عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أغنام القمامة.. سم قاتل

بوابة الوفد الإلكترونية

تتغذى على مخلفات المنازل.. ولحومها تمتلئ بالبكتيريا والسموم

أطباء: كثرة تناول اللحوم يسبّب النقرس والضغط والسمنة وأمراض القلب.. و80 جراماً فى كل واجبة يكفى الفرد

هرمونات اللحمة تسبب العقم والسرطان وتضر بالأجنة

السمك والدواجن.. أفضل بديل بروتينى لمرضى السكرى

متوسط أسعار الأضاحى: 4 آلاف للخراف و12 ألفاً للعجول

 

ينتشر سريحة الأغنام فى مناطق عديدة بمحافظات مصر محتلين تلال القمامة لتتغذى أغنامهم من مخلفات البيوت فيوفرون مصاريف الأعلاف وأجمع الأطباء على خطورة تناول اللحوم أغنام القمامة، مؤكدين أن الحيوان إذا أصيب بميكروب فيروسى أو تلوث، فإنه ينقل أمراضاً عديدة إلى الإنسان.

قال جابر محسن، 45 عاماً، من سكان منطقة «الشرقاوية» التابعة لمحافظة القليوبية، إن عدداً من محلات الجزارة يتفقون من نبيشة القمامة كل موسم على إعطائهم الكثير من الأغنام الصغيرة قبل عيد الأضحى المبارك بـ7 أشهر لتغذيتها على أكوام القمامة لتوفير شراء الأعلاف.

وأضاف عند إصابة أحد الأغنام بمرض ما يذبحون ما يقترب من الموت فى مجازرهم الخاصة ثم يبيعونه إلى المواطنين على هيئة لحوم مفرومة وسجق بلدى ويتم توزيع اللحوم المتبقية على محلات «اللحوم الجاهزة» لبيعها.

وأكد على عبدالرحمن، 30 عاماً من سكان شبرا الخيمة، أن الأغنام التى تتغذى على أكوام القمامة كارثة بكل المقاييس فهى تأكل مخلفات وبالتالى لا فرق بينها وبين لحوم «الخنازير»، وقال: أصيب بمرض الدودة الشريطية بعد تناول لحوم خروف اشتريته من راع علمت فيما بعد أنه يغذى أغنامه على مخلفات المنازل المكدسة فى تلال القمامة.

وأوضح سمير غنيم مربى حيوانات بمزرعته الخاصة بالقليوبية، أن تكلفة الخروف الذى يتغذى على أكوام القمامة لا يكلف الراعى أى أموال لأنه لا يشترى القمامة ولا ينفق على الغنم سوى عندما يصاب بأمراض ويظهر عليها أعراض التعب الشديد التى تؤدى إلى الموت، مضيفاً أن «الخروف» الواحد الذى يأكل الأعلاف الصحية يتكلف شهريًا أكثر من 300 جنيه بالإضافة إذا أصيبت بميكروب من إهمال النظافة الخاصة بها يحتاج إلى علاج والأسعار تختلف حسب نوع المرض.

وتابع «غنيم» أن سعر الكيلو من لحم الأغنام المتربية على أكوام القمامة لا يتخطى الـ30 جنيهاً بالإضافة أن لا يوجد طعم ولا لون لتلك اللحوم، ويبلغ سعر كيلو لحوم الأغنام التى تم تربيتها على الأعلاف 75 جنيهاً، وأن هناك مربى أغنام معدومى الضمير يضيفون بودرة السيراميك على الأعلاف لزيادة وزن الأغنام فى أسرع وقت.

وأشار غنيم إلى أن لحوم الأضحية من المزارع التى يشرف عليها الطب البيطرى يصل سعر كيلو اللحوم البقرى من 50 إلى 53 جنيهاً، والجاموسى من 40 إلى 45 جنيهاً، والخراف من 55 إلى 65 جنيهاً، والماعز من 65 إلى 70 جنيهاً، وتلك هى أسعار اللحوم صحيًا على المواطنين.

وقال فكرى عامر 55 عاماً تاجر أغنام من منطقة المطرية، إن الأضاحى تعتبر أهم شعائر عيد الأضحى المبارك، حيث يذهب المصلون صباحاً للمساجد، لصلاة العيد، يتوجهون إلى الجزارين، لذبح الأضاحى الخاصة بهم، ويقوم صاحب الأضحية بتوزيع لحم الأضحية على الفقراء والمساكين والمقربين والأحباب.

