عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

معاشات.. "دليڤرى"

توصيل المعاشات وتوفير
توصيل المعاشات وتوفير حياة آمنة لكبار السن

بدء خطوات توصيل المعاش إلى المنازل

الخدمة الجديدة تستهدف توفير الراحة لكبار السن

تقديم طلب للبنك أو هيئة البريد للراغبين

خبراء: أول خطوة فى طريق "الحياة الكريمة"

 

كان الحصول على المعاش قطعة من العذاب تتكرر شهريا خصوصا لمن وهنت عظامهم واشتعل رأسهم شيباً، وآن لهذا العذاب أن ينتهى، وأن يعيش كبار السن كراما معززين. جاءت البشرى لـ9 ملايين مسن فى مصر، بمشروع قانون مجلس النواب، يتضمن مزايا عديدة لكبار السن، فيما تواصل وزارة التضامن تنفيذ الإستراتيجية المتكاملة لرعاية وحماية وتكريم أصحاب المعاشات، والتى تشمل حزمة مزايا فى مقدمتها توصيل المعاشات إلى المنازل دون أن يتحمل أصحاب المعاشات عناء الانتقال إلى البريد أو البنك الذى يصرفون منه المعاش.

اتفقت الوزارة مع إحدى الشركات لتوصيل المعاشات إلى المنازل للراغبين من كبار السن، بالتنسيق مع الهيئة القومية للتأمين الاجتماعى،، بما يكفل حقوقهم فى حياة أكثر رفاهية وطمأنينة، واعترافاً بما قدموه للمجتمع من خدمات، والتزاماً بالمادة «83» من الدستور الحالى.

الأرقام الرسمية تقول إن فى مصر أكثر من 9 ملايين صاحب معاش، يمثلون ما بين 9٪ و10% من إجمالى السكان.. هم «ثروة وطنية» و«طاقات نور» و«نبع عطاء» لا ينضب.

نصف أصحاب المعاشات ويبلغ 4 ملايين و542 مواطنا هم العائل الوحيد لأسرهم، بما يمثل 19٫4% من إجمالى الأسر المصرية، ولهذا تأتى أهمية قانون «رعاية وحقوق المسنين» ليمنح مزايا لكبار السن، مما يتطلب توفير كافة أنواع الدعم والمساندة لهذه الفئة، ومن أهمها تيسير إجراءات صرف المعاشات.

كما يتضمن القانون أيضاً حزمة من المزايا العينية والنقدية لكبار السن كتوفير خط ساخن لتلقى شكاواهم وحلها بشكل فورى وتوفير رعاية أسرية ومؤسسية وفرص عمل تطوعية لمن يرغب منهم فى العطاء، وأيضاً الإعفاء الكامل للمسنين فوق السبعين عاما من سداد قيمة تذكرة ركوب المواصلات العامة سواء مترو الأنفاق أو قطارات السكك الحديدية أو الأتوبيسات مع تخفيض فى تذاكر الطائرات، فضلا عن مواصلة توسيع العمل التكافلى والتضامنى، فى إطار برامج الحماية والرعاية الاجتماعية.

ويتزامن مع ذلك كله خدمة صرف المعاشات عن طريق التليفون المحمول لنسبة من أصحاب المعاشات التأمينية فى محافظتى بورسعيد والأقصر، كتجربة أولى للفكرة التى تهدف إلى التيسير على المواطنين من كبار السن.

توصيل المعاشات وتوفير حياة آمنة لكبار السن

رحلة عذاب

الصورة المعتادة لصرف المعاش كانت فى مجملها عبارة عن مشهد مؤسف.. رجل وقور وشيخ كبير وسيدة عجوز يقفون فى طوابير ليس لها نهاية متحملين عذاب الانتظار لساعات طويلة تحت أشعة الشمس أمام منافذ الصرف بمكاتب البريد والبنوك، يتعرضون لأزمات صحية لا تنتهى، الكل يستند على الآخر فى لحظة فارقة لنيل حفنة جنيهات قليلة ولكن تمثل لهم قيمة كبيرة.

