رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
سامي ابو العز
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
سامي ابو العز

كليات التربية.. فى مرمى النيران

كلية-التربية
كلية-التربية

خبراء: إلغاء تكليف الخريجين خطيئة.. ودخلاء المهنة سبب «كل البلاوى»

>>النائب هانى أباظة: مناهج الكليات التربوية وشروط القبول فيها تحتاج إلى تغيير

د. مصطفى رجب: إلغاء الكتاب المدرسى والاكتفاء بالحاسوب تجربة فشلت فى فرنسا والإمارات

>> د. إيهاب حمزة: تطوير المناهج متواصل.. ونعلم الطلاب بنظرية «لا تعطنى سمكة وعلمنى كيف أصطاد»

«اللخبطة» التى شهدتها امتحانات التيرم الأول، فى أغلب مدارس مصر، زرعت خوفًا فى قلب كل أسرة على مستقبل تعليم أبنائها، وأعادت من جديد طرح سؤال يتجدد بين الحين والآخر وهو: هل يسير التعليم المصرى فى الطريق الصحيح؟.. وكلما تم طرح هذا السؤال تتوجه سهام النقد لكليات التربية.

ذات السهام تنطلق إلى صدر كليات التربية، مع كل مخالفة أو جريمة يتورط فيها أحد المدرسين، وكلما تراجع المستوى التعليمى لطلاب مدرسة ما, والسبب أن كليات التربية كانت العمود الفقرى للتعليم، كونها هى من تخرج المدرسين، الذين يقومون بدورهم بتعليم كل المصريين.

خبراء التعليم يؤكدون أن كليات التربية تعانى من عدم الأخذ بالأبحاث والدراسات الخاصة بتطوير العملية التعليمية بمصر.. وقال النائب الدكتور هانى أباظة، سكرتير عام مساعد حزب الوفد، وعضو مجلس النواب، إن كليات التربية هى أساس مشكلة التعليم، وأكد أنه تحدث مع الدكتور خالد عبدالغفار- وزير التعليم العالى- خلال الأسبوع الماضى فى مجلس النواب، وطالبة بضرورة إعادة صياغة منظومة كليات التربية، لافتًا أن مناهج كليات التربية وشروط القبول بها تحتاج إلى تغيير.

واقترح «أباظة» تحويل اسم كليات التربية إلى أكاديمية التربية، وأن تكون فقط للدراسات العليا، بعد تطويرها وتطوير مناهجها على أن ينضم لها مركز البحوث التربوية، ويتم تعيين المعلمين من خريجى كليات الألسن والعلوم والأداب ودار العلوم واللغة العربية.

وقال: منهج كليات التربية أصبح غير مرض وغير متطور، ولا يتناسب مع تكنولوجيا العصر، فكليات التربية تخرج معلم لا يصلح ولا يتواكب مع التطور الحالى.

من جانبها قالت النائبة ماجدة نصر، عضو لجنة التعليم بالبرلمان السابق، إن إعداد المعلم بصورة جيدة، يبدأ من تطوير كليات التربية ومناهجها، لافتة إلى أن كليات التربية بحاجة إلى تطوير كبير، لأن المعلم فى الوقت الحالى يحتاج إلى تطوير مهاراته بخلاف الماضى، مضيفة أن جائحة كورونا أظهرت أنه لابد من تغير صورة المعلم التقليدية وتنمية مهاراته.

وأكدت أن كليات التربية لم يحدث تطورًا بها منذ زمن، مضيفة أنه لابد من تطوير المعلم بحيث يتلاءم مع طرق التعليم عن بعد واستخدام التكنولوجيا فى طرق التعليم، كما أنه لابد أن يكون هناك طرق للتدريس بحيث لا يعتمد الطالب على الحفظ فقط وإنما على استخدام شرح مبسط لتوصيل المعلومة بطريقة صحيحة، كما يجب تغير المناهج بحيث تتوافق مع التطوير، كما يجب أن يكون هناك تدريب ميدانى أثناء الدراسة، بحيث يكون الطالب عند تخرجه ملمًا بكل التطورات الحديثة.

