رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

هل يجوز للمرأة أن تقصر شعرها

بوابة الوفد الإلكترونية

يسأل الكثير من الناس هل يجوز للمرأة أن تقصر شعرها  فأجاب الشيخ عطية صقر رحمه الله رئيس لجنة الفتوى بالازهر الشريف فقال ان من المعلوم أن الجمال محبب للنفس إذا وصف به أى كائن فى الوجود، وله حاسة جعلها المفكرون مستقلة عن الحواس الخمس ، وجالت فى فنونه أقلام الكتاب وآراء الباحثين ، ولا عجب فى ذلك ، فالله جميل يحب الجمال ، كما فى الحديث الذى رواه مسلم .


وجمال المرأة بالذات له خطره وأهميته فى حيلة الأفراد والأمم ، فكم ربط بين جماعتين على أثر إعجاب تَمَّ بزواج ، وكم فرق بينهما إثر تنافس انتهى بقتال ، وكم جدت فى الأسر مشاكل غيرة منه وتحزُّبا ضده ، وكم أطلق ألسنة العشاق بروائع المنظوم والمنثور ، وكم خلدت آثار فى الفن والأدب كان هو ملهمها الأول ، وواضع قصتها ومخرج مشاهدها على مسرح الوجود .
وتجمل الزوجة لزوجها من أهم الوسائل لكمال متعته بها وحبه لها، والحديث الذى رواه ابن ماجه يقول "ما استفاد المؤمن بعد تقوى اللّه خيرا له من زوجة صالحة ، إن أمرها أطاعته ، وإن نظر إليها سرته ، وإن اقسم عليها أبرته ، وإن غاب عنها نصحته فى نفسها وماله " .


ومظاهر التجمل كثيرة، منها جمال الشعر الذى لا ينكر أثره فى إعجاب الرجل بالمرأة، وفى تفنن الشعراء والأدباء فى التغنى والغزل به ، فما حرك أساطيل اليونان قديما فى حرب "طروادة" إلا الشعر المعقوص المضفر بشرائط الذهب لهيلانة الجميلة ، وما سحر البلاط الفرنسى ورجال الأدب والسياسة والدين إلا شعر مدام بومبادور، وما نسى فحل الشعراء فى الجاهلية أن يضمن معلقته غزلا فى شعر كهداب الدمقس المفتل ، وما كان لأمير الشعراء فى العصر الحديث ليلان إلا عند جارة الوادى ، فرعها والدجى .
والإسلام عنى بجمال الشعر: ترجيلا أى تمشيطا ، وتصفيفا أى تنظيما فى ضفائر وغدائر ونحوها ، وتهذيبا بالتقصير والتطويل والتلميع ، وتطييبا بالدهن المعطر والروائح الطيبة ، فهو القائل فى الحديث الصحيح الذى رواه

أبو داود "إذا كان لأحدكم شعر فليكرمه " وهو عام فى الرجال والنساء .
أما قص الشعر للسيدة فليس هناك ما يمنعه شرعا ، فقد كان أزواج النبى صلى الله عليه وسلم يأخذن من شعر رءوسهن حتى تكون كالوفرة، كما رواه مسلم . والوفرة ما قصر عن اللمة أو طال عنها، واللمة ما يلم من الشعر بالمنكبين كما قاله الأصمعى . [ هناك خلاف فى تحديد معنى الوفرة واللمة والجمة موجود فى "نيل الأوطار"ج 1 ص 137 وثلاثيات أحمد ج 2 ص 207 ] وقد قصر أزواج النبى صلى الله عليه وسلم من شعورهن بعد وفاته ، لتركهن التزين واستغنائهن عن تطويل الشعر وتخفيفا لمئونة رءوسهن كما قاله القاضى عياض وغيره ، ولم يكن ذلك فى حياته .


هذا، وقد روى النسائى عن على رضى الله عنه قال : نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تحلق المرأة رأسها . والحلق هو إزالته بالمرة ، وذلك لا يليق بالمرأة فهو من خصائص زينتها ، أو المراد النهى عن حلقه عند المصائب كالحزن على وفاة زوج أو ولد .
لكن محل جواز تقصير شعرها إذا كان بإذن الزوج ، فهو صاحب حق فيه لمتعته ، وألا يكون التقصير بيد رجل أجنبى أو اطلاعه عليه ، وإلا تقصد به التشبه بالرجال ، فالأعمال بالنيات