وكم وقعت حالات إغماء لكبار السن والمرضى، وارتفعت صرخات السيدات، اللاتى افترشن أرصفة الشوارع فى انتظار دورهن فى طوابير تمتد لمسافات طويلة، ومع هذه المعاناة التى تدمى القلوب لا يتورع النصابون عن إلقاء شباك خداعهم على هؤلاء المعذببن لسرقة جنيهاتهم القليلة، فالنسبة الأكبر من أصحاب المعاشات لا يعرفون كيفية التعامل مع ماكينات الصراف الآلى، وكثيراً ما يندس محترفو النصب وسط الزحام بحجة المساعدة، فيصرفون المعاش ويبدلون البطاقات، ولا ينكشف الأمر إلا إذا جاء الشهر المقبل، عندما يحاول صاحب المعاش صرف مستحقاته فلا يجد شيئاً، وبعد السؤال والبحث والتقصى يكتشف أن البطاقة الموجودة بحوزته تحمل اسم شخص آخر.

«نحتاج من يحنو علينا ويرحم ضعفنا ويرعانا».. تلك الكلمات لخصت معاناة أحمد بدوى، الرجل السبعينى، المقيم فى البساتين، ويقول: «جئت من الساعة الثامنة صباحاً، لصرف مستحقاتى وبعد عناء الانتظار والتنقل بين أكثر من موظف لإنهاء إجراءات الصرف، حصلت على المعاش فى تمام الساعة الحادية عشرة».

وأضاف: نواجه المشكلة الأكبر فى التعرض للسرقات والنصب من اللصوص والمحتالين عند طلب المساعدة لصرف المعاش من ماكينة الصرف الآلى، حيث يتم الاستيلاء على كارت صرف المعاش والحصول على الرقم السرى وسرقة ما بها من أموال، دون حياء أو خجل، ليتحول الأمر إلى كابوس مزعج، لذا أطالب بتفعيل خدمة توصيل المعاشات لمنازل الجميع، تيسيراً على كبار السن وذوى الاحتياجات الخاصة، الذين يعانون الآن أشد المعاناة، رأفة ورحمة بهم، خاصة أننا نستغرق وقتاً أطول بكثير عند إثبات صحة البيانات فى حالة إصدار بطاقة جديدة وإيقاف القديمة «المسروقة».

واستكملت الحديث رقية عطا، سيدة تجاوزت الـ60 عاماً من عمرها، وجدناها وكأنها تحمل هموم الدنيا فوق رأسها وعبرت عن استيائها من كثرة التردد على البنك، وتقول: أنا فى رحلة عذاب من أول الشهر لصرف المعاش، وطلبت تحويل معاشى لكارت ڤيزا وأخطرت مكتب التأمينات برقم الكارت المطبوع، وقمت باستلامه لكى يتم تحويل المعاش عليه وصرف متجمدات المستحقات التأمينية، مما تطلب إحضارى عدد المستندات المطلوبة، للحصول على كافة المزايا الممكنة من عملية التحويل، وحتى يمكننى سداد كافة المستحقات الحكومية، ورغم هذه المزايا التى يقدمها البنك لعملائه وأصحاب المعاشات، إلا اننا لم نسلم من اللصوص ممن يستغلون مرض وعجز كبار السن ويقفون بجانب ماكينات الصرف بحجة مساعدتنا فى سحب الأموال من حسابنا الشخصى بعد حصولهم على «كارت الڤيزا» ومعرفة الرقم السرى وبعدها يفرون هاربين.

وبجوار «رقية» كان يقف «جمعة محمود محمد»، البالغ من العمر 61 عاماً، فى انتظار دوره للحصول على المعاش، وبعد مرور أكثر من ساعة على وقوفه فى الطابور لا يزال ينتظر دوره فى صرف المعاش، مؤكداً أن معاناة المواطنين مع الروتين المعقد والبطء فى سير العمل، كابوس لا ينتهى، بخلاف معاناة وجود خطأ فى الإجراءات أو وجود عطل ما فى أجهزة الكمبيوتر أو غلق الخزينة، لانتهاء مواعيد العمل الرسمية.

ويضيف محمود عيد، المقيم فى السيدة زينب: هناك الكثير من المشكلات التى تواجه صرف المعاش من بينها كثرة الأعطال فى غالبية ماكينات الصرف، وعندما نعود لسؤال موظف البنك لا نجد سوى عبارة «السيستم واقع»، وهى البديل لجملة «عدى علينا وقت تانى»، ونضطر وقتها إلى التنقل بين أكثر من فرع للبنك حتى نتمكن من صرف المعاشات، كما أن هناك صعوبة فى التعامل مع البرنامج الخاص بنظام تشغيل هذه الماكينات، أو الحصول على كشف حساب مفصل، وفى بعض الحالات يتعثر خروج البطاقة نفسها من ماكينة الصرف، ناهيك عن كثرة الطوابير وحالات التكدس والتزاحم أمامها، وبالتالى تتعطل مصالحنا بشكل يومى، مما يجعلنا نأمل فى اهتمام حكومى يراعى ظروفنا الصحية ويحقق مصالحنا، و«فلوسنا توصل لمنازلنا فى أمان»، وبما يسهم فى إنهاء معاناتنا داخل الجهات المصرفية والخدمية.

