رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

"شقة عريس للبيع ".. احلام وشقى العمر على طاولة "الحوجه"

عفش عروسة للبيع
عفش عروسة للبيع

"عفش عروسة للبيع .. لظروف خاصة "، جملة تلخص الكثير ..فهنا اختفت الطموحات وأحبطت عقبات العيش أماني الكثير من الزيجات انحناءًا لظروف الصعبة تحت وطأة  مقتضيات الحياة القاسية...فمع العثرة الأولى اختفى  بريق الأمل فى التأسيس لحياة ظلوا يحلموا بها سنين طامحين ان تكون الأفضل ، لتصدمهم بواقع مرير يفرض عليهم "التخلى " سواء في مقابل الحفاظ على ماء الوجه لدى البعض ،أو السفر من أجل مستقبل أفضل.

 

اقرأ أيضًا ..«ليلة العمر».. دماء على فستان الزفاف

 

فتتخلى العروس التى كانت منذ بضع شهور تؤسس لعش زوجية مزود بأفضل الأجهزة الحديثة والأمكانيات ،عن كل هذا فى مقابل منزل يحتوى على أساسيات الحياة فقط وربما قد يكون غير كافيا للعيش فيه  لكن لا بأس.

 

أما البطل الثانى للقصة ، شاب وضعته اختيارات الحياة امام الأسوء منها ، بالأستغناء عن حلم ظل يراوده منذ أن بلغ الحلم وبذل من أجله الكثير ، ليضطر الى بيع شقته "شقى عمره "   فى محاولة  لسد احتياجات أسرته ،أو لعدم قدرته على سداد الايجار  والتزامات العيش الأخرى، عائدا لمنزل والديه ، يجر ذيول خيبة الصمود أمام أعباء الحياة ، بينما أضطر آخر بيعها للعمل بالخارج وبالتالى أصبح هذا المنزل عبء  لابد التخلى عنه.

 

وفي الناحية المقابلة ، سماسمرة يتهافتون على شراء هذه المقتنيات بتوصية من الزبائن  التى تحرص على شراء هذا النوع ، باعتباره "كسر زيرو " - كما يقال -  أى لم يتم استخدامه كثيرا ويتم عرضه بسعر أقل من الجديد ،كما ان الشقق تكون "تشطيب عرايس" فتوفر عليهم أعباء "التوضيب " ، بينما ترفض شريحة مجتمعية شراء هذا النوع من الأثاث، لأنها ترى أنه ممزوج بحسرة العروسين على أحلامهم التى أضحت تتبدد من بين أيديهم .

 

عند القاءك نظرة على مواقع البيع والشراء الاليكترونية تجد الكثير من المنشورات حول شقق وأثاث يطلق عليها استعمال عروسين او عفش عروسة كامل لم يستعمل "جديد" ،" شقة عريس للبيع " ، و اكتظت مواقع التواصل الأجتماعى وخاصة "فيس بوك " بمنشورات "شقق عرسان  للبيع.. لظروف خاصة أو طارئة  .. التعليق للجادين فقط " ذلك لمنع الاستفسار عن سبب البيع لرفع مرارة الحرج ، ليتحول الأمر إلى "مزاد"، كلًا يسأل عما يريده وآخرون يرسلون الدعاء ، خلافا عن بعض التعليقات  التى تعرض فرص العمل أحيانا كمساعدة منهم لحل الأزمة، يدعى بعض البائعون أن سبب البيع  هو ظروف السفر، لجذب الفئة التى تعزف عن شراء هذا النوع .

 

وفى محاولة لمواجهة هذه الظاهرة والقضاء على ارتفاع عدد الغارمات ، طرح الرئيس عبدالفتاح السيسي، مبادرة فرش الشقق وتأجيرها للشباب الراغب في الزواج ،حتى لا تكون الأم مضطرة لشراء أثاث وأجهزة كهربائية بالتقسيط، وتتحول لغارمة عند العجز عن سداد الأقساط.

 

شقة عريس للبيع .. أحلام وشقى العمر على طاولة الحوجة

 

أخت تتنازل عن ميراثها مقابل شراء أجهزة من  شقيقتها

 

 وعن الصدمات التى واجهوها فى أول مبارزة  لهم مع الحياة بعد خروجهم من عباءة الأهل .. يروون عن تفاصيل أزماتهم ، فتقول "ش . إبراهيم " :" تزوجت فى منزل أهل زوجى بشقة خاصة بنا  كانت الحياة جيدة فى بداية زواجنا .. زوجى كان يعمل فى إحدى المحلات  ولكن تبدلت الأمور فور وفاة والدته ،لتبدأ  المشاكل مع أخواته التى وصلت الى حد مطالبتنا بترك المنزل  وبالفعل ذهبنا للعيش فى شقه بعمارة مملوكة لوالدتى بشرط تأجيرها وبعد محاولات وافقت والدتى ، ومع مرور الوقت ساءت أحوالنا المادية وكانت والدتى تقدم لنا الدعم فى بعض الاوقات ، ولكن ظروف الحياة كانت أقسي ،فبدأنا نبيع أثاث المنزل فى الأول غرفه الأطفال، اشترتيها شقيقتى وبعد ذلك " النيش " ثم السفرة وأخيراً "الركنة " وأصبحنا نجلس على وسادات على الأرض ، حتى حصل زوجى على عمل وقمنا بتعويض ما بعناه ولكن ليس بنفس الجودة ".

