رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

علي جمعة: القوة والتمكن في الأرض ليس مقياسًا للحق

الدكتور علي جمعة
الدكتور علي جمعة - عضو هيئة كبار العلماء

قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء، إن الله عز وجل يقول في كتابه العزيز: {فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ}، في هذه الآية بيانٌ لسنة الله الكونية التي لا تتخلف، وهو أن القوة والتمكن في الأرض ليس مقياسًا للحق، وأن النعمة الربانية يعطيها الله سبحانه وتعالى لكل أحد للمؤمن والكافر.

 

وأوضح جمعة، أن الغنى، والصحة، والجاه، والسلطان، والقوة ليسوا جميعًا بمقياس للحق؛ فقد تكون مع الكافر، ومع الملحد، ومع المؤذي، ومع المفسد، وقد تكون مع التقي النقي، وهكذا رأينا الأنبياء فمنهم المِلك، ومنهم من كان فقيرًا، ومنهم من كان غنيًا، كلهم كانوا أصحاب فطنة، وذكاء، وصفاء، ونقاء، واصطفاء، ولكن تقلبت عليهم الدنيا، منهم من جعل الله الدنيا في يده، ومنهم من كان فقيرًا إليه سبحانه وتعالى لا يسأل الناس إلحافا، كلهم كانوا من أشراف أقوامهم، وكانوا صادقين.

 

وبين أن هذه المقاييس التي نسميها بمقياس النعمة فقد يُحرمها أحدهم، ولذلك رأينا من الأنبياء من ضر بصره مثل سيدنا يعقوب، ورأينا منهم من ابتلي في جسده بالمرض مثل سيدنا أيوب، وكان النبي ﷺ وهو سيد الخلق يمرض، وكان قد وقع مرةً من على الفرس فكُشح -كُشح يعني ردت ضلوعه-، وعندما حاول يهود أن يقتلوا النبي ﷺ بالسم فدست امرأةٌ من اليهود السم في الذراع فإنه تألم وقال: «أكلة خيبر قطعت أبهري» -والأبهر هو الأورطة-؛ فالنبي ﷺ وهو بشر عندما جُرح نزف دمًا، وكسرت رباعيته وهكذا.

 

وتابع: "إذن فمقياس الحق ليس هو النعمة؛ فالنعمة يتقلب فيها المؤمن والكافر، فلو كان الله سبحانه وتعالى جعل

سنة كونه أن كل من انحرف عن طريقه أوذي لكان الناس كلهم قد استقاموا، ولكن ولأن النعمة ليست مقياسًا للحق فإنه لما {نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ} ماذا فعل فيهم ربنا؟ {فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ} يعني نِعَم كثيرة جاءتهم لأن هذا ليس مقياسًا للحق، لا يقول أحدهم لو كان الله قد غضب عليّ لحرمني هذا كلامٌ غير سديد، لا لو أن الله سبحانه وتعالى أكرمك لوفقك لطاعته".

 

واختتم جمعة قائلًا: "فإذا ما أردت أن تعرف قربك وبُعدك عن الله انظر إلى طاعتك هل أنت موفق للطاعة فالله راضٍ عنك، أو أنك بعيدٌ عنها فالله سبحانه وتعالى ليس راضٍ عنك، أما النعم فهذه يأخذها المؤمن ويأخذها الكافر ؛يرزق الله المؤمنين والكافرين من حيث لا يحتسبون، ويرزقهم رزقًا واسعا رغدا، ولكن انظر إلى نفسك في الطاعة هل أنت قد تذكرت ما ذكَّرك الله به؟ فأنت في رضاه، أو أنك على خلاف ذلك فأنت خارج دائرة نظر الله ورعايته سبحانه وتعالى، وأنت في ضلالة فلترجع، ولتراجع نفسك، ولتعد إلى الحق، وإلى دائرة نظر الله سبحانه وتعالى".