رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

تمثال الحرية يبكى عار الديمقراطية الأمريكية

بوابة الوفد الإلكترونية

الكونجرس يصدّق على فوز بايدن بالانتخابات الرئاسية فى «جلسة الفجر»

 

مقتل 4 متظاهرين برصاص الشرطة داخل الكونجرس

 

ترامب يواجه اتهامات بمحاولة الانقلاب.. ويرفض مجدداً الاعتراف بالهزيمة

 

صحف أمريكية: غزو الغوغاء أسقط أجهزة الأمن بصورة كارثية وسرعة مذهلة

 

بعد أحداث مأساوية ضربت الديمقراطية الأمريكية فى مقتل، صادق الكونجرس الأمريكي، فجر اليوم الخميس، على فوز الرئيس الديمقراطى جو بايدن بأصوات المجمع الانتخابى فى الانتخابات الرئاسية الأمريكية، على منافسه الجمهوري، الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب.

إعلان الفجر فى الكونجرس

وأعلن نائب الرئيس مايك بنس، نتائج مصادقة الكونجرس، خلال جلسة مشتركة بين مجلسى النواب والشيوخ.

وقال بنس إن البرلمان صادق على فوز بايدن ونائبته كامالا هاريس بـ 306 أصوات فى المجمع الانتخابي، فيما حصل ترامب ونائبه على 232 صوتا.

ويتكون المجمع الانتخابى من 538 عضوا، ويتعين على الفائز الحصول على موافقة 270 عضوا أو أكثر للفوز بمنصب الرئيس الأمريكي.

ترامب يرفض الاعتراف بالهزيمة

من جانبه، أعلن ترامب أمس الخميس، أنه سيكون هناك انتقال طبيعى للسلطة فى العشرين من يناير الجاري، لكنه رفض الإقرار رسميا بهزيمته فى الانتخابات.

وجاء إعلان ترامب عبر بيان نشره حساب «دان سكافينو»، مدير شبكات التواصل الاجتماعي،على موقع «تويتر»، وذلك بعد أن منع موقع التدوين الصغير الرئيس المنتهية ولايته من التغريد لمدة 12 ساعة، بسبب تغريداته التى أورد فيها مزاعم لا أساس لها من الصحة.

وقال ترامب فى البيان: «رغم أننى أختلف تماما مع نتيجة الانتخابات، والحقائق تؤكد ذلك، إلا أنه سيكون هناك انتقال منظم للسلطة فى 20 يناير الجاري».

وتابع: «لطالما قلت إننا سنواصل معركتنا من أجل ضمان احتساب الأصوات القانونية فقط».

وقال إنه رغم أن مصادقة الكونجرس على فوز بايدن يمثل نهاية أعظم ولاية فى تاريخ الرئاسة، فإنه مجرد بداية جديدة لقتالنا الرامى لجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى.

يوم مظلم للديمقراطية الأمريكية

وشهدت العاصمة الأمريكية واشنطن، وبالتحديد فى المنطقة المحيطة بمقر الكونجرس الأمريكي، مظاهرات حاشدة لأنصار الرئيس المنتهية ولايته ترامب، إلا أن المشهد تطور بشكل درامي، بعد قيام الآلاف من أنصار ترامب المحتجين على نتائج الانتخابات الرئاسية، باقتحام مقر الكونجرس.

ووصف الإعلام الأمريكى والعالمى ما حدث بأنه «يوم مظلم» فى تاريخ الديمقراطية الأمريكية، رأى العالم خلاله مشاهد غير مسبوقة مع اقتحام أنصار الرئيس الأمريكى المنتهية ولايته لمبنى الكونجرس.

واخترقت حشود كبيرة من المحتجين على فوز الرئيس المنتخب جو بايدن بالانتخابات الرئاسية، الحواجز الأمنية المحيطة بالكونجرس، أثناء مناقشة التوثيق الرسمى لفوز بايدن، واعتلوا منصة وضعت من أجل تنصيبه، بعد اشتباكات مع الشرطة، ونجحوا فى اقتحام المبنى.

وسيطرت مشاهد غير مسبوقة على الوضع فى محيط وداخل مبنى الكونجرس، فى ظل إطلاق الرصاص والغاز المسيل للدموع، فى دولة تعد أنموذجا فى الانتقال السلس للسلطة، فيما كان لافتا ارتداء بعض المحتجين أزياء غريبة ورفعهم رايات تعود لحقبة الحرب الأهلية الأمريكية.

وقال قائد إدارة شرطة واشنطن، روبرت كونتي، إن 4 أشخاص لقوا حتفهم داخل الكونجرس يوم الأربعاء، وتم اعتقال 52 آخرين.

