رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
سامي ابو العز
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
سامي ابو العز

الجامعات تودع عالم الورق

 نقلة نوعية فى التعلم
نقلة نوعية فى التعلم الإلكترونى وحفظ حقوق الملكية

الكتاب الجامعى إلكترونى.. و7 مليارات جنيه لتحديث البنية التكنولوجية وإنشاء معامل متطورة ورقمنة الخدمات

الخبراء: خطوة مهمة فى تطوير التعليم.. وطرق عديدة لتعويض أساتذة الجامعات عن مبيعات الكتب

د. بثينة عبدالرؤوف: منصة ذكية لاستدامة التعليم

د. سعيد صادق: برامج مطورة تزيد من التنافسية

د. إكرام بدر الدين: الكتاب الإلكترونى خطوة على الطريق

 

7 مليارات جنيه خصصتها الدولة مؤخراً لإحداث نقلة تكنولوجية فى الجامعات الحكومية، التى تستوعب نحو 3.5 مليون طالب..

ووجّه المجلس الأعلى للجامعات خطاباً إلى الجامعات الحكومية، داعياً لبحث سبل تفعيل قرار «الأعلى للجامعات» بشأن تحويل الكتاب الجامعى إلى كتاب إلكترونى اعتباراً من العام الجامعى «2021–2022»، فى ضوء تنفيذ توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى بضرورة إدخال تكنولوجيا العصر فى التعليم الجامعى، وتعزيز كفاءتها، من خلال إنشاء المنصات الرقمية ورفع المقررات العلمية عليها، بما يساهم فى إنجاح منظومة التعليم الإلكترونى، وتنويع مصادر التعلم والتدريب الذاتى وخدمة الإبتكار والتنمية الثقافية والمعرفية، باعتبارها «وقود التنمية المستدامة».

والجامعات من جانبها اتخذت عدداً من الخطوات لتحقيق التقدم العلمى.. وكانت تكنولوجيا المعلومات هى البديل الوحيد والأسرع للتطور، ما استدعى إحداث ثورة على النظم والأساليب التقليدية فى التعليم الجامعى، واستبدالها بوسائل «التعليم عن بعد» الأكثر حداثة..

ومن تلك الخطوات إطلاق منصات إلكترونية للجامعات المختلفة، والتى تعد نقلة نوعية فى التعلم الرقمى، نظرًا لأهميتها ثقافياً واقتصادياً واجتماعياً، لكونها عاملاً محفزاً على الإبداع والإبتكار والتميز العلمى، وفق «رؤية مصر 2030» ومستهدفاتها العلمية المتطورة والمتكاملة.

ومن أجل تطوير منظومة التعليم الجامعى وتحسين مخرجاتها، وإنهاء أزمة تكاليف الطباعة التقليدية، وتوفير استخدام الورق، وتخفيف الأعباء المالية على الطلاب، ما جعلها «ضرورة قصوى»، لذلك رصدت الدولة مبلغ 7 مليارات لرفع كفاءة البنية التحتية المعلوماتية للمؤسسات الجامعية، وتحسين أدائها وجودة العملية التعليمية، لتصبح جامعات ذكية ومؤهلة للعلم والمعرفة، خاصة أن مصر حصلت على المرتبة 30 دولياً فى نشر البحوث العلمية، وفى ضوء الطلب المتزايد على «توظيف تكنولوجيا الاتصال فى التعليم الجامعى» منخفضة التكلفة، وضمان الحفاظ على أطراف المنظومة التعليمية.

