رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

التعليم الفنى.. على خطى الثانوية العامة

بوابة الوفد الإلكترونية

لسنوات طويلة ظل التعليم الفنى مهمشاً ومهملاً وضائعاً، حتى شاعت مقولة «7 صنايع والبخت ضايع»، وهى المقولة التى تلخص حياة خريجى مدارس التعليم الفنى، وهم بالملايين.

الآن.. هذا الواقع بدأ يتغير، ودخل التعليم الفنى عصراً جديداً.. عصراً بدايته الربط التكنولوجى، وليست نهايته ربط الطلاب بسوق العمل، منذ التحاقهم بمدارس التعليم الفنى.

التعليم الفنى إحدى ركائز التنمية الصناعية والاقتصادية فى دول العالم المتقدم، مع إعلان الرئيس عبدالفتاح السيسى عام 2019 عام التعليم، أعلنت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفنى عن خطة متكاملة لتطوير التعليم الفنى، من أجل الاستفادة من خريجيه فى المشروعات القومية التى تنفذها الدولة.

وعقب تنفيذ النظام التكنولوجى فى التعليم الثانوى العام وإدخال التابلت فى المدارس والامتحانات، أعلن وزير التربية والتعليم طارق شوقى، أن الدولة تعمل حالياً على تحويل مسار نظام التعليم الفنى إلى نظام حديث يعتمد على التكنولوجيا فى التدريس والتقويم، لتحويله إلى نظام تكنولوجى متطور قادر على المنافسة على المستوى العالمي.

ويتمثل هدف خطة الوزارة لتطوير التعليم الفنى تخريج عمالة فنية مدربة، وفقاً لمعايير الجودة العالمية لتوفير احتياجات المشاريع القومية الكبرى والاستثمارات الصناعية، والزراعية بمصر وخارجها.

ومن أجل ذلك حددت الوزارة عدداً من المشروعات ليتم تنفيذها خلال العام الجارى، وهى إنشاء الهيئة القومية لاعتماد جودة برامج التعليم الفنى وفقاً للمعايير الدولية وإنشاء أكاديمية لتدريب وتأهيل معلمى ومدققى التعليم الفنى، وتطوير مناهج التعليم الفنى، وإقامة مسابقة لاختيار أفضل مدارس تعليم فنى على مستوى الجمهورية، فضلاً عن التوسع فى إنشاء مدارس التكنولوجيا التطبيقية بالمشاركة مع القطاع الخاص.

وقال الدكتور محمد مجاهد، نائب وزير التربية والتعليم لشئون التعليم الفني، إن إنشاء أكاديمية لتدريب وتأهيل معلمى ومدققى التعليم الفني، يأتى لتطوير الموارد البشرية، وكذلك لتأهيل ممتحنين مستقلين لتنفيذ التقويم بالمنظومة الجديدة.

وأوضح مجاهد أن تطوير المناهج يعتمد على منظومة الجدارات الذى يعتبر أحد الأساليب التربوية لربط المناهج بمتطلبات سوق العمل من خلال تحديد المهارات والمعارف والسلوكيات المطلوبة لكل مهنة باشتراك مع الصناعة المعنية، ثم يتم بناء المحتوى الدراسى وفقاً لتلك المتطلبات.

وأشار مجاهد إلى أن مدارس التكنولوجيا التطبيقية تعتبر تطويراً جوهرياً لمنظومة التعليم والتدريب المزدوج، حيث يتم فيها إنشاء وتشغيل مدارس فنية بالشراكة بين وزارة التربية والتعليم والقطاع الخاص، مع التركيز على جودة العملية التعليمية والتدريبية بكل من المدرسة والمصنع منذ بداية الدراسة لتنتهى باعتماد محلى ودولى للخريج بعد الانتهاء من دراسته، وبعدها سيجد فرصة عمل فى القطاع الخاص المتبنى للمدرسة.

وقالت النائبة ماجدة نصر، عضو لجنة التعليم بمجلس النواب: إن تطوير التعليم الفنى وتحويل مساره إلى نظام يعتمد على التكنولوجيا فى التدريس والتقويم خطوة جيدة من وزارة التربية والتعليم، لأن إدخال التكنولوجيا فى مختلف المجالات وليس التعليم فقط أصبح أمراً حتمياً.

وأضافت نصر أنه حتى لا تتكرر معاناة ومشاكل تطبيق النظام التكنولوجى الجديد التى حدثت فى الثانوية العامة وخاصة أثناء امتحانات التابلت، يجب على الحكومة تجهيز البنية التحتية اللازمة فى منظومة التعليم الفنى بشكل كامل قبل تنفيذ النظام الجديد، بحيث يتم استكمال ما ينقص المدارس من الأدوات والنظم التكنولوجية.

واقترحت عضو لجنة التعليم بمجلس النواب، أن يكون تطبيق النظام التكنولوجى فى المدارس الفنية بشكل جزئى فى البداية من خلال إحلال المناهج الإلكترونية كبديل للكتب وتكون الامتحانات بالشكل التقليدى كما هو الحال الآن، ثم تحويلها إلى امتحانات إلكترونية بعد ذلك عندما نتأكد من نجاح المنظومة فى التعليم الثانوى العام بنسبة 100%.

وأشارت نصر إلى أن الفكرة إجمالاً جيدة لأن الطلاب لابد أن يتعلموا بأحدث الطرق العلمية، ولكن يجب أولاً أن نجهز البنية التحتية الخاصة بالأمور التكنولوجية فى المدارس وتدريب المعلمين بشكل كامل عليها.

