رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حلم قاتل..عجوز تفقد حياتها من أجل حلم مبيض محارة

بوابة الوفد الإلكترونية

بين 4 جدران وبعض قطع الأثاث التى تزين المنزل كانت تعيش السيدة الستينية، لا تسمح بدخول أحد إلى منزلها إلا من تعرفه حق المعرفة، بالإضافة إلى شقيقها الذى يحنو عليها بالزيارة على فترات كلما سمحت ظروفه، لكنها لم تكن تعلم أن نهايتها المأساوية على يد من آمنت دخولهم إلى منزلها من أجل خدمتها والعمل على رعاية مصالحها، وأنهما سيكونان آخر ما ستشاهدهما فى تلك الحياة قبل أن تُزهق روحها على يد من قست قلوبهم.

لم يكن جزاء الإحسان إحسانًا فى هذه الواقعة، فكر الزوجان فى سرقة السيدة العجوز التى توفى عنها زوجها منذ عدة سنوات وتسكن بمفردها داخل شقتها، اعتقد الزوجان بأنها الكنز الذى سيكون نافذة تحقيق أحلامهما، خاصة بعدما تعثر الزوج فى مبلغ مالى فشل فى تجميعه ودفعه لأحد السماسرة للسفر للعمل فى إحدى الدول العربية.

«نفسى أسافر كام سنة أكون نفسى وأرجع أعيش ملك» أمنية كانت تجول فى خاطر الزوج الذى يعمل مبيض محارة بمنطقة بولاق الدكرور، وظل يرددها على مسامع زوجته لعلها تجد له مخرجًا ينتشلهما من الفقر المدقع، وتمكنه من السفر الذى يحلم به، ظنًا منه أنه سيجد كنوز الدنيا.

أيام طويلة لم يفارق الحلم رأس الزوجين، يبحثان عن مخرج نحو تحقيق حلم الزوج بالسفر ليعود محققًا أمانيهما، بينما الزوج يجلس على كرسى خشبى متهالك ينفث دخان سيجارته لأعلى قفز فى ذهنه فكرة شيطانية، لترتسم بعدها الابتسامة على وجهه ويطير إلى زوجته يخبرها بالنبأ السار.

«لقيت حل» لم تصدق الزوجة نفسه جهزت كوبين من الشاى بعد أن طلبهما منها الزوج ليشرح لها تفاصيل خطته «الست اللى إنتى بتخدميها هى الحل»، ارتشفت الزوحة رشفة صغيرة من كوبها الممتلئة واعتدلت فى جلستها، وطلبت منه أن يشرح لها كيف وجد فى تلك العجوز الحل والمخرج، أخذ الزوج نفسًا عميقًا امتلأت به رئتاه وراح يخرج الكلمات من بين شفاهه بطريقة منظمة كسلسلة متشابكة مع بعضها، «الست كبيرة فى السن ومحدش بيسأل عليها، هنحطلها سم فى العصير ونسرقها ولامين شاف ولامين دري».

اتسعت حدقة عين الزوحة من هول ما سمعت من زوجها غير مصدقة ما التقطته أُذناها، وطلبت من زوحها سرعة عدوله عن تلك الفكرة التى لن تجلب لهما سوى الخراب والدمار، نهضت الزوجة من جلستها معتقدة بأن الأمر مع زوجها انتهى عن ذلك الحد وأنه لن يفكر بهذا الحلم القاتل مرة أخرى، لكن الزوج استمر يرسم السيناريوهات المختلفة التى تمكنه من الوصول إلى تلك المسنة والحصول على أموالها.

لم يمر سوى يومين وعاد الزوج ليفاتح زوجته فى نفس الأمر ونجح فى إقناعها بأنه لن ينكشف أمرهما، بعد أن شرح لها تفاصيل خطته المحكمة، بدأ الزوجان فى وضع اللمسات النهائية للخطة وتحديد ساعة الصفر لتنفيذ مهمتهما، على أن تبدأ فى الوقت الذى تكون فيه زوجته تنهى متطلبات السيدة العجوز.

