رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
سامي ابو العز
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
سامي ابو العز

"القومى للمسرح " كامل العدد.. وحضور خاص للراحلين

بوابة الوفد الإلكترونية

اختتمت فعاليات الدورة الخامسة عشرة من المهرجان القومى للمسرح المصرى، بدار الأوبرا المصرية، بعد أن شارك خلاله 34 عرضًا مسرحيًا، على مختلف مسارح القاهرة، رافعًا لافتات كامل العدد فى كل عروضه المشاركة.

شهد حفل الختام احتفالية بعنوان «يعيش المسرح» إخراج عصام السيد، اشعار طارق على، الحان هيثم الخميسى، استعراضات سليم حجازى، إضاءة ياسر شعلان، فيديو محمد حجازى، وديكور محمد الغرباوى، وأزياء مروة عودة، بطولة: على الحجار، محمد فهيم.

تتدور أحداث العرض فى إطار غنائى حول الأنواع المسرحية المختلفة، وأن جميعها مسرح، وأن الفنان لا يربح من ذلك العمل إلا تصفيق الجمهور.

كما قدم الحفل تحية لكل المسرحيين الذين رحلوا عن عالمنا العام الماضى، منهم: يسرى الجندى، عايدة عبدالعزيز، أحمد حلاوة، أحمد الحجار، سمير صبرى، عبدالرحمن الشافعى وفاطمة مظهر، جلال الشرقاوى، عهدى صادق.

وكانت دورة المهرجان قد شهدت العديد من الفعاليات، بجانب العروض منها ورشة التمثيل للمخرج ومدرب التمثيل محمد عبدالهادى الذى اشترط من البداية أن يكون نصف المشاركين من الفتيات لتشجيعهم على التمثيل بسبب ما يتعرضون له من صغوطات اجتماعية، وأن يكونوا أيضاً من أقاليم ومحافظات مصر المختلفة.

ويقول عبدالهادي: إن التمثيل مهنة صعبة وهناك فرق ما بين آليات التمثيل وفن التمثيل، حيث إننا فى الحياة نلعب أدوارًا وشخصيات مختلفة وهذا ما يسمى بآليات التمثيل، وكان عنوان الورشة هو (كيف نحول آليات التمثيل إلى فن) وأى شىء فى الدنيا يتحول إلى فن عندما تكون هناك قواعد وكذلك التمثيل فهو فن قائم على التكنيك (الحرفية) والحرفة هى أن يعرف الإنسان ما يمتلكه من أدوات فى مجال والممثل لديه رؤية متعلقة بالشخصية الدرامية.

كذلك قدم الفنان عماد أبو سريع ورشة عن فن صناعة العرائس بشكل عام وتكلفة هذه الصناعة ومدى أهمية فن العرائس على المستوى العالمى، كما تحدث عن الفنان الكبير الراحل محمود شكوكو صاحب أكبر عقل فنى على حد وصفه فى هذا المجال، وكانت له مدرسته الخاصة فى هذا الفن.

 

وقال أبو سريع: سعيد بمشاركتى فى المهرجان بتلك الورشة والتى كنت حريصًا فى تقديمها من خلال المنهج التفاعلى، فالمتدرب يمارس بيده تصنيع العروسة من الألف إلى الياء ويتفاعل المتدربون مع بعضهم ومعى، وهذا الأسلوب متبع فى أوروبا فى الورش المبسطة ومتبع فى تونس، وفن العرائس بالمناسبة ليس للأطفال فقط بل للكبار أيضاً، حيث توجد مسرحيات عالمية مخصصة للكبار فى هذا النوع من الفن، فالعروسة بشكل عام «تخطف عين الكبير والصغير» حيث إنه فن مميز له طبيعته الخاصة.

وبجانب الورش المسرحية احتفى المهرجان هذا العام بعدد من المكرمين، وإقامة مجموعة من الندوات التى كانة بمثابة شهادة على تاريخ مسرحى كبير تذكروه مع الحضور.

كانت أولى تلك الندوات ندوة المخرج مراد منير، الذى تحدث فيها عن تجربتة المسرحية وقال: المسرح عمل جماعى لكن الإبداع فردى فالممثل مبدع والمخرج مبدع والمؤلف مبدع، أنا أمتلك هوايات أخرى مثل كتابة الشعر والزجل ولذلك كتبت مذكراتى بنفسى.