واستهل مايك بنس نائب الرئيس، جلسة مجلس الشيوخ الذى عاد للانعقاد عقب طرد المحتجين وتأمين الكونجرس، بالتنديد بـ«أعمال العنف»، والتعبير عن أسفه لهذا «اليوم المظلم».

وقال بنس: «حتى بعد أعمال العنف والتخريب غير المسبوقين فى مبنى الكابيتول هذا، ها هم ممثلو الشعب الأمريكى المنتخبون يجتمعون مرة أخرى فى اليوم ذاته للدفاع عن الدستور».

انقلاب ترامب

ووصف أعضاء فى الكونجرس الأمريكي، اقتحام أنصار ترامب، لمبنى الكابيتول، بأنه «محاولة انقلاب».

وغرّد النائب الديمقراطى وليام باسكريل: «نشهد محاولة انقلاب بتشجيع من مجرم البيت الأبيض. لكن المحاولة محكوم عليها بالفشل».

وقالت النائبة ديانا ديجيتي: «هذه ليست تظاهرة، إنها محاولة انقلاب»، منددة بالفوضى التى خطط لها الرئيس ترامب.

وشن رؤساء أمريكا السابقون، بيل كلينتون وجورج بوش وباراك أوباما، هجوما حادا على إدارة ترامب، واصفين اقتحام أنصاره لمبنى الكونجرس بأنه «عمل مخز واعتداء على الدستور».

وقال الرئيس الأسبق الديمقراطى بيل كلينتون، فى بيان: «لقد واجهنا اعتداء غير مسبوق على الكابيتول وعلى دستورنا وعلى بلدنا».

واعتبر كلينتون أن هذا الهجوم «غذته 4 سنوات من السياسات المسمومة».

وأضاف أن «الفتيل أشعله دونالد ترامب وأشد الداعمين له حماسة، وكثيرون منهم فى الكونجرس، بهدف إلغاء نتائج الانتخابات التى خسرها».

جمهوريات الموز

من جانبه، شن الرئيس الأمريكى الأسبق الجمهورى جورج دبليو بوش، هجوما عنيفا على القادة الجمهوريين الذين أججوا حالة التمرد التى شهدها مبنى الكابيتول يوم الأربعاء.

وقال بوش فى بيان: «هكذا يتم الطعن بنتائج الانتخابات فى جمهوريات الموز، لكن ليس فى جمهوريتنا الديمقراطية».

وأضاف: «لقد هالنى السلوك غير المسؤول لبعض القادة السياسيين منذ الانتخابات، وقلة الاحترام التى ظهرت تجاه مؤسساتنا وتقاليدنا وقواتنا الأمنية».

بدوره، اعتبر الرئيس السابق الديمقراطى باراك أوباما، أن أعمال العنف التى شهدها مبنى الكابيتول عندما اقتحمه أنصار للرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب «مخزية» لكنها ليست «مفاجئة».

وقال أوباما فى بيان إن التاريخ سيتذكر أعمال العنف التى حدثت فى الكابيتول، بتحريض من رئيس كذب بلا هوادة بشأن نتيجة الانتخابات، باعتبارها لحظة خزى وعار على بلدنا».

وأضاف: «سنخدع أنفسنا إذا ما قلنا إن ما حدث كان مفاجأة تامة»، ملقياً باللوم على قادة الحزب الجمهورى ووسائل الإعلام الموالية لهم لأنهم غالباً ما كانوا غير راغبين فى إخبار أتباعهم بحقيقة أن بايدن حقق فوزاً كبيراً فى الانتخابات التى جرت فى الثالث من نوفمبر والتى ما زال ترامب يرفض الإقرار بهزيمته فيها.

صدمة حلفاء أمريكا

وندد العديد من حلفاء الولايات المتحدة الغربيين، باقتحام متظاهرين من أنصار ترامب، مقر الكونجرس، داعين إلى احترام نتيجة الانتخابات الرئاسية التى فاز بها جو بايدن.

وقال الأمين العام لحلف شمال الأطلسى ينس ستولتنبرج فى تغريدة على تويتر: «مشاهد صادمة فى واشنطن.. نتيجة هذه الانتخابات يجب أن تحترم».

وقال وزير خارجية الاتحاد الأوروبى جوزيب بوريل، إن ما حدث فى الكابيتول «اعتداء على الديمقراطية الأمريكية».

وكتب على تويتر: «فى نظر العالم، تبدو الديمقراطية الأمريكية الليلة تحت حصار».