أوهمت الزوجة الثلاثينية «الضحية» بأنها منهمكة فى إنهاء احتياجات المطبخ ودست لها السم داخل العصير وخرجت متلونة كالحرباء تطلب منها أن تتناوله، وأنها جهزته لها خصيصًا، لحمايتها من البرد ولم تعتقد المجنى عليها بأن ذلك آخر شىء ستتناوله فى الحياة وأنه فخ صُنع لها سيقودها نحو نهايتها، بدأت السيدة العجوز فى احتساء المشروب ومع كل رشفه تتناولها شعرت بألم فى أمعائها، وفتحت الزوجة باب الشقة لزوجها الذى أسرع تجاه السيدة التى تحتضر وتصارع الموت ووثق أطراف قدميها ويديها بالشال الذى ترتديه لحمايتها من قسوة الجو واستولى على ما وجده من مشغولات ذهبية داخل الشقة وفر هاربًا.

3 أيام مرت على جريمتهما لم يكتشف أمرهم أحد، وباع الزوج متحصلات جريمته بـ 7 آلاف جنية، وبدء يبحث عن 3 آلاف أخرى ليدفعها إلى السمسار كى يُمكنه من السفر حلم حياته الذى

ارتكب فى سبيله جريمة قتل، لكن القدر شأن ألا يفلت الجانيان من عقابهما، وتدخلت عناية السماء لتكشف النقاب عن تلك الجريمة البشعة.

كعادته كل فترة اتصل شقيق الضحية بها على هاتفها لكنه وجده مغلقًا ولا يجيبه أحد، وبعد عدة مرات من تكرار محاولاته فى محادثة شقيقته التى باءت جميعها بالفشل، تسلل الشك إلى داخله بأن مكروهًا قد أصابها، فقدهم إلى إليها ليطمئن عليها، بمجرد أن وصل إلى مدخل العقار ومع صعود درجات السلم النى تقوده إلى شقة شقيقته تسللت رائحة كريهة أزكمت أنفه، ليعلم أنها مصدرها شقة شقيقته، فأيقن بأن مكروهًا أصابها ولم ينجدها أحد.

لم يجد الأخ الأصغر للضحية وسيلة ليكشف بها ما بالداخل سوى كسر الباب، فوجد شقيقته فى حالة تعفن فى مشهد مأساوى يصعب عليه نسيانه «عمرى ما هنسى منظرها وهى ميته»، فهرول إلى قسم شرطة بولاق الدكرور يحرر بلاغًا بمقتل شقيقته، على الفور توجهت قوة أمنية إلى مكان البلاغ لفحصه وكشف ملابساته، وتبين أن الضحية مقيدة اليدين والقدمين وفمها مكمم، مما يؤكد بأنها تعرضت للخنق.

وكشفت معاينة مسرح الجريمة عن فقدان مصوغات ذهبية كانت تتحلى بها القتيلة مع وجود آثار بعثرة بمحتويات الشقة وتم تحريز بقايا عصير داخل كوب زجاجى بمعرفة رجال الأدلة الجنائية.

فريق البحث الذى ترأسه العقيد محمد الشاذلى عكف على فحص المترددين على منزل المجنى عليها وتفريغ كاميرات المراقبة بالشارع الذى يقع به العقار ونجح فريق البحث بعد 6 أيام من التحرى والفحص فى التوصل لهوية المتهمين، حيث تبين أنهما مبيض محارة وزوجته وهما آخر من زار المجنى عليها.

ألقت قوة أمنية القبض على المتهمين اللذين اعترفا بتفاصيل جريمتهما، وقال المتهم إنه يحتاج إلى مبلغ 10 آلاف جنيه يعطيها لسمسار كى يساعده على السفر للعمل بدولة الكويت ففكر فى سرقة قريبته العجوز المقيمة بمفردها منذ 4 سنوات بعد وفاة زوجها وليس لديها أولاد.

وأضاف المتهم أنه وزوجته حددا موعد الجريمة وتوجه قبل الموعد المحدد بيومين واشترى دواء مخدرًا من صيدلية ثم توجهت زوجته لمنزل العجوز حاملة عصير برتقال بداخله المخدر.

وفور تناول القتيلة العصير شعرت بدوار وحالة إعياء واستغلت المتهمة الثانية حالتها وقامت بتسهيل دخول زوجها وقاما بخنقها حتى لفظت أنفاسها الأخيرة واستولى المتهم الرئيسى على 4 غوايش وسلسلة وخاتم ودبلة، واعترف أنه باع جزءًا من المصوغات بمبلغ 7 آلاف جنيه وأخفى الباقى وهاتفًا محمولًا ملك القتيلة بمنزله وأرشد عنها. نعم فعلت كل ذلك من أجل تحقيق حلمى فى السفر!