رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

هل يمكن أن يصاب شخص واحد بكورونا مرتين؟ .. طبيب يجيب

كورونا
كورونا

قال الدكتور أشرف محمود عقبة رئيس أقسام الباطنة العامة والمناعة بكلية الطب جامعة عين شمس إنه للإجابة على سؤال هل يمكن أن يصاب شخص واحد بفيروس كورونا مرتين؟ من خلال الأبحاث العلمية والدراسات والمعلومات المتاحة حتى هذه اللحظة، فإنه يجب فحص أطراف هذه المشكلة الرئيسين وهم الشخص الذي تم إصابته فعلا والوسائل التشخيصية التي يتم عملها للتأكد من الإصابة من عدمه وأخيرا خصائص الفيروس والتي تتغير بين لحظة وأخرى نتيجة التحورات التي تحدث للفيروس بين الحين والآخر.

 

فبالنسبة للأشخاص الذين يتعرضون للإصابة فإنه يجب أن ندرس الحالة الصحية والفئة العمرية والظروف البيئية التي أدت إلى الإصابة التي كذلك كمية الفيروس التي تعرض لها والمكان الذي تعرض فيه للإصابة سواء مكان مغلق أو مكان مفتوح إلى جانب طريقة الإصابة هل هي عن طريق العطس أو الكحة  عن طريق الهواء أو عن طريق ملامسة أسطح مشتركة.

فعندما يتعرض شخص للإصابة فإن الحاجز الأول في الدفاع عنه هو المناعة الفطرية وتتأثر المناعة الفطرية بعوامل كثيرة منها الفئة العمرية والظروف الصحية للمصاب إلى جانب التركيب الوراثي والجيني لهذا الشخص وكذلك العدوى المسبقة بأي من فيروسات الكورونا السابقة والتي تتسبب في أعراض مثل الأنفلونزا ,وكذلك أعداد كرات الدم البيضاء والخلايا المناعية وخاصة كرات الدم البيضاء البلعامية من ناحية العدد والوظيفة وهل هذه الخلايا(كرات الدم البيضاء) تقوم بعملها بالشكل الأمثل أم هناك أي ضعف أو خلل في وظيفتها.

 

ويضيف الدكتور أشرف عقبة ثانيا المناعة المكتسبة والتي تقوم بها الخلايا الليمفاوية B و T والخلايا B المسئولة عن إنتاج الأجسام المضادة أما خلايا T المسئولة عن مهاجمة الخلايا المصابة وتدميرها وهذه الخلايا هي التي تعطينا المناعة والتي قد تدوم لفترات متغيرة في بعض الأحوال في كميتها التي يتم إنتاجها عند الإصابة الأولى بهذا الفيروس وفي بعض الأحيان يتم فعلا إنتاج أجسام مضادة من خلال B وخلايا البلازما ولكن تكون هذه الأجسام المضادة لها فترة عمل محدودة قد تطول في بعض الحالات وقد تكون قصيرة المدى في بعض الحالات الأخرى .

 

ويستطرد الدكتور أشرف عقبة والسؤال الذي لا نستطيع الإجابة عليه في هذه اللحظة لأن الجائحة حتى الآن لا تتعدى سبعة أشهر وبالتالي لا نستطيع أن نجزم بمدة عمل هذه الأجسام المضادة في كل الأشخاص ولكن نستطيع الحديث عن كميتها وهي كمية متغيرة من شخص إلى أخر

 

 وذلك إلى جانب الحالة الصحية لهذا الشخص والعقاقير والأدوية التي يستخدمها لأنه في بعض الأحيان إذا كان هناك أشخاص حالتهم الصحية ضعيفة ومناعتهم ضعيفة فإنهم ينتجون هذه الأجسام المضادة بكميات ضئيلة وتعمل لمدة قصيرة نتيجة استخدام بعض الأدوية المثبطة للمناعة في بعض هذه الحالات وإذا ضعفت المناعة لأي سبب أخر من الأسباب نتيجة إصابة هذا الشخص بأمراض تقلل من مناعته أو من رد فعله المناعي عند تعرضه مرة أخرى للإصابة حيث أن هناك الكثير من الأمراض التي تجعل رد الفعل المناعي مختلف وضعيف في بعض الأحيان إلى جانب أن هناك الكثير من العقاقير التي تستخدم في علاج أمراض كثيرة ممكن أن تؤثر في رد الفعل المناعي.

 

وعلى الجانب الآخر فإننا يجب أيضا أن ندرس خصائص الفيروس الذي نتحدث عنه وهو فيروس كورونا المتسبب في جائحة كوفيد 19 ونستطيع القول أن هذا الفيروس عبارة عن RNA وهذه النوعيات من الفيروسات يتم حدوث تحورات كثيرة بها معظم الوقت قد تغير في خصائصها في بعض الأحيان ولكن لابد أن نعلم أن هذه الخصائص إذا تغيرت ففي هذه الحالة يمكن أن يتغير رد الفعل المناعي لهذه الفيروسات .