وأوضح أن المسرح بالنسبة له مثل الزواج فلابد أن يتم عن شغف وحب وأن تتزوج بمن يشبهك، وقال إن أغلب أعماله لسعد الله ونوس لأنه يشبهه، وأكد أنه جمعته بسعد الله ونوس صداقة طويلة وممتدة، ثم عرج على تجربة سجنه وقال إن اعتقاله تم لأسباب سياسية، موضحًا أنه ليس نادمًا على شىء مطلقًا وأنه استفاد من تجربة السجن مثلما لم يستفد من شىء آخر فقد قرأ كثيرًا بسبب اتساع الوقت وامتداده وكذلك قابل شخصيات طريفة وشيقة جدًا.

وتحدث أيضاً المخرج الكبير عصام السيد خلال ندوة تكريمة وقال: إن المسرح الجامعى فى فترة الستينيات والسبعينيات كان مزدهرًا، وخرج من المسرح الجامعى نجوم كثيرة لها اسم عظيم منهم النجم القدير يحيى الفخرانى وغيره وكنا جميعًا نحب بعض فى ظل المنافسات القوية، وجيل السبعينات فى المسرح كان يحمل سمات خاصة، حيث إيمانهم بأن المسرح له قضية اجتماعية وبناء عليه كان يتم عمل عروض مسرحية مؤثرة لها طابع خاص، وأن المسرح الجامعى كان مؤثرًا جدًا فى الماضى، وحاليًا هو مؤثر بشكل أكبر وعمل طفرة فى الصيغ الإنتاجية، ومسرح الجامعة حاليًا به تجارب عظيمة وشباب متحمس.

وقال أيضاً: إنه وقف بجواره فنانون عدة فى حياته مثل الراحل، لينين الرملى الذى وقف بجواره بلا أى سبب، وأنه لابد الوقوف بجوار الشباب الجدد حاليًا، وأن المخرج سيد العمل بالإقناع وليس بالكرباج، وأنا لم أقل كلمة فى حياتى غير متأكد منها، مؤكدًا أنه بالرغم من تقلده لمناصب عديدة داخل وزارة الثقافة إنه لم يقم بعمله كمخرج فى أى مكان تقلد فيه منصب عام، وإن هذا جاء على حساب مسيرته ولكنه كان مبدأ بأنه طالما يعمل موظفًا لا يستغل منصبه فى عمله كمخرج مسرحى.

وعن علاقته بالمخرج حسن عبدالسلام، قال: إن المخرج حسن عبدالسلام لم يكن له أستاذًا فقط وإنما كان أبًا أيضاً، وكان يتعامل معه بالفعل وكأنه ابنه، وأن هناك العديد من المواقف التى جمعتهما سويًا، منها موقف لم يحدث قبل ذلك بين مخرج ومساعده، فعندما سأله «كيف سيكتب اسمه، فكان جوابه عليه: «لا يكتب اسم شخص بجوارى أو قبلى أو بعدى فهل تقبل العمل معى» ليرد عليه: «بالطبع أقبل ذلك» وبعدها أصبح يعتمد عليه فى كل عروضه.

أما المهندس فادى فوكيه فقال: لقد نشأت فى منطقة شعبية أثرت بشكل كبير فى وجدانى، وبداية تعارفى على

المسرح كانت فى مسرح الطليعة، وقبلها حصلت على بكالوريوس الفنون والتربية، قسم الفن التشكيلى والنحت فى عام 1982، كما حصلت على دبلوم دراسات عليا فى النقد الفنى من أكاديمية الفنون المصرية فى عام 1989، كما حصلت على عضو نقابة الفنانين التشكيليين، وعضوية نقابة المهن التمثيلية، وعضوية اتحاد الفنانين العرب، وعضوية فرقة المسرح القومى.

وبشأن العلاقة بين الفنان التشكيلى والفنان المسرحى، أوضح فوكيه: الفنان هو فنان فى الأول وفى الآخر، فعندما يستخدم الفنان الفن التشكيلى فى الفن المسرحى فهو يضيف أبعادًا فنية جديدة ومتميزة لهذا الفن، وهو ما يضفى ثراءً معرفيًا كبيرًا عليهما، ويصنع صورة بصرية متميزة، تضيف للنص وللديكور وللإخراج وللأداء المسرحى لكل المشاركين فى العمل الفنى».

