عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

دموع خائنة.. زوج يكشف زواج زوجته يوم الزفاف.

بوابة الوفد الإلكترونية

وجوه منطفئة، أجساد منهكة، روائح لا تكاد تميز بعضها، عرق، عطب، عطور غالية الثمن وأخرى رخيصة، أطفال تتعالى صرخاتهم، فتمتزج بنداءات بائع شاى عشرينى يتسلل كالزئبق بين الجموع المتلاحمة، وصوت حاجب يحاول فرض الهدوء على أرجاء المكان، وسط هذا المشهد الذى تغيب عنه الابتسامة جلس الزوج الثلاثينى، صحب الوجه المشرب بصفرة الحزن والتعب، والهندام المرتبك، واضعًا رأسه المثقل بالهموم بين راحتيه، على كرسى يقاوم السقوط، لا يستره سوى بطانة مهترئة، يجلس يتصفح أعين الناس خِفية، خشية أن تصطدم عيناه بأعينهم فيعرفون قصته التى حنت ظهره، وصمة العار التى لن تفارقه طيلة حياته، ولم يُفقه من شراد ذهنه ومن دوَّمة التفكير سوى صوت الحاجب يبشره بقرب المثول أمام القاضى.

يقول الزوج فى بداية حديثه: «الصدفة وحدها هى من جعلتنى أدرك كم كنت زوجًا ساذجًا، عشت مخدوعًا مع امرأة أحاطت بها خطيئتها، وتملك الشيطان من قلبها وعقلها فزيَّن لها سوء عملها، وجعلها تستسلم لشهواتها ورغباتها الجامحة».

يصمت الزوج للحظات ثم يكمل بصوت مرتعش سرد قصته: «بعد أن أنهيت دراستى الجامعية حصلت على عقد عمل بإحدى الدول العربية، استمريت خارج البلاد حوالى 10 سنوات، استطعت خلالها ادِّخار مبلغ مالى كبير، قمتُ بإرسال المبلغ لوالدتى لشراء شقة وتأثيثها.. ولم يتبقَ لى غير الاستقرار واختيار شريكة حياتى، وفى هذه الأونة رشَّح لى أحد المعارف فتاة تقطن منطقتى نفسها.. قابلتها وأعجبت بها، وعلى الفور تقدمت لخطبتها وفى غضون أشهر عدة تم عقد القرآن والزفاف».

يواصل الزوج حديثه بنبرة منكسرة: «لم يكن بمخيلتى أن يتحول أجمل يوم فى حياتى إلى أسود يوم فى عمرى.. لم أتوقع أن يكون تاريخ زفافى هو التاريخ ذاته الذى أعلن فيه للجميع أننى خُدعت من قِبلِ زوجتى. يستجمع الزوج مشاهد تلك الليلة قائلًا: «ارتباكها فى هذه الليلة تجاوز الحد المسموح به، لكننى هوَّنت الأمر على نفسى والتمست لها الأعذار، لكن بكاءها المتواصل أثار الكثير من التساؤلات، فما كان منى إلا أن أقوم بتهدئتها.. وعمَّ الصمت أجواء المكان، بعدها قطعت أجواء الصمت بعبارات نزلت على كالصاعقة، أخبرتنى أنها تعرضت للاغتصاب وأنها ليست بكرًا، طُرحت أرضًا من هول ما سمعت، وبعدها قررت أن أستر عليها وأكتم بصدرى».

يعود الزوج برأسه للخلف ويسحب الهواء حتى يمتلئ صدره قائلًا: «وبعد مرور شهر على زواجنا أخبرتنى زوجتى أنها حامل فى شهرها الأول، غمرتنى السعادة، وتفاغلت عمَّا حدث، بعدها بدأت تطالبنى بالعودة مرة أخرى

للعمل فى الخارج، وتلح فى طلبها بشدة، لكننى رفضت، لأكون فى استقبال طفلى الأول، لكن العاصفة وقعت بعد أربعة أشهر من الزواج.. حيث داهمت آلام الولادة زوجتى وكان الأمر غريبًا.. هرولت بها على الطبيب المعالج وكانت المفاجأة القاسية، أكد الطبيب أن الولادة طبيعية، وأنها أنجبت بعد تسعة أشهر بالتمام والكمال.

وأضاف الزوج: «طعنتنى فى رجولتى، وأنجبت طفلًا يحمل اسمى، تستحق أن تُرجم فى ميدان عام، لو لم تنكشف الحقيقة أمامى كنت سأظل الرجل المخدوع، أول خُطوة خطيتها إلى المنزل علَّنى أجد ما يثبت خياتها، وبالفعل عثرت على ورقة زواجها العرفى من حبيبها الأول.. وكانت صدمتى الأكبر أن تاريخ عقد الزواج العرفى قد سبق زواجنا بأشهر عدة، أى أنها نجحت فى خداعى، وكانت على علاقة غير شرعية بشخص آخر، وليس كما ادَّعت أنها ضحية لحادث اغتصاب، وقعتُ ضحية لزوجة خائنة لا تعرف الرحمة.

تابع الزوج: «ما أقسى أن تفقد بين ليلة وضحاها شرفك وكرامتك، أن تنظر حولك فتجد البيت الذى ضحَّيت براحتك ليظل مفتوحًا قد أصبح خاويًا على عروشه، وتفوح منه رائحة العار والألم، لا أعرف لماذا فعلت بى هذا بعد أن سترت عليها، وصدَّقتها، وغفرت لها، وتغافلت عمَّا سردته لى، أنهى الزوج حديثه بوجه أشاخه الحزن: «لم أجد ملجأ سوى القضاء، لأقدم شكواى، وأرفع دعوى زنا ضد زوجتى، وإنكار نسب الطفل، التى كانت زوجتى تحاول أن تنسبه لى، وأكمل مستهزئًا ساخرًا، حرام أقول عليها زوجتى».

انتهى الأمر بقرار المحكمة بفسخ عقد الزواج الرسمى، وإنكار نسب الطفل، وإعادة القضية إلى النيابة لاتخاذ الإجراءات القانونية كافة تجاه الزوجة المخادعة.