رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

تأملات فى سورة الأنعام

سورة الأنعام
سورة الأنعام

تناولت سورة الأنعام القضايا الكبرى لأصول العقيدة، وتمحورت حولها، وحول أصول الإيمان، وقد ذكرت العديد من القضايا الإيمانية، وخلافًا لما سبقها من السّور، لم تتطرق السورة إلى قصص الأنبياء والصّالحين، سوى في قصّة قصيرة لسيدنا إبراهيم مع والده آزر، بل ركّزت على قضايا أعظم، كقضيّة الألوهية، والوحي والرسالة، والبعث والجزاء، ونزولًا عند فهم السورة والخوض في حيثياتها سيتم ذكر تأملات في سورة الأنعام .

 

فيما يأتي: صورة من صور الإعجاز تجلّت في التناغم بين البداية والنهاية، وما تتضمنه السّورة من أصول عقائديّة، فقد بدأت السورة بحمد الله أو الثناء عليه، قال تعالى: {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ۖ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ}، واختتمت السورة بتبيان الهداية إلى الدّين القيّم، وأنّ الله وحده لا شريك له، لا يبتغي الإنسان العاقل ربًّا غيره، قال تعالى: {قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِي رَبًّا وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ}.

 

الرحمن الرحيم من أسماء الله الحسنى، والرحمة من صفاته العظيمة، التي كتبها الله على نفسه، قال تعالى: {كَتَبَ عَلَىٰ نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ ۚ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَا رَيْبَ فِيهِ}، فمن عظمته -سبحانه وتعالى- أنّه قد قرن الرحمة في الآية الكريمة بيوم البعث، يوم تقوم الساعة. 

 

بعد ذكر أهوال يوم القيامة، وتبيان حسرة أهل النار في ذلك اليوم العظيم، بيّن الله الحكمة من ذلك في قوله: {وَأَنذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَن يُحْشَرُوا إِلَىٰ رَبِّهِمْ ۙ لَيْسَ لَهُم

مِّن دُونِهِ وَلِيٌّ وَلَا شَفِيعٌ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ}. وعلى كل مؤمن بيوم الحشر من أهل الكتاب، والمسلمين، أن يتقي الله في حياته، وأن يعمل صالحًا، راجيًا من الله توبةً تدخله جنّات النعيم.

 

التأملات في سورة الأنعام كثيرة، لا ينصفها قليلٌ من الكلمات، وقد ذكر الله في سورة الأنعام من ثمار شجرة الرسل والأنبياء، وأتبعه بالبشرى لمن أحسن اتّباع سنّة الله على الأرض، وقد أدرج العديد من الأساليب في نسق السورة وموضوعها، وقد انتقل بين هذه الأساليب بشكل متسلسل، قال تعالى: {فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُم بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَٰكِن قَسَتْ قُلُوبُهُمْ}، وهو أسلوب لوم وعتاب، وقد ذكر أيضًا، في قوله تعالى: {وَلَوْ تَرَىٰ إِذْ وُقِفُوا عَلَى النَّارِ فَقَالُوا يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ وَلَا نُكَذِّبَ بِآيَاتِ رَبِّنَا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ}، وهو أسلوب التهديد والوعيد، والعديد من الأساليب الاستفهامية والاستنكارية وغيرها، ما يثبت عظمة الله -جلّ في علاه-، فلا هوادة ولا سكينة لمن يضلّ طريقه عن سبيل ربّه.