خطة التطوير تتضمن عدة محاور أهمها إقامة المنصات والبوابات الإلكترونية، مع تطوير شامل للبنية التحتية الرقمية، وإنشاء البوابة الموحدة للجامعات لتسهيل عمليات التواصل بين أعضاء هيئة التدريس والطلبة أثناء العملية التعليمية، تطوير الموقع الرسمى لوزارة التعليم العالى والبحث العلمى، تجهيز مركز بيانات موحد لاستضافة كافة مشروعات المؤسسات التعليمية والجهات التابعة لها، ربط مبانى كل جامعة بمركز بياناتها الرئيسى بشبكة من الكابلات الضوئية، رفع سرعات الإنترنت بالجامعات، تحديث المعامل والمختبرات وتطويرها، تقييم قدرات كافة الجامعات على التحول الرقمى فى اتجاه الجامعات الذكية، التحكم الرقمى الذكى من خلال التعرف على الطلاب من بصمة الوجه والتحكم فى الدخول لأى كلية ومعرفة أماكن التواجد داخل قاعات المحاضرات.. ومن إيجابيات التحول الرقمى فى المؤسسات الجامعية أيضاً فكرة التوجه نحو إجراء الاختبارات الإلكترونية فى 27 جامعة حكومية، تشغيل تطبيقات الاختبارات والتكامل مع أنظمة المعلومات بالجامعات.

وأوضح الدكتور حسام رفاعى، نائب رئيس جامعة حلوان لشئون التعليم والطلاب بجامعة حلوان، أن الهدف من تحويل الكتاب الجامعى من ورقى إلى إلكترونى هو إصلاح أطراف المنظومة التعليمية.. وقال: «وضعت جامعة حلوان أكثر من نموذج أمامها لمقارنة التجارب بحكم أن لديها سابقة تجربة فى هذا الإطار، بعد بحث خطاب «الأعلى للجامعات»، والذى يشمل إلغاء الكتب الورقية بل توزيعها أما من خلال CD، أو رفع المقررات الدراسية عبر منصة الجامعة التعليمية من خلال لينك للطلاب أو الجمع بين الطريقتين.

ومنذ أيام، شكلت جامعة كفر الشيخ لجان لبحث خطاب «الأعلى للجامعات» بشأن تحويل الكتاب الجامعى إلى إلكترونى، واستقرت هذه اللجان على تعميم الكتاب الإلكترونى، بشرط أن يكون شاملاً لكل الأمور التفاعلية فى التعليم الأون لاين، بما يضمن شمول رؤية أساتذة الجامعة ورسالتهم من المادة العلمية والهدف من تدريس المقرر الدراسى، كما سيكون الكتاب مدعوم بالأمور التفاعلية، سواء رسومات أو لينكات أو مراجع، ويدخل الطالب للحصول على المقرر بنفسه، مع وضع المحتوى للكتاب الإلكترونى العلمى بحيث يكون به شيت معين لتسليمه لعضو هيئة التدريس بعد تنفيذ الأمور العلمية فى المقرر–حسبما أكد الدكتور محمد عبدالعال، نائب رئيس جامعة كفر الشيخ.

تحديات وإنجازات

أوضحت الدكتورة بثينة عبدالرؤوف، الخبيرة التربوية: أن تطبيق نظام التعليم الإلكترونى فى مجال التدريس الجامعى هو أمر بالغ الأهمية، ومزاياه عديدة، تتمثل فى إتاحة فرص متنوعة للطالب لتلقى المادة العلمية، من خلال منصات رقمية متنوعة يرفع عليها الأساتذة المادة العلمية مدعمة بروابط فيديو للمحاضرة المباشرة ومدعمة أيضاً بملفات بأوروبوينت وpdf وملفات صوتية بصوت استاذ الجامعة، مما يسمح لأعضاء هيئة التدريس بالاهتمام بشكل أكبر بالمحتوى التعليمى المطور الذى يقدمونه للطلاب.

