رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

نادية زخاري: وصلنا للعالمية في البحث العلمي ورفعت بدل الجامعة إلى 3500 جنيه (حوار)

الدكتورة نادية زخاري،
الدكتورة نادية زخاري، وزيرة البحث العلمي سابقا

استطاعت بحروف من نور أن تترك بصمة بارزة في مجال البحث العلمي في وقتٍ عصيب مرّ على مصر عقب ثورة 25 يناير عام 2011 مرورًا بالعام الكبيس التي حكمت فيه جماعة الإخوان الإرهابية، فإسهاماتها مازالت موجودة حتى الاَن يستلهم منها الباحثين لتعود على مصر والمصريين بالنفع، لتضرب أروع الأمثلة  في إصرار المرأة المصرية على النجاح.

 

"رفعت بدل الأساتذة الجامعيين من 30 جنيهًا إلى 3500 جنيه، المصريين بالخارج لهم إسهامات بارزة في البحث العلمي، مصر وصلت للعالمية في البحث العلمي وأبحاثنا تُنشر في الخارج".. هكذا بدأت الدكتورة نادية زخاري، وزيرة البحث العلمي سابقا، حديثها لـ"الوفد"، كاشفة عن أهم القرارات التي اتخذتها أثناء فترة توليها الوزارة، بالإضافة إلى المشاكل التي تواجه البحث العلمي في مصر ودور مكتب براءات الاختراع والعديد من الملفات الاخرى.

 

وإلى نص الحوار

 

استطعتِ خلال فترة توليكِ منصب وزارة البحث العلمي تحقيق العديد من الإنجازات.. حدثينا عن بعضها؟

 

تقلدت منصب وزيرة البحث العلمي من شهر ديسمبر 2011 إلى يوليو 2013 في حكومة الدكتور كمال الجنزوري، ومن ثم حكومة الدكتور هشام قنديل، واستطعت استكمال ما انتهى منه الوزراء الذين تقلدوا منصب وزارة البحث العلمي قبلي من خلال مضاعفة ميزانية البحث العلمي من موازنة الدولة واستحداث برامج لتمويل معامل ومراكز تمييز ومشاريع الأنشطة البحثية، بالإضافة إلى تشجيعي للقطاع الخاص بالمشاركة في تمويل البحث العلمي عن طريق تطبيق بعض الأبحاث، وكذا التعاون مع الدول الاَخرى من خلال نقل التكنولوجيا وتمويل البحث العلمي، فأي مشروع مع دولة أجنبية يكون نصف الميزانية من مصر والنصف الاَخر من الدولة الأجنبية.

 

هذا ليس فحسب ولكن أصدرت إقرار قانون يُعطي مصر الحق في إصدار براءة الاختراع الدولية، فمصر لم تكن تُعطي براءة اختراع دولية، وبهذا القانون أصبحت مصر الدولة رقم 14 التي لها الحق في إعطاء براءة اختراع دولية، فكافة الدول تستطيع أخذ براءة اختراع في مصر، بالإضافة إلى تقديم مشروع قانون للبحث العلمي والابتكار ونقل التكنولوجيا، ومقترح قانون للتجارب السريرية لصناعة الدواء، ومقترح مشروع قانون لاستخدام الحيوانات للتجارب في التعليم والبحث العلمي في صناعة الدواء.

 

عملت على إعادة عيد العلم بعد أن كان متوقفا لمدة 3 سنوات حينها، وهذا سبّب أذى للعلماء بشكل كبير، بسبب عدم تكريمهم بالرغم من حصولهم على مكافأتهم المالية، ولكن تكريمهم كان له مذاق خاص، بالإضافة إلى أنني قمت بتوفير حج القرعة، وكذا توقيع اتفاقيات دولية مع دول كثيرة وطورت اتفاقيات أخرى، وقمت أيضًا بتنظيم مؤتمرات لتمثيل مصر داخليًا وخارجيًا، وكان هناك تعاون بيننا وبين الوزرات الاخرى والعديد من رجال الأعمال وعواقل سيناء.

 

ونظمت معارض للبحث العلمي لتطبيق الأبحاث العلمية لتنمية الاقتصاد المبني على المعرفة، وإعادة هيكلة صندوق الاستشارات بالوزارة لتحسين الإنتاج على أسس علمية، بالإضافة إلى وضع استراتيجية للبحث العلمي منذ عام 2013، وإعادة تشكيل المجلس الأعلى للعلوم والتكنولوجيا ولكن للأسف لم يجتمع هذا المجلس خلال توليتي الوزراة، وقمت بإعادة تأسيس المرحلة الثانية للتعاون مع الاتحاد الأوروبي.

