عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

جلاد الموت..راعي الأغنام يعذب طفلا حتي الموت

بوابة الوفد الإلكترونية

كعادته يودع أمير ابن الأحد عشرعامًا عاما والدته فى الصباح ويتوجه إلى منزل «رجب. م» حيث يعمل معه فى رعى الأغنام ليجلب لوالدته بضعة جنيهات قليلة لا تكفيها ليوم واحد، لكن الأم ارتضت بدلا من لهوه فى الشارع وجلب المشكلات لها، لكن ثمة تغيرا طرأ على السيناريو اليومى المعتاد للطفل ووالدته، ليعود إليها ملفوفا فى كفنه الأبيض بدلا من ابتسامته التى تملأ عليها حياتها. وتجعلها تتحمل مرارة الحياة وقسوتها.

منذ نعومة أظافره لم يتمتع الطفل الصغير باللعب فى الشارع مع من هم فى نفس عمره، فكان العمل والبحث عن مصدر رزق يعين والدته على مواجهة ظروف الحياة خاصة بعد وفاة والده وترك مسئولية الأبناء لها، فى ظل ظروف معيشية صعبة وغلاء أسعار يعجز عن مواجهته الكثير من الموظفين. وبالفعل عثر على عمل راع للأغنام لدى أحد الفلاحين وكان راضيًا قانعا بما يعود إليه من أموال تكاد تكفيه وأمه بالكاد.

مع بداية شروق الشمس صار أمير بصحبة رجب يرعيان الغنم فى الحقول الزراعية، إلا أن الأخير طلب منه أن يحافظ عليهم حتى ينهى مشواره الخاص ويعود إليه بعد عدة ساعات «ورايا مشوار هخلصه وأجيلك»، سار الطفل بجوار الغنم والماعز يدندن ما يحفظه من الأغانى التى تنسيه هم الوقت ويزيح بها عن نفسه ما يحمله فى صدره من شقاء وعناء وحزن بغضبه من الدنيا وربما أحيانا يتساءل لماذا أنا هكذا دون جميع الأطفال ولكن فى النهاية يستسلم لقدره المحتوم مع الأغنام وينهى يومه بسلام ويعود وينام نوما عميقا ثم يعود لمواصلة عمله. مع نهاية اليوم وغروب الشمس عاد «رجب» ليساعد أمير فى حراسة الغنم حتى يوصلاها إلى الحظيرة، والاطمئنان عليها والعودة فى الصباح ليعيدا الكرة، بمجرد أن وصلت الغنم إلى الحظيرة لاحظ صاحبها نقص عددها وبعدها اختفت 3 أغنام، لم يجد أمامه سوا الطفل الصغير المكلف بحراستها واتهمه بسرقتها أو إضاعتها «وديت الغنم فين».

لم تشفع صرخات الطفل وبكاؤه فى نجدته من يد صاحب الغنم، الذى لقنه علقة ساخنة كى يفصح له عن مكان الأغنام، لكن لم تكن العلقة كافية بالنسبة لصاحب الأغنام وأحضر حبلا وعصا خشبية «خرزانة» وظل يوسعه ضربًا وكأنه جماد سيتحمل للنهاية وواصل والركل بالأقدام، حتى خارت

قوى الطفل وأسلم روحه إلى بارئها، ومع استمرار ضربه لاحظ جلاده بأنه توقف عن الحركة والبكاء «انت مبتنطقش ليه»، رد عليه فين الغنم وقف الشاب مكانه ينظر إلى الجثة وأخيرًا تأكد أنه أسلم الروح بدأ يفكر فى حل للهروب من العقاب بعد أن ارتكب جريمته.

حمل الشاب جثة الطفل الصغير إلى مستوصف خيرى بالقرب من منطقة ارتكابه الجريمة وألقى به فى مدخله وحاول الهرب، لكن عامل المستوصف وآخر أسرعا وراءه ونجحا بمساعدة الأهالى فى ضبطه وتسليمه للشرطة.

«سرق الغنم» بدأ بها المتهم اعترافاته أمام رجال المباحث مؤكدا انه لم يكن ينوى قتله بل قصد إخافته ليفصح عن مكان الغنم ، وتابع أن الضحية يساعده فى رعى الغنم منذ فترة ولم يسبق له أن اعتدى عليه ، وتابع أن يوم الواقعة اختفت 3 أغنام «افتكرته سرقهم».

وواصل القاتل أن الأغنام هى كل رأس ماله فى الحياة ويعتمد عليها كمصدر دخل أساسى له «الغنمة بـ5 آلاف جنيه»، وأضاف أنه كبل الضحية بحبل يستخدمه فى ربط الأغنام وتعدى عليها بعصا خشبية «خرزانة»، كنت هفكه لقيته مات فشيلته وجريت لحد المستشفى. لأنقذه ولكن مات.. أنا حزين عليه يا بيه ولكن هذا قدره ونصيبه أن نهى حياته هنا.. حبسته النيابة.

أم «أمير» صرخاتها وصلت لعنان السماء.. «ولدى» «سندى» «كبدى» مات.. لم يكن فقد طفلى الصغير ولكن كان رجلى الذى أعتمد عليه.. مات.. أصبحت يتيمة بدونك يا طفلى.. واحتضنته بين ذراعيها ورحت فى غيبوبة.. إنه مات..!