وتابع «عامر»: أن كثيراً من المواطنين يشتركون فى شراء أضحية واحدة.

وأوضح عز مصطفى 60 عاماً صاحب محل جزارة بمنطقة المطرية، أن ثمن الخروف تتراوح بين 4500 إلى 7000 جنيه بحسب الوزن وقيمة العجول تتراوح بين 12 ألفاً و20 ألفاً بحسب الأعمار، وقيمة الماعز تبلغ 950 جنيهاً إلى 7 آلاف جنيه بحسب الوزن.

وتابع «مصطفى» أن سعر اللحم الجملى مذبوح يتراوح بين 95 إلى 105 جنيهات للكيلو أما سعر كيلو لحم الضأن يتراوح بين 85 و150 جنيهاً حسب العمر.

تحذير

حذر أطباء من الإكثار من تناول اللحوم الحمراء والوجبات الدسمة.

وقال الدكتور محمد نصر، أستاذ طب وجراحة أمراض القلب بالمعهد القومى، ونقيب أطباء الجيزة، إن مرضى القلب والشرايين وارتفاع ضغط الدم عليهم تجنب تناول اللحوم الحمراء والابتعاد عن تناول الكبد قدر المستطاع، قائلاً: «هذه اللحوم غنية جداً بالكولسترول ويفضل استبدالها باللحوم البيضاء، مثل صدور الدجاج ولحم السمك وفى حال تناول اللحوم الحمراء ويجب تناولها بكميات محدودة».

وتابع «نصر» تناول اللحوم الحمراء بشكل كبير يوميًا يعرض الإنسان السليم للإصابة بأمراض مثل النقرس و«ارتفاع حمض اليوريك فى الدم» وضغط الدم والسمنة والسكرى وأمراض القلب والشرايين وغيرها من الأمراض.

قال الدكتور سعيد متولى إخصائى تغذية، إن بعض مربى الحيوانات يستخدمون الحقن المهرمنة لزيادة معدل نمو الماشية، وبقايا تلك الهرمونات تظل داخل اللحوم والأحشاء الداخلية للذبائح، وأغلب تلك الهرمونات مسرطنة.

وأضاف: «تناول اللحوم التى تحتوى على الهرمونات تسبب تغييرات عديدة فى جسم الإنسان، فتؤدى إلى سرعة بلوغ الإناث وتأخر البلوغ عند الشباب وضعف القدرة الجنسية عند الرجال والعقم عند الجنسين، وحدوث تأثيرات ضارة على الأجنة أثناء مراحل الحمل، مؤكداً أن اللحوم المهرمنة تصيب الجسم بأمراض سرطانية مثل سرطان الثدى والرحم والكبد.

وأضاف «متولى»: أن الحيوان إذا أصيب بميكروب فيروسى أو تلوث ينقل أمراضاً مختلفة إلى الإنسان، مؤكدًا أن الحيوانات التى يتم ذبحها داخل المجازر يشرف عليها أطباء بيطريون وتعتبر تلك اللحوم هى أكثر أماناً.

وأشار «متولى» إلى أنه فى الآونة الأخيرة ظهرت أنواع عديدة من الماشية ذات أحجام غير طبيعية ومختلفة عن المألوف وكان المتسبب الرئيسى هو حقن الحيوانات بهرمونات شديدة الخطورة، بالإضافة إلى الأغذية المهرمنة لافتًا أن الهرمونات تحفظ المياه بنسب متفاوتة بجسم الحيوان وهذا يعنى تحول أحجام الماشية من الطبيعى إلى المهرمن الضخم لزيادة وزنه، عند تناول الإنسان أطعمة مهرمنة

أو مضافاً إليها هرمونات تسبب خلل الهرمون الطبيعى لأعضاء الجسم البشرى لأنها تساعد على زيادة هرمونات متواجدة بالفعل فى جسم الإنسان فتتسبب بتلف إفرازات الغدة الدرقية.

وأضاف الدكتور مجدى عزمى، أستاذ ورئيس وحدة التثقيف الغذائى بالمعهد القومى للتغذية، أن اعتماد مربى الحيوانات على اطعام الماشية من مخلفات القمامة يأتى بالكوارث العديدة على صحة الإنسان، لافتًا أن الأمراض تتعدد أنواعها حسب نوع التلوث الفيروسى داخل جوف الحيوان.

