رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

على بن أبى طالب

بوابة الوفد الإلكترونية

أبو الحسن على بن أبى طالب الهاشمى القُرشى ابن عم النبى محمد بن عبدالله وصهره، من آل بيته، وأحد أصحابه، هو رابع الخلفاء الراشدين عند السنة وأحد العشرة المبشرين بالجنة وأوّل الأئمّة عند الشيعة.ولد فى مكة وتشير مصادر التاريخ إلى أن ولادته كانت فى جوف الكعبة، وأُمّه فاطمة بنت أسد الهاشميّة. أسلم قبل الهجرة النبويّة، وهو ثانى أو ثالث الناس دخولا فى الإسلام، وأوّل من أسلم من الصبيان. هاجر إلى المدينة المنورة بعد هجرة الرسول بثلاثة أيّام وآخاه النبى محمد مع نفسه حين آخى بين المسلمين، وزوجه ابنته فاطمة فى السنة الثانية من الهجرة.

شارك على فى كل غزوات الرسول عدا غزوة تبوك حيث خلّفه فيها النبى محمد على المدينة. وعُرف بشدّته وبراعته فى القتال فكان عاملاً مهماً فى نصر المسلمين فى مختلف المعارك وأبرزها غزوة الخندق ومعركة خيبر. لقد كان على موضع ثقة الرسول محمد فكان أحد كتاب الوحى وأحد أهم سفرائه ووزرائه.

بويع بالخلافة سنة 35 هـ (656 م) بالمدينة المنورة، وحكم خمس سنوات وثلاثة أشهر وصفت بعدم الاستقرار السياسى، لكنها تميزت بتقدم حضارى ملموس خاصة فى عاصمة الخلافة الجديدة الكوفة. وقعت الكثير من المعارك بسبب الفتن التى تعد امتدادا لفتنة مقتل عثمان، مما أدى لتشتت صف المسلمين وانقسامهم لشيعة على الخليفة الشرعى، وشيعة عثمان المطالبين بدمه على رأسهم معاوية بن أبى سفيان الذى قاتله فى صفين، وعائشة بنت أبى بكر ومعها طلحة بن عبيد الله والزبير بن العوام الذين قاتلوه فى يوم الجمل بفعل فتنة أحدثها البعض حتى يتحاربوا؛ كما خرج علي على جماعة عرفوا بالخوارج وهزمهم فى النهروان، وظهرت جماعات تعاديه وتتبرأ من حكمه وسياسته سموا بالنواصب ولعل أبرزهم الخوارج. واستشهد على يد عبدالرحمن بن ملجم فى رمضان سنة 40 هـ 661 م.

اشتهر على عند المسلمين بالفصاحة والحكمة، فينسب له الكثير من الأشعار والأقوال المأثورة. كما يُعدّ رمزاً للشجاعة والقوّة ويتّصف بالعدل والزُهد حسب الروايات الواردة فى كتب الحديث والتاريخ. كما يُعتبر من أكبر علماء فى عصره علماً وفقهاً إنْ لم يكن أكبرهم على الإطلاق كما يعتقد الشيعة وبعض السنة، بما فيه عدد من الفرق الصوفيّة.

فى اليوم الذى عزم فيه الرسول على الهجرة إلى يثرب، اجتمع سادات قريش فى دار الندوة واتفقوا على قتله، فجمعوا من كل قبيلة شابًا قويًا وأمروهم بانتظاره أمام باب بيته ليضربوه ضربة رجل واحد فيتفرق دمه بين القبائل. جاء المَلَك جبريل إلى محمد وحذره من تآمر القريشيين لقتله، فطلب النبى محمد من على بن أبى طالب أن يبيت فى فراشه بدلا منه ويتغطى ببرده الأخضر ليظن الناس أن النائم هو

محمد وبهذا غطى على هجرة النبى وأحبط مؤامرة أهل قريش. وفى بعض الروايات أنه سأل أصحابه من يبيت على فراشه فلم يجبه إلا عليا ثلاثاً، ويعتبر على أول فدائى فى الإسلام بموقفه فى تلك الليلة التى عرفت فيما بعد «بليلة المبيت»؛ ويروى المفسرون الشيعة فى تفسير الآية القرآنية: «وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِى نَفْسَهُ ابْتِغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ وَاللّهُ رَؤُوفٌ بِالْعِبَادِ» أنها نزلت فى على بن أبى طالب حين نام فى فراش الرسول، كان محمدا قد أمره أن يؤدى الأمانات إلى أهلها ففعل، حيث كان أهل قريش يضعون أماناتهم عند محمد. وكانوا فى مكة يعلمون أن عليا يتبع محمدا أينما ذهب، لذا فإن بقاءه فى مكة بمثابة تمويه لجعل الناس يشكون فى هجرة النبى لاعتقادهم بأنه لو هاجر لأخذ علي معه. بقى على فى مكة ثلاثة أيام حتى وصلته رسالة محمد عبر رسوله أبى واقد الليثى يأمره فيها بالهجرة للمدينة.

خرج على للهجرة إلى المدينة وهو فى الثانية والعشرين من عمره، وحسب رواية ابن الأثير فى أسد الغابة فقد خرج على وحيدا يمشى الليل ويكمن النهار بينما تذكر مصادر أخرى أنه اصطحب ركبا من النساء هن: أمه فاطمة بنت أسد وفاطمة بنت محمد وفاطمة بنت الزبير وزاد البعض فاطمة بنت حمزة بن عبدالمطلب أو ما سمى بـركب الفواطم. ولم تمض غير أيام قليلة حتى وصل على إلى قباء حيث انتظره الرسول بها ورفض الرحيل قبل أن يصل على الذى كان قد أنهكه السفر وتورمت قدماه حتى نزف منهما الدم. وبعد وصوله بيومين نزل على مع الرسول إلى المدينة. حين وصل الرسول إلى المدينة قام بما عرف بمؤاخاة المهاجرين والأنصار وآخى بين على وبين نفسه وقال له: «أنت أخى فى الدنيا والآخرة».