 

وأخيرًا أنشأت موقع لوزارة البحث العلمي على البوابة الحكومية، وأبرمت مذكرة تفاهم مع وزير الاتصالات لتطوير المعامل والمراكز البحثية وتدريب العاملين على استخدام تكنولوجيا المعلومات، وأطلقت تمويل خاص بالجامعات والمراكز خارج القاهرة، بالإضافة إلى تمويل مشاريع للعاملين في البحث العلمي سواء في وزارة الداخلية أو الدفاع، كما قمت بتفعيل برنامج "توب تن" للتواصل مع علمائنا في الخارج وتحديث قاعدة البيانات لبعض علمائنا بالخارج، وكذا تمويل منح قصيرة للشباب المصريين في الداخل، وقمت بإنشاء وتطوير وهيكلة بعض المعامل والوحدات الخاصة بالبحث العلمي، وقمت بوضع حجر أساس لـ500500 وبعض المراكز البحثية.

 

كان هناك تمويل خاص بالجامعات التي تحتاج إلى تطوير في المعامل الخاصة بها وتكون على مستوى عالٍ من الباحثين، بالإضافة إلى تجهيز معامل للباحث القادمين من الخارج، ووفرت تمويل لـ32 مركزا بحثيا كل مركز استحوذ على 10 ملايين جنيه.

 

رفعتِ بدل الأساتذة الجامعيين من 30 جنيهًا إلى 3500 جنيه.. كيف تم ذلك؟

 

الحفاظ على كرامة الباحث والعالم المصري كان من أولوياتي، فكان بدل الأساتذة الجامعيين 30 جنيها، لذلك سعيت بكل الطرق ومعي الدكتور حسين خالد، وزير التعليم العالي إبان فترة حكومة الدكتور الجنزوري، لرفع البدل إلى 3500 جنيه من موازنة الدولة، وبكل صراحة لم يكن هذا الأمر بالسهل، نظرًا لضخامة المبلغ، لكن في النهاية وبفضل الله نجحنا في هذه المهمة وتمت الموافقة عليها في حكومة الدكتور هشام قنديل.

 

هل دخلت مصر مرحلة الإنفاق والاهتمام بالبحث العلمي ومواكبة أساليب البحث الحديثة؟

 

بالفعل مصر دخلت مرحلة الإنفاق على البحث العلمي والاهتمام بالبحث العلمي بشكل كبير، والدستور نص على أن 1% من موازنة الدولة تكون موجهة للبحث العلمي وهذا ضاعف عشرات المرات ميزانية البحث العلمي.

 

ماذا عن دور مكتب براءات الاختراع بمصر؟

 

مكتب براءات الاختراع هام جدًا لأي شخص لديه اختراع ويريد تطبيقه، فثقافة براءات الاختراع في مصر تحتاج توعية أكثر؛ لأن البعض يتخوف أن يقدم اختراعه ظنًا منه بأن فكرته سيتم سرقها وهذه فكرة خاطئة، بل بالعكس تقديمه لبحثه يُحافظ على أحقيته في هذا البحث.

 

حتى الاَن لا يوجد لدينا الثقافة التي تجعلنا ننتج براءات اختراع، فالبعض يتخيل أن التأخير في أخذ براءة الاختراع يوجد في مصر فقط وهذا ليس صحيح؛ لأننا نتبع نظام "الويبو" الذي يقوم بخطوات تستحوذ على وقت منها الدراسة الجدية للتأكد من عدم سرقة البحث، وبعد التأكد يبدأ العلماء بالنظر إلى البحث هل مضبوط علميًا أم لا، وحتى الاَن عدد البراءات أقل بكثير من عدد الاختراعات.

 

لو تحدثنا عن اهتمام الرئيس السيسي بملف الصحة والقضاء على فيروس سي والأمراض السرطانية.. تحليلك لهذا الملف؟

 

الرئيس السيسي منذ اليوم الأول كان من ضمن خطته الاهتمام بملف الصحة وبصحة المصريين، وهذا ظهر في حملة 100 مليون صحة وحملات القضاء على الأمراض السرطانية والتقزم والسمنة، وغيرها.

 

مشاريع الصحة على أعلى مستوى وعلى رأسها القضاء على فيروس

سي، لأن هذا المرض يسبب سرطان الكبد ويدمر صحة الإنسان بشكل عام ويجعل إنتاج الشخص قليل، والأهم أن اكتشاف السرطان في وقت مبكر يعطي نسب شفاء عالية جدًا كسرطان الثدي عند السيدات.

 

لجنة البحث العلمى بالمجلس القومى للمرأة لها اسهامات واضحة.. ماذا عنها ؟

 

لجنة البحث العلمى بالمجلس القومى للمرأة لها إسهامات عدة منها التوعية العلمية، بالإضافة إلى تجهيز معامل كمبيوتر في الأسمرات ومكتبة، وكذا التوعية للاكتشاف المبكر للأورام والاستفادة من الأبحاث العلمية.