توصيل المعاشات وتوفير حياة آمنة لكبار السن

مكتب بريد الغورية

مكتب بريد الغورية واحد من مكاتب البريد الشاهدة على عذاب أصحاب المعاشات.. تشاجرت سيدة مسنة مع أحد موظفى مكتب بريد الغورية بسبب عدم تمكينها من صرف معاشها رغم انتظارها فى طوابير تمتد لمسافات طويلة أمام شبابيك صرف المعاشات، وقالت: نعانى من الذل وعدم احترام لآدمية المواطن فى مكاتب صرف المعاشات من الإساءة التى نتلقاها من الموظفين، بالإضافة إلى الزحام الرهيب وامتداده لطوابير طويلة أمام شبابيك صرف المعاشات، مما ينتج عن ذلك صرخات وحالات إغماء مستمرة لكبار السن وذوى الاحتياجات الخاصة، والغريب فى الأمر أننى تقدمت بطلب لمكتب بريد الغورية المزدحم دائماً الذى أتعامل معه منذ فترة طويلة لكى أنقل معاشى إلى بنك ناصر الموجود بوسط البلد بجانب سكنى فى منطقة الدراسة وبعد الانتهاء من الإجراءات المطلوبة ذهبت إلى بنك ناصر لكى أصرف المعاش ففؤجئت بتأخير تحويل المعاش له، رغم أننى لا يوجد لدىّ أى دخل سوى هذا المعاش الذى أتعايش

به وأنفق معظمه على علاجى.

من جانبهم يؤكد مسئولو مكتب بريد الغورية حرصهم على التواصل مع المسنين والاستماع إليهم، بما ييسر تقديم خدمة توصيل المعاشات للمنازل بالمجان للراغبين من أصحاب المعاشات، من خلال ملء الاستمارة الموزعة على مكاتب البريد ليطلع عليها مستحق المعاش، لمن تزيد أعمارهم على 70 سنة ومن يعانون من أمراض مزمنة وذوى الحالات الخاصة، ويتم ملئها بدون أى تكاليف أو رسوم، والتى بدأ العمل بها فى سبتمبر 2015.

 

فلسفة القانون

الدكتور محمد سمير عبدالفتاح، أستاذ علم الاجتماع السياسى ووكيل معهد إعداد القادة سابقاً بجامعة عين شمس، قال: إن فلسفة قانون حماية حقوق ورعاية المسنين تعتمد على تقديم رعاية كاملة وامتيازات إيجابية للجميع، مع الاهتمام بكبار السن كنوع من رد الجميل لهم على كل ما قدموه وبذلوه فى خدمة وطنهم.

وأوضح أستاذ علم الاجتماع أن مشروع القانون يوفر نوعاً من الاستقرار والحماية والضمان الاجتماعى، وتقديم الرعاية الإنسانية والنفسية والصحية للمسنين وتحسين جودة حياتهم للأفضل مع الحفاظ على كرامتهم، وهو أمر فى غاية الأهمية، لما يشمل كافة جوانب الحياة للمسن، فضلاً عن تسهيل الخدمات المصرفية ووضع نظام خاص لتسهيل التعاملات البنكية المقدمة لهم.

وأشار إلى أن مشروع القانون تضمن أيضاً حزمة من المزايا العينية والنقدية لكبار السن، منها توفير خط ساخن وتوفير رعاية أسرية ومؤسسية وصحية مكثفة من كشوفات طبية وعمليات جراحية وتوفير العلاج بالمجان، والأجهزة التعويضية مثل سماعات ونظارات وكراسى متحركة وعكازات، وأيضاً فرص عمل تطوعية لمن يرغب منهم فى العطاء، وهذا السلوك الحضارى هو جوهر «الجمهورية الجديدة»، لتتكامل عملية التنمية مع الأنشطة الخدمية، التى من شأنها ضمان «حياة كريمة» لتلك الفئة وتحسين ظروف معيشتهم، كما أنه يوفر فرص عمل جديدة للشباب الذين سيتولون أمر توصيل المعاشات.

وأكد طارق زغلول، المدير التنفيذى للمنظمة المصرية لحقوق الإنسان، أن تقديم الدعم والرعاية الإنسانية لكبار السن، هو أولى مهام الدولة باعتبارها ضرورة اجتماعية وواجباً دينياً، وتمس بالتأكيد قضايا المواطنة والتكافل والترابط الاجتماعى التى يطالب بها الجميع.

