عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بالصور.. هالة خالد.. قصة فتاة تمردت على الوظيفة الميري

هالة خالد عبد الوهاب
هالة خالد عبد الوهاب

تمردت الفتاة العشرينية هالة خالد، على الوظيفة ذات الراتب الثابت التى ربما تكون طموحاً وهدفاً لمئات الشباب غيرها من أجل إقامة المشروع الخاص بها، وهو حلم كان يراودها منذ نعومة أظافرها.

 

 شقت هالة التى تخرجت فى كلية التجارة جامعة القاهرة، طريقها المهني مبكراً بعدما حصلت على الخبرات اللازمة فى مجالها، وبالطبع لم يكن الطريق ممهداً على الإطلاق فهناك عشرات المشروعات المشابهة التى فشل أصحابها وخسروا معها كل شيء، إلا أن الفتاة التى لم يتجاوز عمرها الـ26 عاماً اختارت تقديم خدمة متميزة أو منتج مطلوب لضمان الاستمرارية، كما اختارت موظفيها ودربتم بعناية، وكونت علاقات جيدة مع ذوى الخبرات، الذين يمثلون لها مرجعية فى الفترات الضبابية.

 

وفى ١٢ شارع الغريب بمنطقة ميت عقبة التابعة لمحافظة الجيزة، أقامت هالة خالد عبدالوهاب، مطعماً للمأكولات الجاهزة من سندوتشات وكريب وأكل سورى، إلى جانب إعداد أكلات بيتي بالطلب، وإرسالها عبر خدمة توصيل الطلبات للمنازل.

 

يعمل مطعم هالة يومياً فى الشارع الشعبي الذى يتردد عليه مئات المواطنين، وفى بداية افتتاح المشروع استعانت ابنة ميت عقبة بطباخ متخصص لإعداد السندوتشات للزبائن وسرعان ما تخلت عنه بعدما اكتشفت إهماله فى عمله وتعمد إفشال مشروعها، لتتعلم هى كيفية صناعة وتجهيز المؤكولات الجاهزة، وتقف دون خوف لتعد الوجبات للزبائن وسط حماية أهالى المنطقة الجدعان الذين يعتبرونها بمثابة أختهم ويرفضون تعرضها لأى مضايقات أو معاكسات فى الشارع.

لعبت العائلة دوراً مهماً فى حياة هالة، فأفراد أسرتها لم يكتفوا فقط بالتشجيع، بل كانوا مساندين وداعمين لها فى كل خطوة تخطوها، وتولت الأم إيمان زكى مهمة إعداد الأكلات المنزلية بمساعدة أسماء شقيقة هالة الكبرى.

 

ونظراً لجودة الأطعمة التى تقدمها، اتفق عدد من فاعلي الخير معها على شراء وجبات وكميات كبيرة بأسعار خاصة لتقديمها للفقراء والمحتاجين فى هذا الشهر الكريم لتشارك هى أيضًا فى فعل الخير بتخليها عن هامش ربحها فى هذه الوجبات.

 

وتٌعرف فتاة ميت عقبة نفسها لـ"الوفد" فتقول:"اسمى هالة خالد محمد عبدالوهاب، عمرى 26 سنة، حاصلة على بكالوريوس تجارة جامعة القاهرة، مسئول لجنه المبادرات والمشروعات علي مستوى الجمهوريه لدي الكتلة الشبابية المصرية، ضمن فريق شباب يدير شباب لدي وزارة الشباب والرياضة، وعضو مناهضه التحرش والعنف ضد المرأة جامعه القاهرة سابقا، وكنت مديرة شركه BN لاستيراد الملابس التركي، وأنا الآن مالكة لمطعم H Hala".

وترى هالة أن الإنسان الذى يعرف طريق النجاح، لا يستطيع أن يسلك طريقاً غيره، كاشفة عن نجاحها في كل مكان عملت فيه، وفى كل مهمة أوكلت إليه، بعدها روت قصتها قائلة: "أنا في وقت معين أخدت قرار صعب جداً وهو أن يكون عندي العمل الخاص بي، اتعب فيه كل التعب اللي بتعبه عند غيري، وبيكون هو المستفيد منه أكبر استفادة وأنا بفضل على الهامش، لذا قررت أن أضحي بالمرتب الثابت ويكون  تعبي ليا وأبدا مشروعي اللي ربنا أعلم أنا تعبت فيه قد إيه من أجل نجاحه".

 

وأضافت هالة خالد: "ضحيت بحجات كتير أوى، صعب أن أي بنت في سني  تضحي  بيها، وحطيت مشروعي قدام عيني  وخليته هدفي وده صعب على أي بنت خاصة في المناطق الشعبية، وإنما كان القرار قراري والحمد لله قدرت اصمد أول سنة وذلك لأن البدايات دائما بتبقى أصعب حاجة في أي مشروع".

طبيعة عملها يجعلها تتعرض لمواقف صعبة، ونظراً لكونها فتاة صغيرة السن وجميلة فى ذات الوقت، فقد تعرضت لمعاكسات ومضايقات من الغرباء عن المنطقة، وعن رد فعلها تجاه مثل هذه التصرفات قالت هالة:" أنا كأي بنت اتعرضت لمعاكسات ومضايقات في بداية وقوفي في المطعم، وأي حد كان يتجاوز معى فى الكلام كنت أوقفه عند حده بالآدب".

وتشيد هالة بجدعنة شباب منطقتها قائلا: "كنت شغالة فى أحد الأيام فجاء شاب ووقف أمامي ليسأل عن عمل بدأ بتعريف نفسه، وعندما لاحظ شباب المنطقة حديثه معي وأنا مشغولة فى إعداد إحدي الوجبات، ظنوا أنه يعاكسني، بتجمعوا حوله، وكان هيحصل مشكله كبيرة بما أني بنت منطقتهم، لكن شرحت لهم أن يبحث عن عمل ولا يضايقني، فتم حل المشكلة".

 

تدين هالة بالفضل فى نجاحها بعد توفيق الله عز وجل إلى عائلتها الصغيرة، وخاصة والدتها، وعنها قالت :" أمي كانت الداعم الرئيس بعد ربنا سبحانه وتعالي وكانت بجواري جنباً إلى جنب".

 

 اعتمدت هالة، لإقامة مشروعها على قرض حصلت عليه من أحد البنوك، بجانب مبلغ من المال كانت قد ادخرته خلال فترة عملها فى شركة الملابس التركي، وتخطط فتاة ميت عقبة إلى افتتاح 3 فروع جديدة لمطعها فى المنطقة التى تعيش فيها لتقديم نوعيات مختلفة من الطعام، وذلك بعد انتهاء أزمة فيروس كورونا المستجد التى اضطرتها إلى تأجيل حلهم فى التوسع والانتشار، حيث تطمح  خلال السنوات القليلة المقبلة فى افتتاح عدد من الفروع فى مناطق مختلفة، موضحة أن "فكرة تعدد الفروع من أهم الأسباب بعد ربنا سبحانه وتعالي في نجاح أي مشروع  لأنك بيبقى عندك منافذ بيع متعددة".