رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

كيفية نزول سورة الماعون

بوابة الوفد الإلكترونية

نزل القرآن الكريم على رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- متفرقًا في ثلاثة وعشرين عامًا، وكان نزول السور بحسب طول كلِّ سور، فبعض السور كانت تنزل متفرقة وهذه الطريقة كانت في السور الطويلة كسورة البقرة وسورة آل عمران.

 

أمَّا السور القصيرة فكانت تنزل دفعة واحدة لقصرها، وسورة الماعون من قصار السور ولهذا نزلت هذه السورة دفعة واحدة على رسول الله -عليه الصَّلاة والسَّلام- ومثلها سورة الفاتحة والقدر والكوثر والفيل والنصر والكافرون والإخلاص والفلق والناس وغيرهم، وجدير بالذكر إن سورة الأنعام والأعراف والتوبة والفتح والصف والمرسلات سور طويلة ولكنَّها نزلتْ دفعة واحدة.

 

مقاصد سورة الماعون كثيرة واسعة شاملة، فهي سورة من سور الكتاب المعجز التي على قصرها وقلة كلماتها حملتْ مجموعة من الأحكام والأوامر التي تصنف في مقاصد سورة الماعون، حيث يقول الله -تبارك وتعالى- في هذه السورة: {أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ * فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ * وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ * فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ * الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ * وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ}.

 

ففي الآية الأولى أسلوب استفهام واضح وخطاب موجَّه إلى رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-، أي: هل رأيت يا محمَّد الذي يكذّب بثواب الله وعقابه, فلا يطيعه في أمرهِ ونهيهِ، وهذا المعنى -معنى تكذيب المشركين للدين- ورد في سورة الواقعة في قوله تعالى: {وَكَانُوا يَقُولُونَ أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ}.

 

وجديرٌ بالقول إنَّ المقصد الرئيس من مقاصد سورة الماعون يظهر في الآية الثانية حيث تشير الآية إلى من يقهر اليتيم ويظلمه ويأكل رزقَهُ ومالهُ، ومن المعروف إنَّ اليتيم هو من مات عنه أبوه قبل أن يصلَ سنَّ البلوغ سواء كان ذكرًا أو أنثى، فالذي يكذِّبُ بالدين هو الذي يظلم اليتيم ويدفعه عن حقه، وفي الآية الثالثة إشارة أخرى إلى المكذب بالدين الذي يحرم اليتيم من

حقه والذي ولشدة بخله لا يساهم في إطعام المساكين ولا يحثُّ الناس على إطعامهم أيضًا، وهذا المعنى جاء في سورة الفجر في قوله تعالى: {كَلَّا بَلْ لَا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ * وَلَا تَحَاضُّونَ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِين}.

 

  أمَّا في قوله تعالى: {فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ}.

 

فالويل هو العذاب وقيل أيضًا هو اسم وادٍ من أودية جهنَّم، وهاتان الآيتان مرتبطان ببعضهما ارتباطًا وثيقًا، فالويل والعذاب ليس للمصلّين فقط، بل للمصلين الذين يسهون عن صلاتهم، لذلك يجب أن تُقرأ الآيتان معًا حتَّى يتم المعنى، والسهو في الصلاة هو تأخيرها وعدم صلاتها في وقتها، وفي حديث إسناده حسن، قال مصعب بن سعد: "قُلتُ لأبي: يا أبَتاهُ أرأيتُ قولَهُ تبارك وتَعالى: {الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ}.

 

أيُّنا لا يَسهو وأيُّنا لا يُحدِّثُ نَفسَهُ؟ قالَ: لَيسَ ذاكَ؛ إنَّما هوَ إضاعةُ الوَقتِ، يَلهو حتَّى يَضيعَ الوقتُ".

 

وقيل أيضًا الساهون هم الذين يتركون الصَّلاة فلا يصلُّونها، أمَّا قوله تعالى: {الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ * وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ}.

 

فيقصد الله تعالى المنافقين الذين يظهرون الإيمان ويبطنون الكفر والشرك، والرياء من النفاق، أمَّا الماعون فهو المنفعة من كلِّ شيء، ومنع الماعون أي منع الناس مما لديهم من المنفعة مهما صغرتْ هذه المنفعة.