رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

«الوفد» ترصد أحلام الأيتام

بوابة الوفد الإلكترونية

يحتاجون فقط من يجلس إلى جوارهم وينسيهم مرارة الوحدة ويعوضهم غياب الوالدين ولكننا نحتفل بهم ونزورهم يوماً واحداً ونتركهم باقى العام.. الأيتام مثل العصافير لا يحتاجون إلى هدايا أو لعب أو أموال بل يريدون الحنان.. يحلمون بحضن يضمهم ويمنحهم الإحساس بالعطف والحب... هذا ما يحدث الآن مع الأطفال الذين فقدوا دفء البيت وحنان الأسرة وفقدوا معهما الإحساس بالأمان والأمل فى غد أفضل...

وعلى الرغم من أن أغلب المصريين يتمتعون بمشاعر الرحمة والعطف، لكن معظمنا يفتقر فن التعامل مع الطفل اليتيم وكيفيه الاهتمام بمستقبله وأحلامه التى كانت واضحة فى نظراتهم عندما التقينا بهم...

فى منطقة المقطم ذهبنا إلى دار «دراز» للبنين، تلك الدار التى لا تملك الأموال من أجل القيام بالإعلانات التليفزيونية، لذا تعانى من نقص التبرعات.

عند دخولنا إلى دار «دراز» للأيتام والتى تضم 9 أطفال، شعرنا بأن «الابتسامة» هى الحل السحرى للتسلل إلى قلوب أولئك الأطفال الأبرياء.

كانت أمنيات الأطفال كثيرة وتملأ أرجاء المكان، وكانت أعينهم مليئة بالسعادة عند زيارتنا وأغلب الظن أن تلك الزيارة منحتهم إحساساً بقدر كبير من الحب والاهتمام... واقتربنا من أحد الأطفال وسألناه عن أمنياته فقال: «أنا نفسى أصبح لاعب كرة.. »، تلك كانت أمنية الطفل «يوسف» الذى يبلغ من العمر 9 سنوات فهو يحب لعب كرة القدم ويشجع النادى الأهلى مع أخواته فى الدار... بينما يرى «بلال» أحد الأطفال الذى يتمتع بذكاء حاد، أنه من الأفضل أن يكون مهندس كمبيوتر بسبب حبه الشديد للكمبيوتر... أما «مروان» البالغ من العمر 10 سنوات فيرى نفسه فى المستقبل مدرباً للأسود... لكنه قال لنا وابتسامته المشرقة تضىء وجهه: نفسى أيضًا أصبح معلماً لمادة الرياضيات لأنه متفوق فيها... لكنه يحب أيضًا لعب كرة قدم ونفسه يكون لاعباً مشهوراً...

وبالقرب منه كان يجلس «حذيفة» الذى تجده مبتسماً ابتسامة تضىء وجهه كله وهو يتمنى أن يصبح رائداً للفضاء... وهو كثير التأمل والنظر إلى السماء... وبالرغم من أن هواياتهم مختلفة إلا أنهم اجتمعوا على حب كرة القدم... لذا قد يذهبون فى أوقات كثيرة إلى أحد الأندية بمنطقة «المقطم» للعب الكرة سويا.

التقينا الطفل «ماهر» البالغ من العمر 11 سنة، وهو يتميز بين زملائه فى المدرسة بالخط الجميل ويحب الرسم كثيرا، وتفوق بشكل كبير فى نشاط المكتبة.. وهو يعشق الطائرات وينظر اليها بحب وكأنه يتمنى أن يحلق بها بعيدا فى السماء إلى عالم آخر يخلو من اليتيم.

ويشاركه نفس الهواية «عبدالرحمن» الذى يحب الرسم أيضًا وبرسم العديد من اللوحات الجميلة... فمن خلال فرشاة الألوان يقوم هؤلاء الأطفال برسم عالم آخر غير الذى يعيشون فيه، عالم ليس به حزن أو ألم ولكنه ملىء بالبهجة والأمل.

ومن أكثر الأشياء التى كانت مصدرا لسعادة هؤلاء الأطفال، هو حصولهم على شهادات التقدير بسبب تميزهم فى صناعة «الروبوتات» أو الإنسان الآلى حيث حصلوا على المركز الثالث على مستوى الجمهورية... ويعتز الأطفال بتلك الشهادات كثيرا.

ومما يلفت النظر هو أن روح المشاركة تبدو واضحة بينهم... حيث كان يقوم «يوسف» وهو أكبر الأولاد فى الدار، بمساعدة أخواته فى المذاكرة أثناء فترة الدراسة... فالدار بالنسبة لهم هى البيت الوحيد الذى يعرفونه منذ نعومة أظافرهم وهو يضمهم سويا كعائلة واحدة كبيرة العدد... يشاركون بعضهم البعض أفراحهم وأحزانهم، يتبادلون الأسرار والضحكات... أما ابتساماتهم فهى تساوى حياة...

أكد لنا «أحمد النقراشى» –مدير الدار– أن هناك اهتماماً بالجانب الترفيهى للأطفال بجانب الجانب التأهيلى، فيتم إحضار بعض الإخصائيين النفسيين من أجل تأهيلهم نفسياً وحل أية مشكلات قد تواجه الطفل.. ويضيف «أحمد» أن أقل شىء يسعد هؤلاء الأطفال هو الإبتسامة والكلمة الطيبة والزيارات.. فهم بحاجة إلى الشعور بالحب والحنان ونحن نحاول بقدر الإمكان تعويضهم عن حنان الأب والأم.

