رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

مواقف السيارات.. صداع فى رأس المسئولين بالمنيا

فوضي المرور بالمنيا
فوضي المرور بالمنيا

معاناة يعيشها ما يقرب من  6 ملايين مواطن بمحافظة المنيا من صداع المواقف العشوائية، والتى تكون فى الغالب شبه بعيدة عن سيطرة الأجهزة التنفيذية والرقابية والأمنية، وتنتشر مصاحبة لها، السرقات بالإكراه والاختطاف، وتضيع معها كرامة الراكب، لكنها تركت دون رقابة تحمى هيبة الدولة، وكرامة المواطن.

فمنذ ما يزيد على عشرين عاما، ومع بداية عام 2000، وجدت مساحات من الاراضى، نتيجة ردم وتغطية بعض مجارى ومساقى مياه الرى داخل المدن، ورأت حكومات الرئيس المخلوع (مبارك) والمتعاقبة فى ذلك الوقت، استغلالها كمواقف للسيارات، لتخفيف حدة وتكدس الزحام، والقضاء على المواقف العشوائية، إلى هنا ويبدو الأمر طبيعيا ، حيث بدأت أعمال التنفيذ وتسليم المواقف، بتكلفة ما يقرب من 15 مليون جنيه للوحدات المحلية وإدارتها.

 ولكن لضعف أداء العمل الحكومى وقتها، والتسيب والإهمال لم تتمكن الوحدات المحلية بمدن (المنيا – ملوى – سمالوط – العدوة)، من فرض سيطرتها على السائقين، الذين أحجموا ورفضوا الانصياع  لتعليمات الوحدات المحلية، والتى تقاعست عن اتخاذ  إجراءات رادعة، تكفل التزام سائقى السيارات بالمواقف المخصصة، ليخرج السائقون (السنتهم) لتعليمات رؤوساء المدن والمراكز، فى ظل غياب تام للأجهزة الرقابية وكذلك إدارات المرور، والتى تركت (الحبل على الغارب) للسائقين ليخلقوا بأنفسهم مواقف عشوائية فرضوها كأمر واقع على الجهاز الحكومى والتنفيذي.

ورغم مئات الشكاوى والاستغاثات المقدمة من الأهالى بسبب حالة الاختناق  والازدحام التى خلقتها المواقف العشوائية، ومعارك ومشاجرات السائقين مع بعضهم البعض، أو مع الركاب أثناء تحميل سياراتهم، إلا أن رؤساء المدن أصموا آذانهم عن الأمر، وكأنه لا يعنيهم فى شىء، وعلى الناحية الأخرى رأى مدمنو وتجار المواد المخدرة، الفرصة المواتية للسيطرة على مواقف السيارات المغلقة، وجعلوها وكرا لبيع الممنوعات، وقيام بعض سائقى سيارات الملاكى ، باستغلال المواقف بوضع سياراتهم بداخلها، والصورة تشهد على غلق المواقف منذ عام 2000 وحتى الآن، وقد عبر السائقون وبعض الركاب عن أن سوء اختيار موقع مواقف السيارات هو السبب.

 حيث كشف مسئولون بالوحدات المحلية عن  قيام رؤساء الوحدات المحلية بالمدن والمراكز بإهدار أكثر من 15 مليون جنيه، خلال السنوات الثلاث الماضية تلك الفترة، بسبب سوء التخطيط بإقامة مواقف للسيارات بالمدن فى أماكن لا تتناسب ورغبات المواطنين، وعدم فرض الوحدات المحلية سيطرتها وإجبار السائقين على الالتزام بتلك المواقف، ما أدى إلى تعطل 4 مواقف بمدينة (المنيا، ملوي، سمالوط، العدوة) عن العمل لسوء اختيار مواقعها رغم إنفاق أكثر من 15 مليون جنيه على إقامتها، وعدم تشغيل باقى المواقف بمدن المحافظة بكامل طاقتها، وتحمل المواطنين أعباء مالية جديدة بدلاً من تخفيف الأعباء، فيما اعترف مسئولون بالجهاز التنفيذى بالمشكلة مؤكدين ضرورة إعادة دراسة تشغيل تلك المواقف أو استغلالها كحدائق عامة ومتنزهات للمواطنين.

ففى مدينة المنيا،  تحدث محمد جمال، موظف، إنه تم إنشاء مجمع مواقف للسيارات بمنطقة «ماقوسه» جنوب مدينة المنيا، بتكلفه تزيد على 3 ملايين جنيه منذ عامين دون تشغيل، بسبب سوء الدراسة فى اختيار الموقع، وأضاف أن المجلس فى ذلك الوقت  سبق وأن ناقش إقامة مجمع تعليمى مكان مجمع المواقف الجديد، ولكن المسئولين فضلوا إنفاق ملايين الجنيهات، على موقف معطل, مطالبا اللواء عصام البديوى محافظ المنيا الجديد بالتصدى والعمل على حل المشكلة .

وتشير وفاء خليل، موظفة، إلى أنه فى إطار تطوير مواقف السيارات بمدن المحافظة ، تم إنشاء مجمع للمواقف بمدينة ملوى، بتكلفة حوالى 5 ملايين جنيه، ويسع 600 مركبة، ويضم مجمع خدمات يشتمل على 32 محلا تجاريا، ويضم مبنى لإدارة المواقف, وكذلك مبنى لإدارة المرور ومباحث المرور، وقد تم افتتاح مجمع المواقف وتشغيله لمدة اسبوع، وبعدها تم إغلاقة لعدم التزام السائقين، وأصبح مرتعا للصوص وتجار المواد المخدرة.