بدوره وصف رئيس البرلمان الأوروبى ديفيد ساسولى ما شهده الكابيتول بأنه «مقلق للغاية»، داعيا إلى «وجوب احترام الأصوات الانتخابية الديمقراطية».

ووصف رئيس الوزراء البريطانى بوريس جونسون ما حصل فى الكابيتول بـ«المشاهد المخزية»، مطالبا بنقل السلطة سلميا إلى بايدن.

وقال جونسون على تويتر: «مشاهد مخزية فى الكونجرس الأمريكي. الولايات المتحدة تدعم الديمقراطية فى جميع أنحاء العالم، ومن المهم الآن أن يكون هناك انتقال سلمى ومنظم للسلطة».

وفى برلين، دعا وزير الخارجية الألمانى هايكو ماس، أنصار ترامب إلى «التوقف عن دهس الديمقراطية».

وكتب ماس على تويتر: «على ترامب وأنصاره أن يقبلوا فى نهاية المطاف بقرار الناخبين الأمريكيين».

وأضاف: «أعداء الديمقراطية سيسعدون برؤية هذه الصور المروعة من واشنطن»، محذرا من أن «الخطاب التحريضى يتحول إلى أعمال عنف».

انهيار أمنى كارثي

وقالت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية إن اقتحام مبنى الكونجرس يثير تساؤلات عاجلة حول القصور الأمني.

وأضافت بقولها: «اقتحام مبنى الكابيتول عبر مجموعة من الرعاع فى صفوف أنصار الرئيس الأمريكى المنتهية ولايته دونالد ترامب يوم الأربعاء يعتبر فشلاً أمنياً كارثياً».

ومضت تقول: «فى مدينة على أعلى درجات الاستعداد الأمني، وفى مبنى يضم أكثر من ألفى رجل شرطة، فإن مقتحمى حرم الديمقراطية الأمريكية مضوا قدماً فى طريقهم دون أن يكون لديهم أشياء أكثر من سوارى الأعلام ودروع مكافحة الشغب.لم يوقفهم أحد، وفى بعض الفيديوهات ظهر بعض رجال الشرطة وهم يتراجعون إلى الخلف ومثيرو الشغب يقتحمون المبنى».

وتابعت بقولها: «يوم الأربعاء، وفى الوقت الذى كانت تقوم فيه الشرطة بمحاولة إخراج آخر متسلل من مبنى الكابيتول، فإن مسئولين حاليين وسابقين فى إدارة إنفاذ القانون قالوا إنه على ما يبدو فإن شرطة الكونجرس ووكالات أمنية أخرى فشلت فى توقع حجم ونوايا الحشود التى دعاها ترامب للتظاهر فى شارع بنسلفانيا، بالقرب من مقر اجتماع نواب الكونجرس».

ونقلت عن خبراء فى إنفاذ القانون قولهم إنهم فى حيرة شديدة من الطريقة التى تعاملت من خلالها قوات الأمن مع اقتحام الغوغاء لمبنى الكونجرس.

ولكن بدا أن هناك قوات أخرى من الشرطة تقف فى حالة استعداد، وتراقب الفوضى بدلاً من محاولة إيقافها. توجد صورة منتشرة على مواقع التواصل الاجتماعى لضابط وهو يلتقط «سيلفي» مع أحد المتسللين، بينما أظهر فيديو آخر بعض رجال الأمن وهم يفتحون الطريق أمام أنصار ترامب ليكونوا أكثر قرباً من مبنى الكونجرس، وعلى ما يبدو لم تكن هناك محاولات اعتقال واسعة للمتظاهرين.

وقالت الصحيفة: « كانت النتيجة غزواً سقط فيه الرمز الأمريكى للحراسة القوية والمشددة وفرض النظام أمام الفوضى بسرعة مذهلة».

عزل ترامب

وقالت صحيفة «نيويورك تايمز» فى العنوان الرئيسي: «الغوغاء اقتحموا الكابيتول بتحريض ترامب».

وقالت الصحيفة العريقة فى افتتاحيتها إن ترامب «هو المسؤول عما جرى فى البرلمان الأمريكي»، وأضافت أن الرئيس المنتهية ولايته ومساعديه فى الكونجرس هم الذين حرضوا على الهجوم العنيف، مؤكدة أن «هذا شيء لا يمكن التسامح معه».

ودعت الصحيفة إلى محاسبة ترامب وحتى عزله عن الحكم، مع أنه لم يتبق له سوى أيام معدودة فى البيت الأبيض، كما حثت على محاكمته جنائيا، وكذلك الأمر بالنسبة إلى أنصاره الذين اقتحموا البرلمان.