 

ومن احدى قرى الريف المعروفة  بالمبالغه فى أمور الجهاز تقول  "ر.. زكريا " " أنجبت أمى بنتين أنا أصغرهم تزوجت أختى الكبيرة وبالغ أبى فى جهازها كثيراً ، وبعدما توفى أبى اتخطبت وبعدها بسنتين توفت أمى ، ولم أكن قد أتممت جهازى ، ونظرا للأعراف المتبعة لدينا تفرض علينا المغالاة في الجهاز خوفا من  المغايرة ، قمت بيبع حصتى فى أرض مملوكة لى أنا وأختى لها فى مقابل انها تقوم ببيع بعض الأجهزة  الزيادة عندها والمفروشات   الجديدة  وبعض مقتنيات المطبخ ، وذلك لأنه لا يجوز أن يشاركها فى الأرض رجل غريب ".

 

شقة عريس للبيع .. أحلام وشقى العمر على طاولة الحوجة

 

وتحكى "هـ .. لطفى" " تزوجت في بداية العشرينيات فى شقة تمليك وبعد سنتين ، حدثت مشكلة لأخو زوجى  أضطرتنا لبيع الشقه والانتقال لأخرى ايجار جديد ،حاول  زوجى فتح العديد من المشروعات  لكن جميعها فشل ،بعد وفاة والده ومع سوء أمورنا المادية انتقلنا للعيش بشقه والده مع زوجته ، بمنزل قديم  فى احد الأحياء الشعبية ، الشقه صغيرة جداا و لتحسين الحالة المادية ، ، اضطريت لبيع  معظم جهازى الى عدد من أقاربي والتى وصلت الى حد بيع بعض الملابس التى لم استعملها ، وحاليا نعيش ف نفس الشقه مع زوجة والده".

 

شاب : بيعت شقتى بعد الزواج بشهرين

 

بينما يقول "ك .. رجب " اشتريت شقه ايجار قديم  وقمت بتجهيزها على أحسن حال ومع اقتراب الزواج ، عرض عليا عقد عمل فى إحدى الشركات بالخارج بشرط السفر خلال 6 أشهر ،قمت بانهاء جميع أمور الزواج خلال 3شهو. وبعدالزواج بـشهرين عرضت الشقه للبيع ،سافرت وانتقلت زوجتى للعيش عند أهلها ، وجمعنا العفش في شقة صغيرة قديمة ،وبعد السفر بسنة أرسلت لها لتعيش معى ،وبعد العودة اشترينا شقة تمليك ونقلنا العفش فيها ".

 

وتروى "م.. عزت " :" أنا أم لخمس بنات وولدين ، توفى أبوهم وتركهم لى انتقلت من المنوفية للعيش فى القاهرة ، اشتغلت فى حاجات كتير  ،زوجت الأولى وجهزتها بشكل فاجىء الجميع وبعدها  الثانية  ولكن مع  زواج الثالثة واجهت مشاكل مادية دفعتنى أنى أخد حاجات من أخواتها ليها وهى أشياء لسه جديدة لأنى كنت جايبة جهاز كتير لكل واحدة فيهم  مثلا غسلتين وتلاجتين واحدة للمطبخ وتانية صغيرة لأوضة النوم غير الملايات والفوط وأطقم المطبخ  وبعد كده عوضتهم بفلوس مقابل الحاجات دى ".

 

سماسرة : عفش العرايس بيبقى "لقط" وفى عرسان بتشترى مستعمل فى جهازهم

 

وفى  سياق متصل ، أكد "وليد محمود " "سمسار" أن شقق العرسان التى تعرض للبيع يكون الاقبال عليها كبير لأنها توفر " التشطيب "  ومعظم من يقوموا بشرائها عرسان أيضا  حيث أنه لا يضطر لاجراء كثير من التعديلات سوى  ألوان الحوائط وبعض الأدوات الصحية ، لافتا الى أنه فى بعض الأحيان يتم عرض الشقه بسعر أقل من المتعارف فى المنطقه نظرا لرغبته فى بيع الشقه بسرعه .

 

وتابع السمسار " فى عرسان بتسيب الشقه بعد ما يتجوزوا فيها عشان الايجار بيكون عالى عليهم  ده غير مصاريف الصيانة والحراسه ، وفى ناس تانيه  بسبب بعد المسافه عن أشغالهم بيضطروا يبعوها ويشتروا حاجه أقرب لهم ".

