاز التحليل الكروماتوجرافي الفازي (مطياف الكتلة).

 وأسهمت الدراسة في فهم تفسيرات موسعة منها تسليط الضوء على الوضع الاجتماعي والاقتصادي لمالك المقبرة، وكذلك الحصول على تفسيرات حول المستوى الكُلي للمجتمع.

 أظهرت النتائج من خلال تحديد المواد العضوية غير المحلية، إعادة بناء شبكة التجارة ومعرفة مصدر هذه المواد التي زودت المُحنطين المصريين القدماء بالمواد اللازمة للتحنيط، إذ إن غالبية المواد المُستخدمة في ورشة سقارة كانت مستوردة، وكثير منها كانت من مسافة بعيدة.

 وبتحليل بقايا المركبات العضوية في أواني التحنيط في المركز القومي للبحوث من خلال شبكة المعامل المركزية (معمل الكروماتوجرافي)، وجد أن هذه الأواني تحتوي على خليط من الزيوت العطرية، مثل: زيت الأرز، والقطران، ودهن حيواني وبعض الراتينجات الصنوبرية، واتضح من الدراسة أن عملية التحنيط تختلف حسب العضو المُحنط، وأن كل عضو له خلطة مُتخصصة من الزيوت والراتنجات والدهون النباتية والحيوانية وليس خلطة واحدة.

 وأظهرت نتائج البحث للمرة الأولى أن المصريين القدماء لم يستخدموا نفس المواد الحافظة لحفظ أجزاء الجسم المختلفة ولكن تباينت المواد الحافظة ومكوناتها من جزء لآخر.

 وحددت الدراسة الكثير من المخاليط المُستخدمة لتحنيط الرأس أو التفاف الجسم فى هذه الدراسة، ويبدو على متخصصي التحنيط أنهم كانوا على دراية بكل من الخواص الكيميائية والنشاط الحيوي للمواد المُستخدمة، التي حصلت على معرفة مُعقدة حول إعداد خلطة مُختلفة من مكونات معينة، إذ إنه معروف في علم المصريات أن كلمة "sefet" يُطلق على زيت مجهول الهوية وهو زيت من سبع "زيوت مقدسة"، وتم استخدامه في التحنيط ولم يتم التعرف على مكوناته، إذ وجد في ثلاثة أوعية من ورشة المُحنطين تحمل علامة "sefet" في ورشة التحنيط بسقارة، وتم تحديد فيها نوع المركبات وكانت عبارة عن دهن حيوانات تم خلطها في اثنين من هذه الأوعية مع الزيت أو القطران

من أشجار الصنوبر.

 وأثبتت عملية التحنيط أنها أسهمت في بناء وتعزيز التبادل التجاري فى حوض البحر الأبيض المتوسط وكذلك الغابات المطيرة الآسيوية وربما الأفريقية، ما قد يسهم في رسم خريطة التبادل التجاري بين مصر القديمة ودول العالم.

 وسهم توافر التقنيات المستخدمة في تحليل الراتنجات والزيوت المُكتشفة في أوعية مُستخرجة من المقبرة المُكتشفة في سقارة بشبكة المعامل المركزية بالمركز القومي للبحوث، بأنه ليس هناك أى داعي لخروج هذه المواد الأثرية الثمينة خارج الوطن لتحليلها.

 كما سهم في تحليل تلك المواد الطبيعية الحافظة التي استخدمها المصريون القدماء في حفظ المومياوات، كما أسهمت النتائج بالتأكيد أن المصريين القدماء جلبوا المواد الطبيعية المُستخدمة فى التحنيط أو حفظ الأنسجة أو النباتات التى تستخرج منها تلك المواد من دول بآسيا أو أفريقيا الاستوائية، مما يؤكد أنهم لم يكونوا يعملوا بطريقة عشوائية ولكنهم علموا أن تلك النباتات من دون غيرها تحتوى على المواد الفعالة المرجوة ذات التأثير المُضاد لتحلل المومياوات والأنسجة، مما يعكس بشكل شبه قاطع أن تلك المواد الفعالة قد تم تعريفها من قبل المصري القديم باستخدام منهج علمي وبحثي يجعلها من دون غيرها تُستخدم في ذلك الغرض.
 ويعُد هذا البحث نتاج تعاون دولي مُثمر بين علماء في المصريات والحفائر من ألمانيا وفرنسا وعلماء في مجال الكيمياء الحيوية من مصر، مما أضفى على البحث قيمة تكاملية، كما سهم في إنشاء شبكة المعامل المركزية، ومراكز التميز بالمركز القومي للبحوث بتركيبها البيني المُتفرد وتوفير الظروف المواتية لإجراء ذلك التعاون الدولي في إطار اتفاقية تفاهم بين المركز القومي للبحوث وجامعة توبنجن في ألمانيا في خروج هذا البحث للنور في إحدى أكبر الدوريات العلمية العالمية، وتعظيم مشاركة الجانب المصرى به.

 ويتكون الفريق البحثي المصري من: الدكتور محمود محمد بهجت، أستاذ الكيمياء الحيوية، ورئيس قسم الكيمياء العلاجية، والمُشرف العام على شبكة المعامل المركزية ومراكز التميز، والدكتور محمد إبراهيم محمد، رئيس قسم سموم ومُلوثات الغذاء، والمُشرف على معمل الكروماتوجرافي بشبكة المعامل المركزية، والدكتور أحمد محمود يوسف، رئيس قسم مواد التعبئة والتغليف، والثلاثة أساتذة بالمركز القومي للبحوث، كما يضم الفريق البحثي الدولي باحثين من ألمانيا وفرنسا والمملكة المتحدة وإيطاليا.

 

 لمزيد من الأخبار والموضوعات حول المدارس والجامعات اضغط هنا.

 

 موضوعات ذات صلة:

 إعلان نتائج الفصل الدراسي الأول لـ5 كليات في جامعة القاهرة

 افتتاح أسبوع إعداد قادة الجامعات الأهلية والتكنولوجية

 توقيع اتفاقية إنشاء مقر وكالة الفضاء الأفريقية فى مصر