 

التوعية التي تقوم بها اللجنة مبينة على البحث العلمي، وأطلقنا مؤتمرات لتعليم المرأة كيف تسوق البحث الخاص بها، بالإضافة إلى مؤتمرات للفرص المتاحة للمرأة والشباب للبحث العلمي من ناحية المنح والمشاريع والتمويل وكيف تكتب المشروع البحثي لكي تحصل على ميزانية معينة وكيفية تسويق البحث.

 

ومن ضمن نشاطات لجنة البحث العلمي بالمجلس القومي للمرأة الاستفادة من الأبحاث العلمية لعمل مشاريع صغيرة لتمكين المرأة اقتصاديًا، وأطلقنا قوافل بالاشتراك مع الجامعة البريطانية لمناطق بعيدة كسيوة، ودشنا مشاريع في محافظة المنيا معتمدة على البحث العلمي في ابتكار استخلاص الزيوت الطبية من النباتات بطريقة بسيطة، وقمنا بعمل أجهزة "الاكوابونيك" وهي عبارة عن جهاز يسمح للمرأة بزرع بعض النباتات الطبيعية وتربية الأسماك في البيت للربح منها.

 

وأطلقنا الرائدات الريفيات بالتعاون مع كلية الزراعة جامعة القاهرة ومعهد القطن، لتعليمهن كيفية جني القطن جيدًا، فاللجنة تُحاول تطبيق الأبحاث العلمية بصورة بسيطة لصالح المرأة الريفية أو غير الريفية.

 

متى يعود العلماء المصريين بالخارج إلى أرض الوطن لدعم البحث العلمي ؟

 

المصريين بالخارج لهم إسهامات بارزة في البحث العلمي المصري ويساهمون بخبرتهم في كثير من المشاريع المصرية، فعلى سبيل المثال هناك دكتور مصري مهاجر مهتم بحيوانات التجارب وساهم في عمل بيت حيوان في مدينة الأبحاث العلمية في برج العرب، وكذلك المهندس هاني عازر.. وغيرهم، لكن لا يمكن أن نجبرهم على ترك البلاد المهاجرين إليها وأن يأتوا لمصر، فهم لم يبخلوا بخبرتهم على مصر.

 

المصري حينما يهاجر إلى الخارج لم ينسى بلده بل يسعى دائمًا أن يأتي إلى مصر في فترة إجازته لدعمها بخبرته، فكثير من العلماء أتوا إلى مصر وطلبوا المساهمة في النهضة العلمية دون أي مقابل.

 

ماذا ينقص البحث العلمي في مصر.. وأبرز مشاكل هذا الملف حاليًا؟

 

مشكلة البحث العلمي متمثلة في عدم تطبيق الأبحاث كما يجب، فأبحاث كثيرة جدًا تُكتب لكن لا تُطبق، ولكن لابد أن نوضح هنا أن مشكلة التطبيق ليست مشكلة الباحث وحده ولكنها مشكلة المستفيد من هذه الأبحاث؛ لعدم وجود ثقة بين رجال الأعمال أوالمستفدين من جهة والباحث من جهة اخرى.

 

في الفترة الأخيرة قلّت مشاكل الأبحاث العلمية بشكل كبير من خلال عمل معارض للنماذج الأولية لهذه الأبحاث، فلم أكن اتخيل كمية الأبحاث التي تُطبق إلا حينما بدأت عمل هذه المعارض ومناقشتي مع المحافظين والوزراء ورجال الأعمال واطلعهم على المطلوب من البحث العلمي ثم اعود مرة ثانية للباحثين.

 

هل وصلت مصر إلى العالمية في البحث العلمي أم أن المشوار طويل ؟

 

بالفعل وصلت مصر إلى العالمية في البحث العلمي وأبحاثنا تُنشر في الخارج، بالإضافة إلى أن مستوى النشر العلمي لمصر أصبح من ضمن أول 17% في العالم للذين يرون أبحاثنا، لكن أيضًا مشكلة تجهيز المعامل والميزانية وتطبيق البحث العلمي وجذب علماء من الخارج أو طرد عقول مصرية إلى الخارج مازالت مستمرة.

 

أخيرًا.. ما أهم جائزة حصلتِ عليها؟

 

حصلت على جائزة الجامعة التشجيعية، وحصلت على تكريم من مجلة "فوربس" حينما اختارتني في مارس 2013 السيدة الأولى في مصر التي لها تأثير إيجابي على المكان التي أرؤسه وكنت حينها وزيرة للبحث العلمي وكنت السيدة الوحيدة من مصر وكنت رقم 16 على مستوى الدول العربية والشرق الأوسط، وتم اختياري ضمن أفضل 909 عالم على مستوى العالم، بالإضافة إلى أنه كُتب عني كتاب علماء من مصر، وكنت من الملهمات المصريات وعالمات النيل، وما يقرب من 90 تكريم من أماكن مختلفة كتير.