وتحدث المخرج أحمد إسماعيل خلال ندوة تكريمة عن مسوارة الفنى قائلًا: مسيرتى متشعبة ولدى أكثر من مستوى فنى فى مشوارى المسرحى، فقد عملت على 6 مستويات على مدار 40 سنة، شقيقى الأكبر كان يحب المسرح ويذهب إليه وحببنى فيه، ومن أقاربى المفكر صبرى حافظ الذى كان يمنحنى الكتب المهمة لقراءتها، وكل ذلك شكل وجدانى الثقافى فأحببت المسرح، وأيضاً الفنان الكبير محمود مرسى كان يدرس لى واستفدت جدًا منه وكانت مادته التى يدرسها لنا فى غاية الأهمية.

وأوضح المخرج الكبير أيضاً أن جمهور شبرا بخوم هو أستاذى ومعلمى الأول، والدكتور ناجى شاكر والأستاذ علاء الدين من الأساتذة الذين تعلمت منهم.

وأضاف: عندما سافرت فرنسا أخضعت المرحلة الأولى من مشروع «شبرابخوم» للدراسة، وكنت أتساءل: لماذا المسرح فى مصر محدود جدًا قياسًا بتعداد السكان؟ وتوصلت إلى الإجابة: وهى عدم تفاعلنا مع ذائقته الجمالية والفنية، وفى فرنسا أدركت أن مشروعى فى شبرابخوم تجربة مهمة وأن مصر وقراها من أعظم الدول، وشبرابخوم بالتحديد بالنسبة لى هى أعظم بلد.

بينما تناولت ندوة المخرج ناصر عبدالمنعم الكثير عن حياته الفنية، حيث قال: البدايات كانت كممثل فى المرحلة الابتدائية؛ لأننى كنت متميزًا فى اللغة العربية، ثم جاءت مرحلة الثانوية وكان زميلى الفنان أحمد كمال الذى نصحنى بدخول فريق التمثيل، وبالفعل شاركت فى التمثيل، وكان المعلمين فى مدرستى يقدمون المناهج من خلال المسرح، فكل مدرس يقدم منهجه فى عمل مسرحى، وكانت عروض المدرسة تقدم فى مسرح الجمهورية وكنا نرى الفنانة الكبيرة سميحة أيوب.

وأضاف: المرحلة الجامعية هى التى شكلت وجدانى المسرحى بكلية الآداب بجامعة القاهرة، وكان أساتذتى كلهم مبدعين وأسماء لامعة فى عالم الثقافة، وأخرج لنا محمد صبحى وحسن عبدالحميد وفهمى الخولى، بعدها جاءت مرحلة الإخراج التى بدأتها فى الجامعة مع أصدقاء صاروا نجومًا فيما بعد مثل صلاح عبدالله وعبلة كامل وسيد رجب، وخرجنا من الجامعة وقدمنا عروضنا خارج إطار الجامعة، ثم كونا فرقة بمساعدة فريدة النقاش برعاية حزب التجمع، وأحدثنا حالة مجتمعية وقدمنا أعمالًا مسرحية فى الشارع وفى القرى.

واختتمت الندوات بندوة تكريم الفنانة عايدة فهمى التى قالت: عايدة فهمي: «حينما كنت أبحث فى صور قديمة، رأيت صورًا للمسرح المدرسى وكنت أجسد جميع الأدوار وهذا هو الذى علمنى وأسهم فى بناء شخصيتى، المسرح المدرسى هو الأساس التربوى، وأيضاً وجدت عقود لمسارح الشركات التى كانت تهتم بالفن، وأنا فى طالبة فى إعدادى وكان العقد بخمسة جنيهات، وكنت محبة جدًا للمسرح وكنت لا أسعى لجمع أموال، وأتمنى عودة المسرح المدرسى مرة أخرى».

وعن فترة إدارتها المسرح الكوميدى قالت عايدة فهمي: «وقفت وحاولت على قدر إمكانيات مصر ووزارة الثقافة أن أقدم أعمالًا جيدة، وأنتجت أثناء تولى هذا المنصب مسرحية «أنا الرئيس» وكنت حريصة على الوقوف أمام الجهل والظلام لحماية المسرح من التوجيه».