فراغ إداري في متحف الحضارة يهدد مسيرة النجاح
أكدت مصادر في وزارة السياحة والآثار، أن متحف الحضارة قد يشهد فراغًا إداريًا قريبًا، وهذا السؤال بات مطروحًا بقوة بعد ما شهد المتحف في الفترة الأخيرة عدداً من الوقائع التي تحدثنا عن بعضها، بالإضافة لوجود صراعات وخلافات بين الإدارات المختلفة حول أسلوب وسير العمل في المتحف، وكذلك تداخل عمل هذه الإدارات مع بعضها البعض، فضلًا عن خلو بعض المناصب منذ فترة وعدم صدور قرارات رسمية بشغلها وتسيير العمل فيها.
كان قد شهد شهر مارس الماضي صدور قرار بتعيين إيناس جعفر نائباً للرئيس التنفيذي لهيئة المتحف للشئون الأثرية، وفيروز فكري نائباً للرئيس التنفيذي لهيئة المتحف للإدارة والتشغيل، وذلك لمدة عام أو حتى تاريخ بلوغ السن القانونية المقررة لانتهاء الخدمة أيهما أقرب، وفي أغسطس الماضي خرجت إيناس جعفر إلي المعاش بعد أن أنهت مهمتها وعملها، وحتي الآن لم يصدر أي قرار بتعيين بديل لها في المنصب، حيث أن القرار حدد مدة شغله بعام أو بلوغ سن المعاش أيهما أقرب، وهو ما يعني أن يتم تعيين بديل بعد ذلك.
أما فيروز فكري التي تتولي منصب نائب الرئيس التنفيذي لهيئة المتحف للإدارة والتشغيل سينتهي قرار تعيينها 2 مارس المقبل،حيث أنه صدر في 2 مارس الماضي وحدد مدة شغرها للمنصب عام أو حتى تاريخ بلوغ السن القانونية المقررة لانتهاء الخدمة، وهنا ينطبق عليها الخيار الأول وهو عام في المنصب،خاصة أنها كثيراً من الأمور المتعلقة بالإدارة والتشغيل الفترة الماضية لن نقول شهدت إخفاقات، بل لم تكن على ما يجب أن تكون فيما يتعلق بالمتحف، ورجحت بعض المصادر في الأثار أن وزير السياحة قد يقوم بتغييرها أو على الأقل عدم التجديد لها.
كما أن قسم الترميم رسمياً في المتحف شاغر منذ حوالي شهرين،وذلك بعدما كانت تتولاه الدكتورة منال غنام، والتي صدر لها بتولي منصب رئيس الإدارة المركزية للصيانة والترميم في الآثار، في مطلع ديسمبر الماضي، وحتي الآن يتولي أحد المرممين تسيير العمل بالقسم دون صدور قرار رسمي بتسمية أحد لرئاسة قسم الترميم.
كذلك هناك تداخل بين الإدارات المختلفة في أمور تخص العمل،وهذا التداخل يتصاعد أحيانا لمستوي الخلافات مما يتطلب تدخل طرف آخر للفصل بين المختلفين،كما توجد بعض الأقسام والإدارات بها خلافات داخلية تتجاوز الحد الطبيعي، وكذلك بسبب عقود التعيين
كذلك هناك إدارات من يتولاها ليس متخصصا أو حاصل على الدرجة العلمية اللازمة لشغل الإدارة، وهو ما جعل بعض هذه الإدارات ومديريها تتعارض مع تخصصاتهم،خاصة أن مثل هذه الإدارات تحتاج لمتخصص في مجاله،بل أن بعض الإدارات يتولاها أشخاص لهم مهام أخري تجعلهم هم في نفس الوقت رقباء علي أنفسهم،وهو ما لا يستقيم مع أساسيات العمل.
كما أن هناك ما هو أكثر إثارة للسخرية،حيث أن عددا من العلميين وأخصائي الترميم بدلا من أن تكون المعامل مكان عملهم لتحقيق الهدف الذي تم من أجله تعيينهم في المتحف،تجدهم يعملون في وظائف وأماكن لا علاقة لها بتخصصاتهم، حتي أن منهم يعمل في العلاقات العامة والاستقبال وإرشاد الزوار،رغم أن كثيراً منهم حاصلين علي درجات علمية مثل الماجستير والدكتوراة، مما يعد إهدارا للكفاءات العلمية التي يتمتع بها هذا الصرح الثقافي المهم في مصر.
متحف الحضارة واحد من أكبر المشروعات الأثرية والثقافية في مصر ويحظي بإهتمام كبير من محبي وعشاق الآثار والتاريخ،كونه يحتضن مجموعة من أهم كنوز الآثار في مصر،وخاصة قاعة المومياوات الملكية التي تحتوي علي 22 مومياء لملوك وملكات مصر القديمة،والتي تم نقلها في موكب مهيب تابعه العالم كله أبريل الماضي.