وأضافت خليل، أن المشروعات الممولة من الدولة، تعيبها الارتجالية، وعدم التخطيط السليم،  فبدلاً من أن تعمل على راحة المواطنين، أصبحت تضيف أعباء جديدة لكون موقف ملوى غرب المدينة، ويحتاج لمواصلات داخلية كالتاكسى أو المشروع، مؤكدة  أن سوء التخطيط يعد إهدارا للمال العام الذى منح من أجل رفاهية المواطن، لذا نطالب محافظ المنيا الجديد بمحاكمة المسئولين التنفيذيين، والذين قصروا بشكل واضح فى أداء عملهم، لمخالفتهم للقانون، بعد أن تحكموا وتلاعبوا  فى أحلام البسطاء ومتطلباتهم التى منحتهم الدولة إياها.

وقال  أشرف عطا، موظف من أهالى المنيا  إنه تم اقامة موقف للسيارات بمنطقة ترعة الصفافة غرب مدينة  سمالوط، بتكلفة 5و2 مليون جنيه لكن الموقف معطل، ولا يعمل، وقام السائقون بإقامة مواقف عشوائية لأنفسهم فى مناطق شارع التجارة وميدان عامر, والأحمدى ، وطريق فيلا سمير مكادى القديمة, وآخر للميكروباص عشوائى

أمام البنزينة البحرية.

 ورغم مئات الشكاوى من  الأهالي، للوحدة المحلية بمركز ومدينة سمالوط، شمال المنيا، والتى جاء فيها أن الموقف يتسبب فى غلق الشوارع باستمرار كما أنه يمنع فى بعض الأحيان مرور سيارات الإسعاف، خاصة وأنه يقع أمام مدرسة إسلامية وأخرى لتحفيظ القرآن، ما يؤثر على حركتهم المرورية أمام الموقف طوال اليوم، بخلاف المشاجرات المستمرة بين السائقين، نتيجة للاختيار السيئ لمكان إقامة موقف السيارات وأشار الأهالى إلى أن الموقف يضم سيارات القرى كافة بمختلف أنواعها، إضافة لـ”التوك توك” والدراجات البخارية، وإنه مع حركة دخول وخروج السيارات تلك، يجد أصحاب السيارات الملاكى والمارة صعوبة فى التنقل خاصة وأن الموقع يعتبر المدخل الأساسى للمدينة بكافة شوارعها وقراها ونجوعها.

 سناء علي،  إحدى معلمات مركز سمالوط، قالت إنها تمر يوميا من أمام الموقف وكانت شاهدة على واقعة تعطل سيارة إسعاف فى أثناء مرورها أمام الموقف لنقل إحدى الحالات من داخل المدينة، ولم يراع السائقون ذلك برغم آلة التنبيه التى ظلت تعوى لأكثر من ربع الساعة، وبرغم إنفاق ما  يقرب من 3 ملايين جنيه لإنشاء مجمع مواقف بسمالوط، غير أن بعد مكانه كان سببا لعدم جدواه، وهجرة السائقين منه، ما يعد إهدارا للمال العام، وهو ما حدث بمراكز المنيا وملوى وأبوقرقاص.

وفى مركز دير مواس، جنوب المحافظة، تم إنشاء موقف للغروب على جانبيه دير مواس الغربية (الديروطية)، وذلك بناءً على موافقة المجلس الشعبى المحلى لمدينة دير مواس بجلسته فى 31/12/2002، وموافقة المجلس الشعبى المحلى للمركز بجلسته فى 27/1/2003 وتم افتتاح الموقف فى 18/3/2003 فى احتفالات عيد المنيا القومي، لكن ما يؤسف له هو إهمال موقف السيارات وهجره وأصبح  يحتاج إلى رعاية وجهود مرورية.

وفى ابو قرقاص،  أكد سعيد عبدالغفور ، أنه تم إقامة موقف للسيارات للغروب بجوار قرية الجوارجى، بتكلفة 260 ألف جنيه،  لخدمة سيارات الغروب،  لكن السائقين يهربون من الوقوف بالموقف، ويقفون عشوائيًا بشوارع المدينة أمام جمعية الشبان المسيحيين وقد ناقش المجلس المشكلة وطالب بدور جاد للمرور.

وفى مدينة العدوة شمال المنيا، أكدت التقارير توقف موقف السيارات المقام جنوب المدينة، منذ  عام 2003 رغم إنفاق 230 ألف جنيه على تطوير بحجة عدم رغبة السائقين والمواطنين والمجالس المحلية فى تشغيله, وهناك مقترحات من مسئولى الوحدة المحلية باستغلال الموقف خلال الفترة القادمة كحديقة أو متنزه للعائلات فى ظل إقامة عمارات سكنية بالمنطقة، بعد أن فشلوا فى إجبار السائقين على الوقوف داخل موقف السيارات والابتعاد عن المواقف العشوائية.

وفى مركز مغاغة، تم إقامة مجمع مواقف بمنطقة ترعة الفشنية، بتكلفة مليون و650 ألف جنيه, وأنه تم صيانة وترميم موقف الغروب القديم القبلى بشارع الشون، بعد توقف موقف السيارات عن العمل وإغلاقه، وطالب اهالى المنيا بالتدخل العاجل للواء أسامه القاضى، محافظ المنيا، والاجهزة الرقابية وعلى رأسها الرقابة الادارية، والمطالبة بسرعة التحرك، وحل الأمر، سواء بنقل مواقف السيارات إلى أماكن أخرى بديلة، مع القضاء على المواقف العشوائية، والتى أصبحت تسبب صداعا فى رأس مواطنى المحافظة بشكل يومى.