 

هنا مدارس الصنايع

«الوفد» التقت بمجموعة من طلاب مدرسة الشعرانى الصناعية الثانوية، ومدرسة باب الشعرية الصناعية الثانوية، حيث قال الطلاب إن نظام التعليم فى المدارس نظرى وعملى، وأحياناً يتفوق الجانب العملى على النظرى، ولكنهم أشاروا إلى أن ما يدرسونه هو أساسيات كل تخصص فقط، وينقصهم الخبرة العملية خارج المدارس وهى الأهم.

محمود على، الطالب بمدرسة الشعرانى فى قسم الكهرباء، قال: إن المواد التى يدرسها بها وحدات تتحدث عن لف المواتير والتيار المتغير وغيرها من الموضوعات الأساسية فى الكهرباء التى يجب على كل طالب تعلمها قبل العمل الفعلى، مشيراً إلى أنه بجانب هذه الموضوعات العملية لدينا موضوعات ومواد نظرية.

وأضاف محمود: «التعليم عندنا نظرى وعملى وبنشتغل كمان، عندنا وحدات فى العملى بتتكلم عن لف الموتور والتيار المتغير، والمدرس بيعلمنا فى الفصل إزاى نعملها

وبيجيب الأدوات فى ويخلينا نشوفها بالظبط وبعد كده بنشتغل من خلال مجموعات كل اتنين مع بعض ونحاول نقلد اللى عمله المدرس».

وأوضح أنه بجانب ذلك هناك مواد أخرى ندرسها مثل اللغة العربية واللغة الإنجليزية والرياضيات والفيزياء والآلات والتحكم والحاسب الآلى وغيرها.

أما أسامة عبدالله، الطالب بقسم الكهرباء بنفس المدرسة، فقال إن أقسام المدرسة تختلف ما بين الكهرباء والتكييف والتبريد والإلكترونيات والزخرفة وكلها تحتوى على جوانب عملية ونظرية.

وأضاف أسامة: «بعد ما نخلص مرحلة الثانوى متاح لنا إننا نلتحق بكليات ومعاهد الهندسة، وده اللى غالبا الطلبة الشاطرين بيعملوه، أو إننا نشتغل بشهادة الثانوى فى الشركات أو القطاع الخاص».

وتابع: «ولكن للأسف إحنا بندرس الأساسيات فقط.. يعنى لازم نروح نشتغل كتير مع مهندسين علشان ناخد خبرة الشغل، لأن كتب المدارس بناخد فيها المعلومات العامة عن أى شىء أما الشغل العملى الحقيقى بيكون مع المهندسين بعد ما نتخرج، لأن الكهرباء اللى بناخدها فى المدرسة غير اللى بتتعمل فى الشقق والعمارات ولكنها بتفيدنا رغم كده فى الشغل».

وقال الطالب مصطفى طلعت: إنهم يواجهون مشكلة أخرى بجانب ذلك وهى أن معظمهم يمتلكون مهنة أخرى بجانب تخصصهم فى المدرسة ويعملون بها بعد الانتهاء من الدراسة بدلاً من العمل فى تخصص دراستهم.

وأضاف مصطفى: «أغلبنا بيشتغل حاجة تانية غير التخصص اللى فى المدرسة وبعد ما بيخلص تعليم بيروح يشتغل الشغلانة دى ويسيب كل اللى اتعلمه علشان الشغلانة التانية فلوسها أكتر.. يعنى مثلاً فى مننا جزارين وعاملين فى مكتبات مع آبائهم وهكذا».

على الجانب الآخر، قالت طالبات بمدرسة باب الشعرية الثانوية الصناعية فى قسم الملابس: إنهن يتعلمن أشياء كثيرة داخل المدرسة، تؤهلهن لأن يعملن مباشرة فى المصانع والشركات عقب الانتهاء من التعليم الثانوى، وبمرتبات جيدة أيضاً.

نعمة أحمد، الطالبة بالصف الثانى الثانوى، قالت: إنها تتعلم بشكل عملى أكثر من النظرى، بحيث تستطيع فى نهاية الدراسة تفصيل القمصان والبنطلونات والفساتين بشكل جيد.

وأضافت نعمة: «الدراسة فيها حاجات كتير عملى، مثلاً نحن بنتعلم نعمل قمصان وبنطلونات ومختلف أنواع الملابس، وفى بعض الأوقات المدرس لما بيلاقى الطلبة عندهم شغف بمعرفة معلومات غير موجودة فى المنهج يشرحها وينفذها عملى رغم أنها خارج المنهج، أما النظرى فيتمثل فى مواد العربى والإنجليزى والرياضيات».

فيما قالت مريم عطية: إنه بعد انتهاء المرحلة الثانوية من الممكن لنا أن نلتحق بكليات التربية فى حالة إذا كان مجموع الطالبة مرتفعاً، ومن الممكن أن ندخل اختبارات المعادلة ونلتحق بالكليات أيضاً.

وتابعت مريم: «أما من يريد الالتحاق بعمل ما فى القطاع الخاص فإنه يبحث عن شركة أو مصنع وتقوم بتوظيفه، وغالباً بنلاقى شغل وبنقعد على مكنة الأوفر والسنجر، ولو حد معاه مكنة فى بيته من السهل جداً استخدامها وإنتاج الملابس منها وبيعها».

ولفتت إلى أن الراتب الذى يحصلون عليه فى المصانع يختلف من مصنع لآخر وحسب المكنة التى يعملون عليها، فقد يعطى مصنع ما العاملة 500 جنيه أسبوعياً، وبعض المصانع يكون اليوم بـ100 جنيه، أو 250 جنيهاً.