(فيديو) شيخ الأزهر: معاصي القلوب أخطر من معاصي الجوارح
قال الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، إن الحادث هو الذي وجد بعد عدم، بعكس القديم الذي لا أول له ولا عدم يسبقه، وهو الله سبحانه وتعالى، فالحوادث هي المخلوقات، وهي كل ما سوى الله سبحانه وتعالى، وسميت حوادث لأنها حدثت بعد عدم، في مقابل أن الله تعالى من صفاته أنه قديم أزلي لا أول له، ووجوده ليس بعد عدم.
اقرأ أيضًا...
(فيديو) خالد الجندي عن فوائد البنوك: من يحرم ما أحل الله كافر
وأوضح شيخ الأزهر، خلال الحلقة التاسعة من برنامج «الإمام الطيب» أن السلام كاسم من اسماء الله الحسنى يعني التنزيه أو التطهير، ومن الممكن أن يتخلق الإنسان به، من خلال تطهير قلبه ولسانه وجوارحه مما نهى الله عن ارتكابه من ذنوب ومعاصي وآفات إلى آخره، مشددا على أن حفظ اللسان من أهمها، بدليل حديث «أن الرجل ليتكلم بكلمة لا يلقي لها بالا فتهوي به في جهنم سبعين خريفا».
وحذر شيخ الأزهر من انتشار حالات السخرية من الآخرين بين الناس، وما تسببه من أذى شديد للآخرين حين تبلغهم هذه السخرية أو حين يسمعون بها، داعيا إلى ضرورة أن يسلم الإنسان لسانه من هذه الآفات، كالكذب والغيبة والنميمة والسخرية والاستهزاء، بالإضافة إلى سلامة القلب من آفات الحقد والحسد والغل والكره والبغض، لدرجة أن الله تعالى قد جعل النجاة يوم القيامة في أن يأتي العبدبقلب سليم، كما جاء في الآية الكريمة «إلا من أتى الله بقلب سليم»، أي سليم من المعاصي.
وأكد شيخ الأزهر أن الاسلام يركز على سلامه القلب والسلامة من الرذائل،ويركز على الحث على الأخلاق، لافتا إلى أن معاصي القلوب تعد أخطر من معاصي الجوارح، حيث أن معاصي الجوارح عادة ما ترتبط بالشخص العاصي، محدودة به ولا تتجاوزه آثارها السيئه، لكن الحقد دائما ما يكون مع الآخر، وكذلك الحسد، فمعاصي القلوب معاصي متعديه عابرة، دائرتها أوسع من دائره الجوارح وتؤذي الآخرين.
وأوضح شيخ الأزهر أن من آفاتنا في العصر الحالي أننا قد حصرنا الإسلام والمسلم في الصلاة والزكاة والعمرة والعقيقة وما أشبه، في حين أن النبي صلى الله عليه وسلم قد قال «المسلم من سلم الناس من لسانه ويده»، ولم يقل المسلم هو من يتهجد أو يقوم الليل أو يذهب إلى المساجد، مؤكدا أن سلامة القلب واللسان هي سبيل النجاة، مستنكرا ما يحدث للناس عبر بعض الفضائيات من إثاره واتهامات وأكاذيب يعلم الله أنها كذب في كذب، داعيا هؤلاء أن يفكروا في مصائرهم.
وكشف شيخ الأزهر عن أن مقابلة الإساءة بالإحسان ليست دليل على الضعف والخضوع،
ولفت شيخ الأزهر إلى أن هناك تركيز عجيب للإسلام على حسن الخلق، يلمسه المتأمل في بعض الآيات كقوله تعالى «لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَـكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَ..»، بما يفيد بأن البر، الذي هو قمة الاسلام والإيمان، ليس بأن يولي المسلمون وجوههم قبل المشرق والمغرب، ولكن هو الإيمان بالله و.... ،ثم انتقل إلى الجانب العملي الأخلاقي في قوله «وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَ..» وهي مجالات الأخلاق ومساعدة الضعيف، ثم انتقل إلى جانب العمل في قوله «وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ» ثم رجع بعد ذلك مرة أخرى إلى جانب الأخلاق في قوله «وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُواْ»، ثم«وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاء والضَّرَّاء وَحِينَ الْبَأْسِ» وأخيرا «أُولَـئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ»، وذلك بما يؤكد أن البر منه ما هو في العقيدة، ومنه ماهو في العمل كالصلاة والزكاة، ومنه ما هو في الأخلاق.
فيديو...
موضوعات ذات صلة...
فيديو.. علي جمعة: التحرش بالمرأة بدعوى أنها متبرجة جريمة يعاقب عليها في الدنيا والآخرة