عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

فضل شهر محرم

بوابة الوفد الإلكترونية

شهر الله المحرم، وهو أول شهور السنّة الهجرية، ومن أعظم الشهور وأفضلها، وأحد الأشهر الحُرُم التي ذكرها الله – عز وجل – في كتابه بقوله: {إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَات وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ}1 أي "أن الله حرم الأشهر الحرم الأربعة.

 

وهي الثلاثة المتوالية: ذو القعدة، وذو الحجة، والمحرم، والشهر الرابع المفرد: رجب، والواضح أن هذا التحريم كان مع فرض الحج في أشهره المعلومات منذ إبراهيم وإسماعيل، وعلى كثرة ما حرف العرب في دين إبراهيم، وعلى شدة ما انحرفوا عنه في جاهليتهم قبل الإسلام؛ فإنهم بقوا يعظمون الأشهر الحرم هذه؛ لارتباطها بموسم الحج الذي كانت تقوم عليه حياة الحجازيين.

 

بهذا بدأ الدكتور محمد فكيه سهيل امام وخطيب مسجد السيدة زينب ، حديثه مضيفاً أنه قد ورد في شهر محرم نصوص تدل على فضله، وفضل الأعمال الصالحة فيه من صوم ونحوه.

 

ومن النصوص الواردة في فضل شهر محرم قوله – تعالى -: {إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَات وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ}، وفي هذه الآية بيان أن الله – سبحانه – وضع هذه الشهور، وسماها بأسمائها على هذا الترتيب المعروف يوم خلق السموات والأرض، وأن هذا هو الذي جاءت به الأنبياء، ونزلت به الكتب.

 

{مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ} هي: "ذي القعدة، وذو الحجة، والمحرم، ورجب: ثلاثة سرد، وواحد فرد"4، وشهر محرم من الأشهر الحرم التي ذُكرت في الآية.

وعَنْ أَبِي بَكْرَةَ – رضي الله عنه – عَنْ النَّبِيِّ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – قَالَ: ((إِنَّ الزَّمَانَ قَدْ اسْتَدَارَ كَهَيْئَتِهِ يَوْمَ خَلَقَ اللَّهُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ السَّنَةُ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً، مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ثَلَاثٌ مُتَوَالِيَاتٌ: ذُو الْقَعْدَةِ، وَذُو الْحِجَّةِ، وَالْمُحَرَّمُ، وَرَجَبُ مُضَرَ الَّذِي بَيْنَ جُمَادَى وَشَعْبَانَ)).

 

ومن فضل شهر محرم أن رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم – أضافه إلى الله – عز وجل – فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ – رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ – قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: ((أَفْضَلُ الصِّيَامِ بَعْدَ رَمَضَانَ شَهْرُ اللَّهِ الْمُحَرَّمُ، وَأَفْضَلُ الصَّلَاةِ بَعْدَ الْفَرِيضَةِ صَلَاةُ اللَّيْلِ)) ، و"هذا الحديث فيه تصريح بأنه أفضل الشهور للصوم"، وأن أفضل أوقات صوم التطوع

بعد رمضان هي أيام شهر محرم الذي أضافه الله – تعالى – إليه تشريفاً وتعظيماً، وهذا ظاهر من حديث النبي – صلى الله عليه وآله وسلم -، فإن الصيام من أفضل الأعمال عند الله – تعالى.

 

ومن فضل شهر محرم أن فيه يوم عاشوراء الذي يذكر النبي – صلى الله عليه وآله وسلم – فضله في حديث أَبِي قَتَادَةَ – رضي الله عنه – فيقول: ((وَصِيَامُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ)).

 

وحول فضل العمل في شهر محرم:تحدث الدكتور محمد فكيه سهيل امام وخطيب مسجد السيدة زينب قائلا: إن المسلم العاقل اللبيب هو الذي يستغل مواسم النفحات الربانية، والمنح الإلهية؛ كي يكثر من الطاعات والخيرات فيها، خاصة وأن الأجور فيها قد تكون مضاعفة، وإن مما ينبغي على العبد القيام به في هذا الشهر أمور منها:

 

أولاً: الصيام لحديث أَبي هريرة – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: ((أَفْضَلُ الصِّيَامِ بَعْدَ رَمَضَانَ شَهْرُ اللَّهِ الْمُحَرَّمُ))9 قال أبو الطيب السندي: "أفضل الصيام بعد رمضان عند الإطلاق صيام المحرم، وعند تعظيم رمضان صيام شعبان".

 

ثانياً: تحري صيام التاسع والعاشر منه فعَنْ بْنِ عَبَّاسٍ – رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا – قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: ((لَئِنْ بَقِيتُ إِلَى قَابِلٍ لَأَصُومَنَّ التَّاسِعَ)) ، وقال: ((وَصِيَامُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ)).

ثالثاً: كما أنه ينبغي الإكثار من الدعاء، والتزود من الطاعات، واستغلال هذا الموسم الرباني.