وأوضح أن توافر الرؤية والاستراتيجية المتكاملة والواضحة لرعاية ومساندة كبار السن، خطوة ضرورية وهامة، خاصة أن هؤلاء المسنين يحتاجون إلى من يمسح دموعهم ويشعرهم بالأمان والعناية والاهتمام، وذلك عن طريق تفعيل خدمة توصيل المعاش والأدوية لهم دون مقابل، وتسهيل الخدمات المختلفة مع المؤسسات الخدمية مثل: دفع فواتير الكهرباء والتليفون، وكذلك تقديم رعاية طبية وعلاجية متكاملة لتلك الفئة، وتوفير الأجهزة التعويضية للمرضى مثل المشايات والعكازات والكراسى المتحركة، بالإضافة إلى الخدمات التموينية والدعم النقدى، فضلاً عن إتاحة وسائل المواصلات العامة لهم بالمجان.. ويشمل الإعفاء الكامل من الخدمات الحكومية لسن 75 و70 عاماً، فى ظل برامج الحماية والرعاية والتمكين الاجتماعى، خاصة أن حياة المسن تحتاج عناية خاصة ورعاية مكثفة ومتميزة، والعمل على تأمين حقوق هذه الفئة فى حياة كريمة وحمايتهم ودعمهم نفسياً وإكرامهم فى آخر سنوات العمر.

وأشار إلى أنه لابد من حضور قوى من جانب وزارة التضامن الاجتماعى، لتيسير كافة الإجراءات لصرف المستحقات الشهرية، وتحديد الراغبين من كبار السن فى توصيل معاشاتهم إلى منازلهم، لمن هم فى سن 75 و70 عاماً، فى إطار الاهتمام بالفئات الأولى بالرعاية، فى ظل وجود «مجلس أعلى للمسنين»، يربط الوزارات ببعضها البعض، مما يكفل لهم الحماية وتوفير الخدمات المناسبة فى كافة المصالح والخدمات العامة، والتسهيل على العجائز والمرضى ممن يعانون الأمراض المزمنة والمشكلات الصحية، ورعايتهم وتكريمهم وتجنيبهم المشقة والانتظار، وبما يحقق الأمان والسعادة وراحة البال والاستقرار النفسى والمجتمعى، لكل من تجاوز سن الـ60 عاما.

توصيل المعاشات وتوفير حياة آمنة لكبار السن

مصر 2030

الدكتورة رشا الجندى، أستاذة الصحة النفسية، تقول: بكل تأكيد أؤيد مشروع قانون لحماية ورعاية كبار السن، لما يتيح مزايا متعددة لهم أهمها وصول المعاش إلى منازلهم دون مقابل، لكونها أول خطوة فى طريق «الحياة الكريمة» لتلك الفئة، تلك النظرة الإيجابية فى التعامل مع متطلبات واحتياجات كبار السن، من حيث كفالة حقهم فى حياة أكثر رفاهية وطمأنينة حتى آخر لحظة فى عمرهم، فى ضوء توجهات «رؤية مصر 2030»، وتحقيق مستهدفاتها التى يحلم المصريون بها.

وأضافت «أستاذة الصحة النفسية» أن توسع الدولة فى اتباع إجراءات الحماية الاجتماعية لمن فوق السبعين، خطوات فى غاية الأهمية، ومنها تسهيل الإجراءات والخدمات الحكومية لمنع تعرضهم للتعب والإرهاق فى هذه المرحلة العمرية، بالإضافة إلى المزايا الصحية بتوفير تأمين صحى وعلاجى لمن لا تتوافر لديهم هذه الخدمة، بخلاف المزايا المجانية فى المواصلات العامة بأن تكون ميسرة وآمنة، وأيضاً الخدمات التموينية والضمان الاجتماعى وتخصيص أماكن فى «طوابير» الخدمات لهم وأماكن رياضية وترفيهية تناسبهم.

وأوضحت أستاذة الصحة النفسية أنه يوجد الكثير من الكوادر والخبرات قد تقاعدوا فى سن مبكرة، وما زال لديهم القدرة الجسدية والنفسية على العطاء والعمل، مما يتطلب الاستفادة من خبرات وتجارب هذه الفئة فى المجالات المختلفة، باعتبارهم الركيزة الأساسية لنجاح أى منشأة، لافتة إلى أن عام 2021 يحمل العديد من المفاجآت والامتيازات للمسنين.