 

مفترى عليها

على الجانب الآخر أكد الدكتور مصطفى رجب- عميد كلية التربية الأسبق بجامعة جنوب الوادى- أن كليات التربية مظلومة جدًا، نتيجة بعض تصرفات المعلمين الذين ينتمون إلى كليات أخرى غير كليات التربية.، بعد إلغاء تكليف خريجى كليات التربية. وقال «إذا ذهبنا إلى الكثير من المدارس الخاصة والأجنبية والحكومية، سنجد أن أغلب مدرسيها من خريجى كليات غير كلية التربية، مما يسيئون لسمعة كلية التربية بتصرفاتهم غير المسئولة نتيجة لعدم دراستهم فى كليات التربية وبالتالى عدم درايتهم بطرق التعامل مع الطلاب.

وأضاف: تسعى النظم التربوية فى العديد من دول العالم، إلى بناء منظومة عملية تطبيقية تهدف إلى تحسين وتطوير ممارسات ومهارات معلميها، لتكون أكثر كفاءة وفعالية فى تلبية احتياجاتهم واحتياجات المدرسة والمجتمع، وتأتى هذه الجهود فى ظل إيمانهم العميق بدور المعلم الذى يمثل حجر الزاوية والركن الأساسى من أركان العملية التربوية، فمهنة التعليم لم تعد تقوم على الفطرة والموهبة والممارسة فحسب، بل لابد من إتقان الأصول والقواعد والأساليب الفنية القائمة على أسس علمية مستمدة من الأطر والنظريات التربوية والنفسية، إلى جانب التدريب والتأهيل والإعداد، فنوعية المعلم هى مفتاح تحسين أداء الطالب والتعليم ككل.

وأكد أن كليات التربية فى تطوير مستمر، لافتًا أن الاستغناء عن الكتاب المدرسى التقليدى والاكتفاء بالحاسوب تجربة أثبتت فشلها فى فرنسا، حيث إنها ألغت الكتاب المدرسى، والرئيس ماكرون الحالى أثناء ترشحه وعد بإلغاء الحاسبوب حال فوزه، وبعد فوزه ألغى الحاسوب وعاد للكتاب المدرسى، كما أن دولة الإمارات ألغت الكتاب وثم عادت للكتاب المدرسى بعد فشل تجربة الحاسوب، مؤكدًا أن التعليم يقوم على الكتاب المدرسى فى العالم كله، ولسنا أكثر تطورًا من أمريكا وفرنسا.

كما أكد أن كليات التربية تمارس التطوير فى كل مناهجها، وقدمت آلاف الأبحاث والدراسات والمشروعات عبر رسائل الماجستير والدكتوراه ومشروعات الترقى لهيئات التدريس بالإضافة إلى المركز القومى للبحوث التربوية.

وقال الدكتور «مصطفى رجب» عندما كنت مسئولًا عن لجنة التربية فى المجلس الأعلى للثقافة، أرسلت وزارة التربية والتعليم اثنى عشر معلمًا للتعاون مع اللجنة فى تطوير العملية التعليمية، واكتشفت أن جميعهم خريجو كليات طب بطرى وصيدلة ويعملون فى مدارس خاصة، مؤكدًا أن كليات التربية

مظلومة إعلاميًا، وخريجوها يعانون من التجاهل من قبل الدولة وليس لهم أفضلية فى التعيين.

وقال الدكتور حسن شحاتة، أستاذ المناهج بكلية التربية بجامعة عين شمس، إن المعلم يتم إعداده فى كليات التربية من خلال ثلاث دوائر، الأولى الدائرة الإكاديمية وهو مجال التخصص الذى يختاره المعلم لكى يتخصص فيه، والدائرة الثانية الخاصة بعلم النفس والتربية، والدائرة الثالثة وهى مدى تعلم المعلم الثقافة العالمية والمصرية وثقافة مجتمعه.

