عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

فضل حفظ العقل

بوابة الوفد الإلكترونية

حثَّ الله تبارك وتعالى على القراءة والتعلُّم، والأداة الحقيقيَّة التي يُمكن للمرء أن يقوم بها لأجل ذلك هي أداة العقل، فقال قال تعالى: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَم} [العلق: 1–5].

 

وقال الشيخ ناصر الأزهرى العالم بالأوقاف قد أزرى الله تعالى ونعى على الكفرة والمشركين الذين عطَّلوا ملكة العقل والتفكير في آيات الله وآلاءه، ولم يطلبوا الحق ليدركوه، قال تعالى: {أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلاَّ كَٱلأنْعَـٰمِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً} [الفرقان:44].
 

وفي القرآن الكريم عشرات الآيات التي تُخاطب العقل؛ علَّه يتَّعظ ويعتبر ويُفكِّر في هذا الكون الفسيح، وباستعراض بعضها يتبيَّن معناها الذي يُخاطب العقل:
 

قال سبحانه وتعالى: {اللَّهُ الَّذِي رفَعَ السَّمَوَاتِ بِغَيْر عَمَدٍ تَروْنَهَا ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرشِ وَسَخَّر الشَّمْسَ وَالْقَمَر كُلٌّ يَجْري لِأَجَلٍ مُسَمًّى يُدَبِّر الْأَمْر يُفَصِّلُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ بِلِقَاءِ ربِّكُمْ تُوقِنُونَ * وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الْأَرضَ وَجَعَلَ فِيهَا روَاسِيَ وَأَنْهَارا وَمِنْ كُلِّ الثَّمَراتِ جَعَلَ فِيهَا زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَار إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرونَ * وَفِي الأَرضِ قِطَعٌ مُتَجَاوِراتٌ وَجَنَّاتٌ مِنْ أَعْنَابٍ وَزَرعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوَانٌ وَغَيْر صِنْوَانٍ يُسْقَى بِمَاءٍ وَاحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ فِي الْأُكُلِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ} [الرعد: 2 – 4].
 

وقال سبحانه وتعالى: {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لَكُمْ مِنْهُ شَرابٌ وَمِنْهُ شَجَر فِيهِ تُسِيمُونَ * يُنْبِتُ لَكُمْ بِهِ الزَّرعَ وَالزَّيْتُونَ وَالنَّخِيلَ وَالْأَعْنَابَ وَمِنْ كُلِّ الثَّمَراتِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرونَ * وَسَخَّر لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَار وَالشَّمْسَ وَالْقَمَر وَالنُّجُومُ مُسَخَّراتٌ بِأَمْرهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُون} [النحل: 10 – 12].
 

وقال تعالى: {وَمِنْ ءَايَاتِهِ يُريكُمُ الْبَرقَ خَوْفًا وَطَمَعًا وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَيُحْيِي بِهِ الأَرضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ} [الروم: 24].
 

لقد جعل الله تعالى العقل البشري مناط التكليف؛ ولهذا فمن نام أو جُنَّ

أو لم يبلغ، فإّن القلم مرفوع عنه، فللعقل منزلة في التشريع الإسلامي واهتماماً بالغاً، بل إن العقلَ معيارٌ للتصرف في المال فقال تعالى: {وَلاَ تُؤْتُواْ السُّفَهَاء أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللّهُ لَكُمْ قِيَاماً وَارْزُقُوهُمْ فِيهَا وَاكْسُوهُمْ وَقُولُواْ لَهُمْ قَوْلاً مَّعْرُوفاً } [النساء: 5].
 

وقال تعالى: {وَابْتَلُواْ الْيَتَامَى حَتَّىَ إِذَا بَلَغُواْ النِّكَاحَ فَإِنْ آنَسْتُم مِّنْهُمْ رُشْداً فَادْفَعُواْ إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ وَلاَ تَأْكُلُوهَا إِسْرَافاً وَبِدَاراً أَن يَكْبَرُواْ} [النساء:6] فمن كان رشيداً يحسن التصرف فإنَّه يحسن تصرفه بالمال، ومن كان سفيهاً فلا يجوز أن يُعطى المال.
 

كما جاء كتاب الله حافلاً بصيانة العقل الإنساني، وحياطته من كل ما يُذهب فكره، ويُعطِّل مَلَكَته، فنهي عن تناول الخمر لما لها من تأثير بالغ على ذلك فقال تعالى :{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [المائدة: 90].
 

وبيَّن تعالى أنَّ الخمر له تأثير سيء على الناس بوقوع العداوة والبغضاء التي تجري بينهم، فمن احتسى ذلك وسكر وغاب عقله، فإنَّه لا غرابة أن يعتدي على الناس ويقع في ألوان المُحرَّمات والمعاصي، وذلك كلُّه مُفرح للشيطان الذي يريد لك ويتغيَّاه، ولهذا نهى تعالى عن الخمر فقال:{إِنَّمَا يُرِيدُ ٱلشَّيْطَـٰنُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ ٱلْعَدَاوَةَ وَٱلْبَغْضَاء فِى ٱلْخَمْرِ وَٱلْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ ٱللَّهِ وَعَنِ ٱلصَّلَوٰةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُّنتَهُونَ} [المائدة:91].