رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ريا وسكينة وصلاة الفجر .. تعرف على سر اعتزال معبودة الجماهير

الفنانة الراحلة شادية
الفنانة الراحلة شادية

تحل اليوم ذكرى ميلاد أيقونة الفن، جميلة الجميلات، معبودة الجماهير، دلوعة السينما المصرية كما لقبها النقاد والجمهور، ألقاب كثيرة للفنانة الراحلة شادية التي تعد واحدة من أشهر الفنانات في مصر والوطن العربي، التي تنوعت مواهبها ما بين براعة التمثيل والغناء فقد تميزت بالصوت العذب والإحساس العالي.

 

أخذت الفنانة الراحلة شادية، قرار اعتزالها للفن عندما كانت فى الخمسين من عمرها، ومن ثم ارتدت الحجاب، ووجهت رسالة لجمهورها تعقب فيها سبب اعتزالها للفن في عز نجوميتها ومجدها قائلة،" لأننى في عز مجدي أفكر في الأعتزال لا أريد أن أنتظر حتى تهجرني الأضواء بعد أن تنحسر عنى رويدًا رويدًا..لا أحب أن أقوم بدور الأمهات العجائز في الأفلام في المستقبل بعد أن تعود الناس أن يروني في دور البطلة الشابة".

 

وتابعت، "ولا أحب أن يرى الناس التجاعيد في وجهي ويقارنون بين صورة الشابة التي عرفوها والعجوز التي سوف يشاهدونها، أريد أن يظل الناس محتفظين بأجمل صورة لي عندهم ولهذا فلن أنتظر حتى تعتزلني الأضواء وإنما سوف أهجرها في الوقت المناسب قبل أن تهتز صورتى في خيال الناس".

 

بدأت شادية مسيرتها الفنية عام 1947، وانتهت عام 1984، فقد أخذت قرار الاعتزال، وكرست حياتها فيما بعد لرعاية الأطفال الأيتام، خصوصًا أنها لم ترزق بأطفال. 

      

وفى حوار نادر ووحيد عام 1993 لمعبودة الجماهير عرضه برنامج "معكم منى الشاذلي" على قناة cbc، رَوت خلاله قصة اعتزالها وأعترفت بأن الشيخ الشعراوي كان السبب الرئيس لإتخاذ هذا القرار.

 

قالت شادية خلال الحوار، بإنها كانت ستعتزل الفن قبل تمثيلها مسرحية "ريا وسكينة" التي عرضت عام 1980، وأنها كانت وصلت لمرحلة أن لا شئ يعجبها من الروايات والأغاني التي تعرض عليها.

 

وأضافت معبودة الجماهير، أن عندما ناقشت فكرة الاعتزال مع المخرج حسين كمال، فاجأها بعرضه عليها بالمشاركة في مسرحية جديدة، فاندهشت وقالت له إنها جاءت لتتشارك معه حول فكرة اعتزالها فكيف يعرض عليها أن تقدم عمل مسرحي لأول مرة فى حياتها.

 

 لكن عندما عرض عليها اسم الرواية "ريا وسكينة" انجذبت لها، وأخبرته بموافقتها على تقدم المسرحية، لتصبح العمل المسرحي الوحيد الذى قدمته طوال تاريخها الفني.

 

وأكدت الفنانة الراحلة، أن عملها بالمسرح جعلها تعود إلى منزلها في وقت متأخر من الليل، وتنتظر صلاة الفجر ولم تكن تصليه من قبل، ومن هنا بدأت توبتها ومشوار رحلتها إلى الله، فاعتادت على صلاة الفجر، وإيقاظ والدتها للصلاة معها، ثم تقرأ القرآن وهي تبكي وتدعو الله بأن تحج إلى بيته الحرام.

 

وتابعت، بأنها أحست أن خوض مسرحية ريا وسكينة كانت خيرًا لها، فكانت السبب وراء عودتها متأخرة مما جعلها تُداوم على صلاة الفجر، مما جعلها تشعر بقشعريرة وقت الآذان، فأحست حينها إن هذه رسالة لها من الله للرجوع إليه.

 

وأضافت شادية، أن أثناءهذه الفترة سافرت في رحلة علاجية إلى أمريكا بعد اكتشاف إصابتها بمرض خطير، وبعد عودتها قررت الذهاب إلى المملكة العربية السعودية لأداء مناسك العمرة عام 1985.

 

وأشارت، أن لقائها بالشيخ الشعراوي أثناء أدائها لمناسك العمرة كان بمحض الصدفة فعند نزولها من الأسانسير ليدخل الشيخ ولم يكن يعرفها، فتعرفت هي عليه وقالت له:" عمي الشيخ

أنا الفنانة شادية فرحب بها، فقالت له "أدعيلي ربنا يغفرلي" فقال لها،"إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء".

 

وعلقت على رد الشعراوي لها، قائلة، "أنا اتهزيت من داخلي أول ما سمعت الرد ده منه، وحسيت من عنيه انه حاسس بيا واني عايزة اعتزل فعلاً".

 

وطلب منها "على هيكل" فيما بعد مشاركتها بأداء أغنية دينية في المولد النبوي تحت عنوان " خذ بايدي"، فتحمست ووافقت لتكون آخر أغنية لها، وعقبت عليها قائلة،" أنها شعرت بأمان وراحة في هذه الأغنية لم تشعر به في بقية أغانيها".

 

وفي ليلة الثالث عشر من نوفمبر عام 1986، كان مسرح الجمهورية قد جهز لانطلاق "الليلة المحمدية الأولى"، ووقفت شادية أثناء تقديمها للأغنية بثوب الأبيض.

 

كانت كلمات أغنية "خذ بايدي"، تفيض بمناجاة الرسول صل الله عليه وسلم ،فقد طالبت فيها شادية بأن يأخذ الرسول بيدها إلى طريق الله، وبدأت تلك المناجاة بقولها، "جه حبيبي..وخد بإيدى..قلتله أمرك يا سيدي.. جه وعرفني طريقي وسكتي..وفى هداه وفى نوره مشيت خطوتي ..وفى حماه هلت بشاير فرحتي..والآمان فرد الجناح على دنيتي..قلت يا شموع الأمل حوليا قيدي..جه حبيبي وخد بإيدى فلتله أمرك يا سيدي..أمرك يا سيدي".

أدت شادية الغنوة بدموعها وبكل طاقتها وحواسها، فقد وصلت مدتها إلى 39 دقيقة وهي أطول مدة قضتها شادية في أغانيها، وتعانقت كلمات والحان الأغنية مع صوتها في مناجاة حقيقة تطلب خلالها التوبة والتماس الغفران من الله.

 

وبعد انتهاء العرض نزلت الستار وانفجرت شادية في البكاء، وحينها عزمت على تكريس صوتها للأغاني الدينية فقط، وتم تصنيف الأغنية "بأغنية العام"، وتم اختيار شادية كأفضل مطربة لعام 1986.

 

وفي حوار لمعبودة الجماهير مع الإذاعي إمام عمر عن أمنياتها لعام 1987، أعربت فيه عن أملها في تخصيص جهدها للأغاني الدينية، وبعد مرور ثلاثة أيام على هذا الحوار الإذاعي وقبل إذاعته، أجرت شادية إلى مقدم الحوار إمام عمر مكالمة هاتفية طلبت منه عدم إذاعة الحوار، فقد قررت الاعتزال بشكل نهائي، وأن ليس بمقدورها وعد الجمهور بإنجاز أغنيات دينية ثم التراجع عنه.