 

وعن عفش العرسان . قال  محمود عبد الصمد " تاجر سلع مستعملة " أحنا بنشترى أى حاجه مستعملة  بس فى ناس بتبقي موصينا على حاجات لقطة منها عفش العرسان ده لأنه بيكون مش مستهك وكمان سعره أقل من الجديد ، بس بعد ما المواقع الالكترونية ظهرت واحنا شغلنا قل لأن معظمهم بيبعوا حاجاتهم عليه ".

 

واستطرد تاجر السلع المستعملة " معظم التركيز بيكون على الخشب ، لان فرصته فى البيع بتبقي أعلى وليه زبونة  وطبعا بيتم تمييزه عن القديم من حيث الشكل  والمتانه، فى عرسان بتشترى عفش مستعمل قبل ما تتجوز زى الأنتريهات والركن لأنه بيبقي على قد أيديهم بيستفيد من الخشب وبيغيرلوا قماش وسفنج ويرجع جديد تانى  ".

 

شقة عريس للبيع .. أحلام وشقى العمر على طاولة الحوجة

توقعات الشباب قبل الزواج تميل الى الخيال

 

وفسر الدكتور هشام رامى ، أستاذ الطب النفسى بجامعة عين شمس ، أن معظم  توقعات الشباب والشابات قبل الزواج اصبحت غير واقعيه وتميل الى الخيال فكثير منهم يتصور ان الحياة سهلة  بعد الزواج وأنه لتأسيس تلك الحياة  يحتاج الحصول على كل شيء والتى يقع معظمها على كاهل الأهل ثم يصطدم بالواقع بعد ذلك ، متابعا "مع اول عثرة يتجه الطرفين للأستغناء عن مقتنايتهم  بطريقه انسحابية  ما يؤدى الى مشاعر سلبية تظهر في ازدياد نوبات الغضب والانفعال ، التكاسل والانهزمية واللامبالاة "

 

وأضاف رامى فى تصريحات خاصة لـ"الوفد "، أن مساعدة الأهل يجب ان تكون بشرط الموضوعية وليس الاعتمادية بمعنى أنه لا يلبى كل طلبات أبنه / أبنته  بل يترك لهم مساحة المشاركة حتى يتأكد أنه قادر على التعامل مع متطلبات الحياة ،قائلا :" الظروف الاقتصادية ضاغطة لكن التفكير الواقعى والموضوعى يقاوم ذلك ".

 

 وأشار أستاذ الطب النفسى بجامعة عين شمس، أن لإعداد الجيد  من الناحية السلوكية والمجتمعية  والنفسية  للمقبلين على  الزواج أهم ما يجب التركيز عليه بالنسبة للأجيال القادمة  من خلال تعليمهم مهارات اقامة علاقه سوية للقدرة على الحياة الايجابية ، بالاضافة ال مهاراة التعامل مع الاحباطات والضغوط وعدم الاستسلام لان الحياة مليئة بالعقبات.

 

وأفاد رامى، أن الإنسان يستطيع التعامل مع العقبات ليس عن طريق الاستسلام انما  بالسعى والعمل والاستمرارية فى الحياة حتى يتمكن من تحقيق المعيشة  التى يرجوها ، منوها الى اتجاة الدولة فى التركيز على توعية الشباب من خلال برنامج " مودة " لاعداد الطرفين بتزويدهم بالمهارات الفكرية والمجتمعية .

 

أمراض مجتمعية

 

كما رأت سامية خضر ، أستاذ علم الأجتماع بجامعة عين شمس ، أن هناك أمراض مجتمعية وراء فشل معظم الزيجات الحديثه أبرزها المغالاة فى التجهيزات من أجل التفاخر فأصبح الأهل لا يركزوا الا على اكانيات العريس المادية بعيدا عن أخلاقه وجاهزيته لتحمل مسئولية الزواج .

 

ولفتت أستاذ علم الأجتماع بجامعة عين شمس ،الى ان مؤسسات الدولة الدينية والاعلامية لا تقوم بدورها على النحو المطلوب ، خاصة فى ظل تفاقم ظواهر مجتمعية تحفز هامشية فكرة الزواج لتقتصر على بيت بأحدث الأمكانيات وبعض اللحظات العاطفية فقط  ولذلك يجب تفعيل دور المؤسسات التوعوية .

 

وأشددت خضر ، أنه لابد من تقديم معلومة سليمة  موجهه بشكل قوى لكل المقبلين على الزواج من خال وسائل الاعلام ومنصات الأزهر وورش التأهيل حول مفهوم الزواج و مقومات مواجهة تحديات الحياة  والاكتفاء بالأساسيات وعدم الاستسلام للعقبات ، متابعه :"نحن نعانى من هامشية الثقافة المجتمعية  و أساليب الحياة خاطئة  التى تعتمد على التفاخر ".

 

موضوعات ذات صلة 

 

خطف الأطفال.. كثير من التهويل قليل من الحقائق

معاشات.. "دليڤرى"

شقة الشاكى بها تسريب تسبب فى ارتفاع قيمة الفاتورة