عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

امجد مصطفى يكتب.. المصرى فنان عمره ٧ آلاف سنه "٣١" د. جابر البلتاجى.. الحاصل على وسام فارس وميدالية فيردى من إيطاليا وكرمته روسيا.. وظلمته الأوبرا المصرية

دكتور جابر البلتاجى
دكتور جابر البلتاجى

ذهب إلى معهد تشايكوفسكى للدراسة فأصبح من نجوم البولشوى

 

قدم دور أموناصرو فى دور الأوبرا العالمية

 

هناك فنانون لم يحصلوا على حقهم إعلاميا رغم ما قدموه من عطاء لا يقارن بآخرين...

من بين تلك الأسماء نجوم الغناء الأوبرالى على مر العصور.... اليوم نتحدث عن واحد من الجيل الأول لفرقة الأوبرا... لأن القائمة طويلة سوف نواصل خلال مجموعة حلقات قادمة تقديم مجموعة أخرى من أجيال مختلفة..

مصر الرائدة دائما كانت صاحبة السبق الفنى فى كل شئ...

مصر هى دولة الطرب، من هنا تعلم العالم معنى كلمة السلطنة فى الغناء، ومن هنا بدأت الاجساد تتمايل طربا، بجمل موسيقية تقشعر لها الأبدان، مصر هى قبلة الغناء العربى، هى دولة الملحنين والمجددين فى الموسيقى والغناء، لم تمر فترة زمنية إلا ويخرج منها أستاذ أو استاذة يرفع الجميع له أو لها القبعة، هنا ولد رائد وفارس التجديد سيد درويش، وهنا ولد محمد القصبجى وعبدالوهاب والسنباطى، الذين توارثوا الموسيقى والغناء عن الشيخ المسلوب وسلامة حجازى ومحمد عثمان، هنا أرض الكنانة والمكانة.

مصر هى الشريان الذى قام بتغذية العالم العربى بكل حرف وجملة موسيقية، هنا القاهرة التى منحت الجميع شهادة الاعتماد، والارتباط بالجمهور.

هنا الاذاعة المصرية التى حملت عبر أثيرها مهمة تقديم الأصوات والنغم الشرقى الاصيل، ومهما ظهرت من زوابع داخل الوسط الغنائى وظهر الهاموش والناموس، والذباب، لن يضيع تاريخنا الغنائى، بل إن هذه الزوابع كلما ظهرت ذكرتنا بماضينا الجميل.

تحدثنا فى «المصرى فنان عمره 7 آلاف سنة» عن ريادتنا بصفة عامة فى الموسيقى والغناء والسينما والدراما والاعلام والمسرح، والأوبرا واكاديمية الفنون، ثم بدأنا فى الحلقة الثانية نتحدث بتوسع اكبر، عن كل مجال، من المجالات، كما تناولنا مصر من عهد قدماء المصريين، مرورًا بدور الترانيم القبطية، والكنائس فى الكنائس والموالد الشعبية حتى وصلنا الى عصر المشايخ فى وقتنا الراهن.

تحدثنا عن تاريخنا فى عالم التلحين الشيخ المسلوب مرورا بسلامة حجازى وسيد درويش و«عبدالوهاب» و«السنباطى» وزكريا أحمد و«القصبجى»، و«الموجى» و«الطويل» ومحمود الشريف ومنير مراد، وما أكثر ما قدمت مصر للعالم العربى من ملحنين لذلك فالجزء الخاص بالملحنين سوف نواصل الكتابة عنه لعدة اجزاء حتى نعطى هؤلاء الرواد حقهم الطبيعى.

إننا فى مصر دولة الابداع والمبدعين، حتى أن عمر بعض فنانينا أطول من عمر دول بأكملها. ربما إبداعهم يكون أكثر تأثيرا من دول كثيرة.

مصر الفن والفنانين، أقدم دولة عرفها التاريخ عرفت الفنون بكافة أشكالها، مصر التى سطرت أهم سيناريوهات العرب، فى السينما والدراما، وأهم من كتبوا النوتة الموسيقية واهم العازفين والملحنين والشعراء، مصر الطرب الأصيل والنغم المشبع بالموهبة، مصر تواصل الأجيال، وشموخ الجبال، وكبرياء الانسان، مصر اقدم لوحة فنية وأقدم فنان.

فى الحلقة قبل الماضية تحدثنا عن كيان له تأثير كبير فى عالمنا العربى وليس مصر فقط، هو فرق الأوبرا المصرية بعد أن تحدثنا فى حلقة سابقة عن تاريخ انشاء الأوبرا المصرية من الأوبرا الخديوية وحتى أوبرا العاصمة الإدارية الجديدة، واليوم نحن بصدد الحديث عن فرق دار الأوبرا، ثم تناولنا فى الحلقة السابقة الحديث عن نجمات الأوبرا من الرعيل الأول.

واليوم بصدد استكمال الحديث عن الغناء الأوبرالى فى مصر والعالم العربى، الجيل الذى مهد الطريق لمن جاءوا بعدهم، سطروا تاريخًا فنيًا جديدًا لمصر الريادة والعراقة.