لافتة إلى أنها تجربة جيدة تضاف لرصيد الجامعات فى التعامل مع الأزمات، كما أنها تعزز من مساعى التحول الرقمى الشامل الذى سيدفع بالجامعات من التعليم التقليدى للنموذج الحديث، ويمكن الاستفادة من إيجابيات هذا التحول والتعامل الجاد مع السلبيات أو التحديات التى واجهت العملية التعليمية منذ بدايتها، من خلال تطوير شامل للبنية التحتية الرقمية، ويتمثل ذلك فى أهمية توفير أجهزة حواسب لطلاب الجامعات ووسيلة اتصال سريعة بالإنترنت، وتجهيز مركز بيانات موحد لاستضافة كافة مشروعات المؤسسات التعليمية والجهات التابعة لها، وربط مبانى كل جامعة بمركز بياناتها الرئيسى بشبكة من الكابلات الضوئية، ورفع سرعات الإنترنت بالجامعات، وتحديث المعامل والمختبرات وتطويرها.

وحول ما يثار من تأثر أعضاء هيئة التدريس من غياب مبيعات الكتب الدراسية، طالبت «الخبيرة التربوية»، بضرورة أن تبحث الجامعات عن وضع نظام عادل يضمن تحقيق العدالة بين كافة أطراف العملية التعليمية والحفاظ على حقوقهم، مشيرة إلى أن الهدف هو أن تكون جميع المعلومات متاحة لكل طالب فى أى لحظة وتفاعلية، ويمكن لأعضاء التدريس تحديثها بسهولة وتحليلها وتعديلها ومعالجتها، بالإضافة إلى إزالة أعباء تكاليف طباعة الكتاب الورقى، وكذلك تخفيف النفقات والمصروفات على الطلاب، من خلال وضع سعر أقل للكتاب الإلكترونى، مقارنة بالكتاب الورقى الذى كان يشكل عبئاً على الطلاب ومختلف الأسر لارتفاع سعره أو المغالاة فى إلزام الطلاب بشرائه وأيضاً آلية توزيعه وتسويقه سواء بالرضا أو بالإكراه والإجبار.

فرص ومزايا واعدة

الدكتور إكرام بدر الدين، استاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، يرى أن الاتجاه نحو التعليم الرقمى فى الجامعات هو نقلة كبيرة وضرورية فى صناعة المحتوى العلمى، من أجل تحسين أساليب وتقنيات التدريس لتتواكب مع التطور السريع لتكنولوجيا المعلومات، من خلال إقامة المنصات والبوابات الإلكترونية والتى تتمثل فى البوابة الموحدة للجامعات لتسهيل عمليات التواصل بين أعضاء هيئة التدريس والطلبة أثناء العملية التعليمية، فضلا عن موقع وزارة التعليم العالى والبحث العلمى، حيث تم تطوير الموقع الرسمى للوزارة، لتعزيز قدرة وكفاءة البنية المعلوماتية وشبكات الاتصال الإلكترونى، والنهوض بصناعة المحتوى العلمى، والإرتقاء بمستوى الطالب المؤهل للتفاعل معها، وخدمة متطلبات التنمية المعرفية، كما يساعد على حل أزمة تكلفة الطباعة التى تواجهها.

وأضاف: «استاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة» أن جامعة القاهرة لديها تجارب فى تصميم المحتوى الإلكترونى وإنتاجه والتعامل مع الكتاب الرقمى وتوضيح الفارق بينه وبين الكتاب المطبوع وتجهيزه فى شكله النهائى، كما تمتلك الجامعة المنصة الذكية الأولى على مستوى أفريقيا التى يمكن من خلالها التعامل مع المقررات الدراسية أون لاين، وهى خطوة هامة، لما تقدمه من إيجابيات سواء كانت تعليمية واجتماعية واقتصادية، والمزيد من التقدم.

