رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رمضان.. جهاد للنفس وتعلم للصبر وطريق جديد للطاعات

بوابة الوفد الإلكترونية

«العواري»: شهر القرآن..  و«مرزوق»: دعوا قول الزور والعمل به

 

شهر رمضان هو الأقرب إلى قلوب المسلمين خلال العام الهجرى، أكثر الأيام روحانية وإيمانًا، فالجميع يرغب فى اقتناص الفرصة والتقرب إلى الله ، فهو شهر الطاعات والعمل الطيب، يكثر فيه المسلمون من الصلاة وأداء العبادات.

 

 «الوفد» سألت علماء الأزهر عن فضائل الصيام وشهر رمضان وأفضل طريقة لاقتناص فرصة الشهر المبارك فكانت اجاباتهم.

قال الدكتور عبدالفتاح العواري، عميد كلية أصول الدين جامعة الأزهر بالقاهرة، إن شهر رمضان شهر القرآن اختصه الله بكثير من المزايا والعطايا التى لم تكن لغيره من الشهور فكان بهذه المزايا سيد الشهور ولقد ابتدأ الله هذا الشهر بنزول القرآن على النبى محمد عليه الصلاة والسلام، وكان عطاء الله فى القرآن للبشرية أعظم منه لأنه الكتاب الذى انزله الله على سيدنا محمد ليخرج به الناس من الظلمات إلى النور بإذن ربهم فكان نبراسًا للحياة.

وأضاف العواري، فى تصريحه لـ«الوفد»، أن شهر رمضان جعل الله صيام نهاره فريضة وقيام ليله تطوعًا فمن تطوع فيه بخصلة من الخير كان كمن أدى فريضةً فيما سواه ومن أدى فيه فريضة كان كمن أدى سبعين فريضةً فيما سواه، وهو شهر الصبر وثواب الصبر الجنة والمسلم فى رمضان يجاهد نفسه ويمتنع عما أحله الله له من الطيبات من أجل تهذيب النفس كى تصفوا وتعلوا وتسموا بهذه المجاهدة يعرف المرء منزلته وقدره فى ميزان الإيمان الصادق؛ لأنه كلما احتمل مشقة الصوم زادت منزلته عند الله تبارك وتعالى.

وتابع: حينما أوجب الله الصوم على عباده المؤمنين من أمة محمد لم يجعله تنفرد به هذه الأمة إنما فرض عليها ما أوجبه على الأمم كلها؛ لأن التكاليف الشرعية متى عمت هانت، وهناك فرق كبير بين أبٍ يكلف أحد أبنائه باحتمال المشاق ويترك الآخرين بلا تعب ولا كد يتنعمون وبين أبٍ يوزع التكاليف والواجبات على سائر أولاده، مبينًا أن الذى يشعر بالراحة من جعل التكاليف موزعة على الأولاد جميعًا والآخر شق على واحدٍ وأراح الآخرين، ومن هنا كانت التكاليف الشرعية فى الصوم عامة وليست خاصة، ليست بدعة فى أمة الإسلام وإنما كانت فى الأمم قبلنا، قال تعالى: «يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون»، إذا المسلم الذى يجاهد نفسه ويمتنع عما أحله الله له ويجاهد جوارحه فيمتنع عن المعاصى ويحتجب عن الذنوب هو مسلم قد نجح فى ميدان الجهاد الصغير فمن باب أولى متى أراده وطنه ومجتمعه ودينه أن يكون جنديًا مدافعًا عنه سينجح لأنه نجح فى الميدان الصغير وهو صبره ساعات من نهار على الصوم والمعاصي، وهذا هو المغزى الحقيقى من الصوم، ما كان لله وهو أرحم بعباده من الوالدة على ولدها أن يعذبنا بالصيام، وإنما أراد أن يهذبنا ليمتحن قدراتنا فتصقل قدراتنا فنصبح أهلًا لتحقيق الخلافة فى الأرض.