وأكد أنه يتم تدريب المعلمين من خلال أكاديمية المعلمين على التطورات التكنولوجية والمناهج الجديدة، والمتطلبات نجاح المقررات التى تقدمها وزارة التعليم للطلاب فى تلك المرحلة، وهناك تعاون تام بين كليات التربية ووزارة التعليم، من خلال البحوث والدراسات التى أجريت فى كليات التربية، من بعض أساتذة التربية المتميزين الذين يقومون ببعض الأبحاث والدراسات الحديثة لتنمية العملية التعليمية، مضيفًا أن كليات التربية بحاجة إلى دعم فى بعض الأدوات التكنولوجية الحديثة، كما أننا بحاجة إلى مدارس نموذجية يتم تدريب المعلمين بها من خلال وزارة التربية والتعليم للتدريب على المناهج الجديدة.

كما أكد أن هناك تحديثًا دائمًا لمناهج كليات التربية، كما أن الطلاب يدرسون مهارات التنمية والتعلم والتعامل النفسى وكيفية تلقى المعلومة وتوصيلها مستقبلًا للطلاب.

وأوضح أن مهنة التدريس تحتاج إلى مواصفات ومهارات خاصة، هذه المواصفات يمتلكها خريجو كليات التربية فقط لما درسوه لمدة أربع سنوات فى كليات التربية، مضيفًا أن من خطايا وزارة التعليم إدخال خريجى الكليات الأخرى فى مهنة التدريس، من خلال إلغاء تكليف خريجى كليات التربية منذ أكثر من عشرين عامًا، مما أعطى الفرصة لخريجى الكليات الأخرى للالتحاق بمهنة التدريس مما زاد من انخفاض قدرات المدرسة على تخريج طلاب على قدر كبير من الوعى والثقافة، نتيجة لانخفاض قدرات المعلم، قائلًا فاقد الشىء لا يعطيه، مطالبًا وزارة التربية والتعليم، بضرورة عودة التكليف مرة أخرى، متسائلًا: كيف يعمل فى مهنة التدريس من لم يعد لها؟ مؤكدًا أن التدريس أصبح مهنة من لا مهنة له.

وقال الدكتور إيهاب حمزة، عميد كلية التربية بجامعة حلوان، إن هناك خلطًا ما بين المقررات القديمة وشرح المواد عبر الأون لاين، لافتًا أن البعض يعتقد أن التعليم الأون لاين، يعنى أن هناك مقررات جديدة، وهو اعتقاد غير صحيح، لافتًا إلى أن المقررات والمناهج يتم تحديثها وتطويرها بشكل دائم، ولكن هناك مناهج يتم تدريسها أولاين والبعض منها يتم تدريسه بشكل مباشر، بصورة تلزم بأن يكون الطلاب متواجدين بالجامعة، فطبيعة المقرر هى من تحديد طريقة تدريسه للطلاب بسبب جائحة فيروس كورونا.

وأكد أن جميع مناهج كليات التربية يتم تحديثها أولًا بأول وفقًا للمعايير الدولية، ولا يمكن أن نتوقف عند حد معين من التطوير.

وعن التأهيل النفسى الذى يتم تقديمه داخل كليات التربية لتعليم أفضل طريق التعامل مع طلاب المدارس، فى ظل انتشار العنف فى المدارس، أكد عميد كلية التربية بجامعة حلوان أنهم فى كليات التربية لا يتم توصيل معلومة لطلاب كليات التربية، بل يترك الطالب للوصول للمعلومة، لافتًا إلى أنهم يبنون شخصية المعلم، قائلًا ليس المهم أن معلم الغد يطلع بمعلومة يكتبها فى امتحانات الكلية ويقوم بنسيانها، ولكن الأهم أن يقوم هو بنفسه الوصول للمعلومة بمساعدة الدكتور الذى يقوم بالتدريس له، مضيفًا أننا نحقق نظرية لا تعطنى سمكة ولكن علمنى كيف أصطاد.

هانى أباظة

إيهاب حمزة

مصطفى رجب

ماجدة نصر

حسن شحاتة