 

ويوضح الدكتور أشرف عقبة هناك أيضا ما يسمى أيضا بالمناعة المتقاطعة crossreactivity حيث إنه يمكن أن يكون هناك إصابة بواحد من فيروسات كورونا السابقة و التي تسبب أعراض تشبه الأنفلونزا وهذه الفيروسات عندما يتم الإصابة بها تعطي بعض المناعة ضد فيروس كورونا الحالي وتسمى هذه الظاهرة بالمناعة المتقاطعة وهناك دلائل على أن هذا يحدث أيضا في فيروسات كورونا فقد وجد أن واحد من فيروسات كورونا واسمه HCOV - HKU1  يماثله في الشكل فيروس أخر من كورونا اسمه HCOV - OC43 وأن هذين الفيروسين يمكن عند الإصابة بواحد منهم أن يعطي المناعة ضد الإصابة بالفيروس الأخر وهذا يمكن أن يفسر أن الأشخاص كبار السن والذين يتعرضون للإصابة بفيروسات كورونا الأخرى أعطى لهم بعض المناعة ضد فيروس سارس كوفيد2 وأنتجت

أجسامهم أجسام مضادة يمكن أن تعمل ضد فيروس كورونا الحالي وكان نتيجة ذلك أن بعض هذه الحالات كانت الأعراض فيها أقل من آخرين لم يصابوا بفيروسات كورونا الأخرى ,وكذلك يمكن أن نفسر أن بعض صغار السن والذين لم يتعرضوا للإصابة بفيروسات كورونا الأخرى عندما أصيبوا بفيروس كورونا الحالي كانت الأعراض فيهم شديدة وذلك لأنه لم تنتج أجسامهم أجسام مضادة ضد فيروسات كورونا المشابهة سابقا

 

ولكن هناك تفسير أخر أيضا وهو أن بعض هذه الحالات والتي قد أصيبت بفيروسات كورونا الأخرى عندما أصيبت بفيروس كورونا الحالي كان هناك فرط في رد الفعل المناعي مما أدى إلى أعراض شديدة وبذلك نجد أن لكل قاعدة شواذ فإصابتنا بفيروسات كورونا القديمة يمكن أن تعطينا بعض المناعة ولكن يمكن أن تكون هذه المناعة زائدة عن اللزوم .

 

ويضيف الدكتور أشرف عقبة أما الجانب الثالث الذي يجب دراسته بشكل كامل وهو وسائل التشخيص أو طرق التشخيص التي نتبعها لتشخيص حالات كورونا وهى الاختبارات الأولية والتي تعني وجود التهابات مثل صورة الدم وسرعة الترسيب و CRP  و FERRITIN  وكذللك D dimer وهذه التحاليل الأولية لمعرفة ما إذا كان هناك اشتباه من عدمه أما بالنسبة  للأشعة المقطعية للصدر فيمكنها أن تقرر وجود التهابات رئوية والتي يمكن أن تكون نتيجة الإصابة بفيروس كورونا وأحيانا بأسباب أخري وعلى الرغم من قدرة الأشعة المقطعية على إظهار التهابات رئوية إلا أنها لا تؤكد الإصابة بالفيروس وإنما تؤكد الإصابة بالالتهاب الرئوي فقط وأخيرا المسحة PCR   التي يتم عملها للمصابين ويمكنها أن تكشف عن وجود الفيروس أو بقاياه في الإفرازات المخاطية أو الحلق عند المريض ولكن هناك أسباب أن تكون سلبية كاذبة إذا لم يتم أخذ العينة جيدا أو أن تكون إيجابية كاذبة إذا كان السبب بقايا الفيروس الغير قادرة على أحداث العدوى وبذلك لا تجزم فى بعض الحالات التشخيص من عدمه

 

وبهذا العرض نستطيع أن نقول أن هناك أشخاص يمكنهم الإصابة بفيروس كورونا إذا قلت المناعة عند هؤلاء الأشخاص فإن كمية الأجسام المضادة التي تنتجها أجسامهم تكون غير كافية لصد إصابة مرة أخرى إلى جانب أنه إذا حدث تحورات في الفيروس فإنه يمكن أن تحدث في بعض الأشخاص إصابة مرة أخرى وأخيرا وسائل التشخيص يمكن أن يكون بها بعض الصعوبات .

 

وينبه الدكتور أشرف عقبة إلى أننا نتعامل مع إنسان بمواصفات مختلفة ووسائل تشخيص قدرتها محدودة إلى جانب فيروس يتحور فإن احتمالية الإصابة مرة أخرى واردة ولكن بعد دراسة كل هذه الظروف للشخص المصاب في المرة الثانية وأن العوامل  التي تتسبب في رد الفعل المناعي واحتمالية الإصابة المتكررة من فيروس كورونا تعتمد على ثلاثة عوامل رئيسية وهي الشخص المصاب والوسائل التشخيصية المتاحة إلى جانب الفيروس وخصائصه التي تتم دراستها حاليا ويجري حاليا عمل أبحاث علمية لمعرفة كل الظروف التي تسمح بتكرار الإصابة مرة أخرى لنفس الشخص بفيروس كوفيد 19.