ـ فى عام 1968 نجح الخبير الروسى دايفيد بدريدذى فى إنشاء أول فرقة للغناء الأوبرالى فى مصر، وضمت جابر البلتاجى، حسن كامى، رتيبة الحفنى، سعيد الألفى، غالية راشد، وروجينا يوسف، وجيرجوار برطميان، وأميرة كامل، وسهير حشمت. يولاندا دى مينسيا، سيد شعبان، ويوسف صباغ، ومحمود حسن، رشدى برسوم، آيات الشال، فيوليت مقار كلود رطل، نبيلة عريان.. عواطف الشرقاوى، كارمن زكى، ألفى ميلاد.. ومنذ ذلك الوقت أصبح لدينا فرقة للغناء الأوبرالى، ويرجع هذا إلى وزير الثقافة «ثروت عكاشة» فهو الذى اختار أفضل الأساتذة الروس الذين تعلمنا على أيديهم الغناء والباليه والفنون المسرحية.

عندما نتحدث عن الغناء الأوبرالى فى مصر لابد أن نذكر فى المقدمة الدكتور جابر البلتاجى، فهو من ابرز الاسماء التى ساهمت فى انتشار فن الغناء الأوبرالى فى مصر والعالم العربى.

هو أهم صوت أوبرالى مصرى على الاطلاق، بل والأكثر من هذا، هو واحد من أهم من غنوا طبقة الباريتون على مستوى العالم، وتلك ليست شهادتى، لكنها شهادة عظماء فن الأوبرا على المستوى العالمى.. فهو المغنى المصرى الوحيد الذى سعت إليه دول عظمى فى هذا الفن مثل روسيا، وإيطاليا وغيرها، وهو أيضا المغنى الوحيد الذى كرمته إيطاليا، بمنحه وسام فارس عام 2006، كما منحته ميدالية فيردى كواحد من أهم الأصوات التى قدمت أعمال فيردى بحرفية شديدة، أيضا كرمته روسيا «الاتحاد السوفيتى» سابقاً، وسعت دول كثيرة إلى منحه الجنسية لكى يغنى تحت علمها، لكن دائما كان يضع مصر فى المقدمة، كان يشعر بالفخر والاعتزاز وهو يغنى تحت العلم المصرى، عندما سار إلى الاتحاد السوفيتى سابقًا مع مجموعة من زملائه فى تخصصات مختلفة، مثل الفنان رمزى يسى، والدكتور حسن شرارة، والدكتور مصطفى ناجى، وآخرين، اختارته الأعين الروسية من بينهم ليشارك بالغناء بشكل محترف، وتلك الشهادة رواها لى زملاؤه فى هذه المنحة الدراسية، التى وفرت لهم فى معهد تشايكوفسكى. وكانت صوره تحلق فى الميادين العامة جنبًا إلى جنب كبار نجوم الأوبرا الروسية. وهو ما حدث معه أيضا عندما ذهب إلى إيطاليا.

هل ظلم جابر البلتاجى؟ نعم ظلم جابر البلتاجى فى مصر، لأنه كان يستحق مكانة أفضل، ولو أنه فى دولة أخرى لأقيمت له تماثيل فى الميادين العامة.

ولو ظل فى أوروبا كما كانت تريده أغلب دولها، لأصبح مثل «زويل»، وهانى عازر، وكل العلماء المصريين الذين حققوا نجاحات كبيرة فى أوروبا وأمريكا. لذلك ظلم جابر البلتاجى مرتين، الأولى عندما أقصى عن الغناء الأوبرالى، وهو فى عز مجده، والمرة الثانية عندما لم نستفد من تجربته فى أوروبا، لأننى أرى أن تجربة «البلتاجى» أهم من تجارب أخرى كثيرة تم وضعها فى أماكن لا يستحقونها. موهبة وخبرة، وتكريمات «البلتاجى» كانت تستحق الاهتمام بها، وعمل دراسات حولها، «البلتاجى» كان ولابد أن يكون أيقونة هذا الفن. فهو الصوت الذى استطاع أن يبهر أهل الغناء الأوبرالى الأصليين فى إيطاليا، وروسيا، لدرجة أنه كان المرشح رقم واحد لأعمال كثيرة فى هذه الدول.

لذلك ظلم «البلتاجى»، ومازلت أرى أنه يستحق تمثالا داخل الأوبرا المصرية، لكونه نموذجًا فريدًا، يعكس قيمة الإنسان المصرى الذى عرف الفن منذ 7 آلاف سنة، جابر البلتاجى ذو الملامح الأوروبية هو الامتداد الطبيعى لحضارة عمرها آلاف السنين إلى رحلة جابر البلتاجى ابن الأوبرا المصرية الذى غزا بلاد العالم بفنه وموهبته.

الباريتون الأول المصرى العالمى جابر البلتاجى

حصل عام «1960» على الدراسات الأولى فى الغناء مع المايسترو الإيطالى إتورى كوردونى من أوبرا القاهرة الفرنسية جورجيت فروزبيه - رئيس قسم الغناء آنذاك فى كونسرفاتوار القاهرة. كما درس البيانو مع الدكتورة المصرية الإيطالية ديللو سترولوجو.

ووافق الوزير على سفره وكان مرتبه يصرف من وزارة الثقافة الروسية وقد غنى على جميع المسارح الروسية.