وأوضح: «أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة» أنه من ضمن مميزات التحول الرقمى أيضاَ نشر ثقافة التعلم والتدريب الذاتى وطرق البحث عن المعرفة، واستثمار الوقت وتوفيره، وإعداد كوادر شبابية للمستقبل، وزيادة من فاعلية وقدرات أساتذة الجامعات، بالإضافة إلى إمكانية التواصل الإلكترونى بين أعضاء هيئة التدريس والطلاب فى أسرع وقت، ورقمنة كل الخدمات التعليمية، وصياغة الأطر التنظيمية والإدارية لتنفيذه بالكفاءة المرغوبة، وأيضاً إزالة الاعباء المالية على الطلاب، وإتاحة لهم المجال للبحث السريع المتعلق بالمواد العلمية المختلفة وزيادة تفاعلهم مع هذا المحتوى العلمى لزيادة القدرات الرقمية والإبداعية، ونقل المعرفة وتحفيز الإبتكار، وتطوير المهارات القائمة، وبما يصب فى مصلحة إتمام العملية التعليمية، مع ومواكبة التطورات العلمية التى تؤكد على أهمية التعليم الديجيتال بشكل عام والتعليم الجامعى بشكل خاص، كما أن معظم دول العالم اعتمدت بشكل أكبر على تكنولوچيا المعلومات، فى مجال التعليم الجامعى، بفعل جائحة كورونا، وبات من الصعوبة العودة إلى الوراء مرة أُخرى.

منوهاً إلى أن جامعة القاهرة جاءت منفردة ضمن أفضل 500 جامعة عالمية فى 16 تخصصاً متنوعاً وخمسة قطاعات علمية رئيسة بعام 2021.

نماذج متطورة

الدكتور سعيد صادق، استاذ علم الإجتماع بالجامعة الأمريكية، أوضح: أنه حان الوقت لإقرار نظام تعليم جامعى يقود مصر إلى مكانتها المتقدمة عالمياً وفق آليات علمية متطورة ومتكاملة، عن طريق تسخير جميع الإمكانيات العلمية والتقنية الحديثة، باعتبارها الوسيلة الناقلة للعلم والمعرفة، وذلك لإحداث نقلة نوعية فى محتوى المناهج الدراسية، لتتناسب مع الاتجاهات العلمية الحديثة، وإتاحة هذه المواد العلمية للطلاب أون لاين عبر منصات الجامعات المختلفة، كما أنه يوفر نفقات طباعة الكتاب الجامعى، وتوفير استخدام الورق، وتخفيف الأعباء المالية على الطلاب وأسرهم، بالإضافة إلى إمكانية تحديث المقررات العلمية الرقمية بشكل متواصل، وسهولة البحث عن أى معلومة والتحضير المسبق لها، وأيضاً تحفيز الطلاب على البحث والإبتكار، بما يساهم فى خلق جيل متمكن علمى وثقافى وقادر على مواجهة تحديات الواقع، ومواكبة سوق العمل، وزيادة التنافسية وتحقيق الريادة إقليمياً وعالمياً، لكى يمكننا اللحاق بمصاف كبرى جامعات العالم.

وأشار إلى أهمية الإسراع فى إتمام البنية التحتية التكنولوجية داخل جميع الجامعات، وزيادة سرعات الإنترنت، وإتمام تزويد الجامعات التى تحتاج إلى كابلات «فايبر» تعمل بكفاءة عالية، كما يتطلب الأمر وضع حوافز مالية مغرية لأساتذة الجامعات، مقابل إعدادهم للمواد العلمية، وتعويضهم عن خسائر توزيع الكتاب الورقى، وبما يضمن الحفاظ على أطراف المنظومة التعليمية، أسوة بدول كوريا الجنوبية وماليزيا وسنغافورة والهند وتايوان والصين والبرازيل وتشيلى وجنوب أفريقيا، والتى استطاعت جميعها تحقيق قفزة علمية كبيرة، بالاعتماد على التكنولوجيا الجديدة، من أجل إكساب الطلاب المهارات المتنوعة وتعزيز القدرات الأساسية لبناء الطالب الواعى المبدع، كما اهتموا أيضاً بالمعلم ودوره ومكانته فى السياسة التعليمية المتطورة، مع العمل على تحديث المواد العلمية لتواكب عملية التنمية والتطوير، إلى جانب بث روح الطموح للتعلم.