وأوضح عميد كلية أصول الدين والدعوة بجامعة الأزهر، أنه يجب على الإنسان أن يغتنم هذا الشهر ويمتنع عن كل ما حرمه الله لأنه محال أن يصوم العبد عن الطعام والشراب ويده تمتد إلى الرشوة والاختلاس، وكذلك المشى إلى مواطن الشبهات، وشهادة الزور وأكل أموال الناس بالباطل، لحديث النبى صلى الله عليه وسلم: «من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة فى أن يدع طعامه وشرابه»، وكذلك ألا يكون يرتكب أمورًا بمسمى الكسل والخمول فيقصر فى أداء الواجبات التى نوطت به كعمل أو وظيفة، بل عليه أن يكثف عمله ويكون أكثر إنتاجًا فى الصيام أكثر منه فى غير الصيام؛ لأنه يكون فى الصيام قوى الروح والقلب والإيمان، لأن للصوم بركة فى الزمن والصحة وبركة فى العمل والعبادة فيجب عليهم أن يحققوا هذه البركة ليعود عليهم النفع وعلى وطنهم الذى يعيشون فيه، أما بالليل فعلى العبد قراءة القرآن والتهجد والقيام والتراويح ويجعل له وردًا مع الذكر، فبذلك يحقق ما أراده الله له  تصديقًا لقول النبى صلى الله عليه وسلم: «من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، ومن قام رمضان إيمانًا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر».

وعن أحب الأعمال إلى الله

تعالى فى هذا الشهر قال العواري، أقرب الأعمال وأحبها بعد قيام العبد بفريضة الصيام فى النهار كثرة الصدقات على الفقراء والمساكين، وإطعام الطعام وإفشاء السلام، وهما أمران ملازمان لا ينبغى للصائم أن يكون مترفًا فى النعم وهناك أناس لا يجدون القوت الضروري، مشيرًا إلى حديث النبى عليه الصلاة والسلام الذى قال فيه: «والله لا يؤمن والله لا يؤمن والله لا يؤمن، قيل من يا رسول الله قال من بات شبعان وجاره إلى جاره جائع»، فيجب علينا أن نجعل فى موائدنا وقوتنا جزءًا ليس بهين يدفع إلى اليتامى والأرامل والمحتاجين  كى يعيشوا جوًا إيمانيًا مثل الذين أعطاهم الله النعم الوفيرة، بالإضافة إلى كثرة قراءة القرآن والاستغفار والذكر والبعد عن مجالس اللهو والغيبة والنميمة وألا تقضى الأسر ليلها أمام المسلسلات الهابطة والأفلام الهدامة، وإنما على النفس أن تنشغل مع الله فى هذا الشهر وتحقيق مراده فينا والانشغال بالذكر فى الليل والنهار، حتى يخرج المرء وهو رابح وفائز منه.

بدوره قال الدكتور مختار مرزوق، العميد السابق لكلية أصول الدين بأسيوط، إن لشهر رمضان فضائل كثيرة أولها أنه الشهر الذى أنزل الله فيه القرآن، قال تعالى: «شهر رمضان الذى أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان»، وهو الشهر الذى اختصه الله بفريضة الصيام، ومن هنا فإن الإنسان فى رمضان يجمع بين فريضة الصلاة والصيام، وإذا قام بعمرة فإنه يجمع ثواب الحج معهم لقول النبى صلى الله عليه وسلم: «عمرة فى رمضان تقضى حجةً معي»، وإذا أدى المسلم حقوق شهر رمضان فإنه يستطيع أن يجمع بين أركان الإسلام جميعها.

وعن فضائل شهر رمضان أوضح «مرزوق» أن النبى صلى الله عليه وسلم كان يخصه بمزيد من العبادة قبل البعثة وبعدها، كان النبى صلى الله عليه وسلم أجود ما يكون فى شهر رمضان.

وتابع: لكى يغتنم الإنسان شهر رمضان عليه أن يستعد له قبل موعده، بأن يستعد استعدادًا نفسيا لطاعة الله عز وجل، وكان بعض السلف إذا ما دخل عليه شهر رجب يقول اللهم بارك لنا فى رجب وشعبان وبلغنا رمضان، فعلى المسلم أن يعزم على التوبة قبل مجيء شهر رمضان، وعليه أن يصوم ويقوم حقًا، لقوله صلى الله عليه وسلم «من صام رمضان إيمانًا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه، ومن قام رمضان إيمانا غفر له ما تقدم من ذنبه».

وبين أن أحب الأعمال إلى الله

فى هذا الشهر هو الصيام الصحيح بالبعد عن الكذب والغيبة والنميمة وما إلى ذلك، والمحافظة على صلاة التراويح، والإكثار من قراءة القرآن الكريم، وعلى الإنسان أن يبتعد عن الأعمال والأحاديث السيئة، لقوله صلى الله عليه وسلم: «من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة فى أن يدع طعامه وشرابه».