وأوضح «عزمى» أن أزمة تلوث اللحوم التى تنمو على أكل القمامة تحتاج إلى تحاليل طبية لتحديد نوع التلوث الفيروسى الذى أصابها ثم يتم تحديد الأمراض، لافتًا أن المواطنين إذا قرر ذبح الحيوانات فعليهم التأكد من مربى الماشية أنها سليمة ولم تتغذ على قمامة.

أما عن مرضى السكرى فيقول الدكتور مجدى أسامة إخصائى باطنة فى منطقة الزاوية الحمراء، إن مريض السكرى لديه نظام غذائى يجب أن يلتزم به طوال العام ولا يتغير إلا إذا كانت هناك ظروف خاصة كالصيام أو القيام بمجهود بدنى شاق لكن فى الظروف الاعتيادية يجب أن يكون النظام الغذائى واحدًا على مدار العام، والالتزام بهذا النظام ضرورى جدًا».

وأضاف إذا رغب المريض فى تناول اللحوم الحمراء فعليه تناول الأجزاء التى لا تحتوى على نسب عالية من الدهون ونزع الدهون عن اللحم ويفضل الاستعاضة عنها باللحوم البيضاء والأسماك، وعن الكميات المسموح للفرد تناولها من اللحم نصح الشخص السليم بتناول ما يقارب 80 جرامًا فى الوجبة والاعتدال فى الوجبات الغدائية.

وكشف الدكتور أسامة أن جسم الإنسان لديه احتياج محدد للسعرات الحرارية وأى زيادة عن احتياجه فتتحول إلى دهون وتتراكم فى جسم الإنسان ما يؤدى إلى السمنة، مؤكدًا أن الإفراط فى البروتينات يمكن أن يؤدى لمشكلات صحية للمصابين بمرض النقرس ويزيد نسبة أعراض مرضهم، وحذر من تناول لحوم الأحشاء الداخلية للذبائح مثل القلب والكبد والمخ وغيرها، لافتاً إلى أنها تحتوى على نسبة عالية من الكولسترول، ناصحاً بالاعتدال فى تناولها دون إفراط كما يجب تناول الخضراوات والفواكه إلى جانب اللحوم لتحقيق توازن غذائى.

مطلوب رقابة

طالب الدكتور فهيم شلتوت، أستاذ صحة اللحوم بكلية الطب البيطرى بجامعة بنها، بضرورة تعاون مديرية الطب البيطرى مع الشرطة والمحليات والصحة والبيئة والزراعة فى الرقابة على مربى الأغنام لمنع انتشار الأمراض وعلى رأسها الدودة الشريطية والسرطان، والكثير من الأوبئة المتعددة التى تنتشر بين العديد من المواطنين بسبب تناول اللحوم الأغنام التى تآكل من أكوام القمامة دون رقابة إلى المناطق الشعبية.

وأكد «شلتوت» أن الكوارث التى يفعلها سريحو الغنم يعرض الثروة الحيوانية لخطر ويتسبب فى نقل الأوبئة بين المواطنين، مطالبًا من إدارات الطب البيطرى أن تعمل تكثيف دورها فى التصدى لهم وإصدار نشرات توعية وتنظيم حملات تفتيش مستمرة على مربى الأغنام خصوصاً فى الأماكن ذات الكثافة السكانية المرتفعة مثل «إمبابة والزاوية الحمراء والمطرية وشبرا الخيمة والخصوص وبشتيل والبراجيل بالنسبة لمحافظة القاهرة والجيزة والقليوبية».

وأضاف الأغنام التى ترعى على القمامة تمتلئ لحومها ممتلئى بالتلوث البكتيرى والعناصر الثقيلة الرصاص والزنك والعديد ما يتيح سموم القمامة تتغلغل داخل أنسجة اللحوم وعند تناولها تصيب الجسم البشرى بأخطر الأمراض مثل السرطان تليف الكبد، وتشوه الأجنة، مطالبًا المواطنين بزيارة المزرعة قبل شراء الأغنام للتأكد أنها كانت تأكل أعلافاً صحية.

ووصف «شلتوت» للمواطنين العلامات البدائية للتعارف على صحة الأغنام وكيفية التأكد من إصابتها بالأمراض وهى كالآتى إسهال مستمر، اصفرار فى العين، إفرازات مستمرة من الفم، إذا توفر هذا العلامات الخطيرة فيجب على المشترى الابتعاد فورًا عن الحيوان لأنه مصاب بالعديد من الأمراض الخطيرة على صحة الإنسان.