معاقون.. وأيتام

استكملنا رحلتنا إلى دار «دراز للبنات المعاقين» والتى تحرص إدارتها على الاستعانة بمدرسين بصفة مستمرة لتعليم الأطفال والإخصائيين لمتابعة حالاتهم... ولاحظنا أن كل البنات فى الدار يجدن حفظ القرآن الكريم... وكانت هناك حالة من البهجة والسعادة بسبب زيارتنا لهم والاحتفال معهم...

لفت نظرنا فتاة اسمها «عبير» وتبلغ من العمر 12 سنة- تراها جالسة على كرسى متحرك وبالرغم من إعاقتها الحركية التى تمنعها من الذهاب إلى المدرسة كل يوم إلا أن الابتسامة تعلو وجهها فاقتربنا منها وسألناها عن أحوالها فأجابت بتلقائية شديدة: كلنا هنا أخوات وأنا بحب كل أخواتى.. ثم استأذنت بأن تذهب إلى غرفتها لـتحضر لنا كراسة اللغة العربية الخاصة بها والتى حصلت فيها على الدرجات النهائية... كما أنها حاصلة على شهادة تقدير فى حفظ القرآن الكريم وتحب «عبير» الغناء جداً... وتتمنى عندما تكبر أن تصبح طبيبة أسنان.

وبالقرب منها كانت تجلس «نرمين» وهى فى الصف الرابع الابتدائى –كانت عيناها تملؤهما «الشقاوة» قالت: أنا شاطرة فى المدرسة وأقوم بمساعدة أخواتى فى عمل الواجبات...

وهى تحب أن تلعب معهن وتقول: نفسى فى «عروسة» كبيرة... أضافت: أنا أحب الطهو ولما أكبر سوف أكون طباخة ماهرة.

أما «فرح» فتبلغ من العمر 10 سنوات – وهى أكثرهن خجلاً ولا تتحدث مع الغرباء كثيراً لكنها متفوقة دراسياً – وهى تقول على استحياء: نفسى فى بيانو لأننى أحب الموسيقى جداً.

وبالقرب منها كانت تجلس «هبة» فى الصف السادس الابتدائى – وهى الأقرب لـ«فرح» لا تفارقها أبداً سواء فى المدرسة أو فى الدار يستذكران سوياً فالواجبات كثيرة على حد قولها، لذا تقوم «هبة» بمساعدة أختها من أجل الانتهاء سريعاً من عمل الواجب ثم اللعب سوياً... «هبة» نفسها فى عروسة كبيرة تحتضنها أثناء النوم حتى تشعر معها بالدفء الذى تفتقده فى حياتها...

أما «أمانى» فهى أيضًا فى الصف السادس الابتدائى ونفسها فى فستان جديد ألوانه زاهية حتى تصبح مثل الأميرات التى تراهم فى أفلام الكارتون... فهى تغمض عينيها كل ليلة وتحلم مثل أى طفلة أن تستيقظ لتجد نفسها فى غرفة مليئة بالألعاب ودولاب ملىء بالملابس الجديدة، ولكن حلمها هذا كله فى مخيلتها دون أن يتحقق.

إنها أحلام بسيطة يمكنها أن تدخل السعادة على قلوب هؤلاء الصغار الذين فرحوا كثيراً من زياراتنا لهم حيث شعروا بالاهتمام، وأن هناك من يحس بهم... وهو ما يحسن حالتهم النفسية كما أكدت لنا المشرفة على الدار بقولها: إن البنات دائماً يفرحون بالزيارات وتتحسن حالتهم النفسية بعد ذلك خاصة إذا تكررت الزيارات لكن للأسف الزيارات صارت قليلة وكذلك التبرعات... فقد كان هناك متبرعون يقومون بتنظيم الرحلات للأطفال بالدار ولكنها انخفضت هذه الأيام كما أن كفالة اليتيم كانت فى الماضى بــ500 جنيه لكنها ارتفعت الآن بسبب زيادة الأسعار، ما جعل الكثيرين يمتنعون عن القيام بها الآن... وأضافت: نبذل قصارى جهدنا مع البنات حتى نوفر لهن حياة كريمة فى حدود إمكانياتنا...

وقبل أن نغادر الدار... نظرت إلينا إحدى الفتيات الصغيرات نظرات يسكنها الألم ونبض قلبها يكاد أن يصل إلينا وهى تقول بصوت خافت: هتيجوا تانى إمتى؟! كانت الفتاة تخشى أن نغادر الدار دون رجعة فأكدنا لها أننا سنعود لزيارتها مجدداً وعادت إلى الابتسام مجدداً.

 

أيتام مصر..مواويل الصبر

تقدر دور رعاية الأيتام فى مصر بحوالى 30 ألف دار، أما الأطفال الذين يتم التقاطهم من الشارع «اللقطاء» فيقدر عددهم بـ43 ألف طفل سنوياً إلا أن التقديرات تشير إلى أن عدد الأيتام فى مصر يتراوح بين 3٪- 5٪ من تعداد السكان، مما يعنى أن عددهم حوالى 5 ملايين طفل يتيم.

تم الإعلان عن اليوم العالمى لليتيم، من قبل مؤسسة «ستار فونديشن» البريطانية، وفى مصر عام 2003 بدأت فكرة اليتيم حينما اقترح أحد المتطوعين بجمعية الأورمان وهى كبرى الجمعيات العاملة فى مجال رعاية الأيتام فى مصر أن تقوم الجمعية بعمل احتفال كبير تدعو إليه عدداً من الأطفال الأيتام فى مصر التابعين لجمعيات أخرى، أو الموجودين فى بيوتهم ولا يجدون من يهتم بهم وأن تقوم بالترفيه عنهم ووضعت الفكرة فى حيز التنفيذ، وتحول الأمر إلى دعوة عامة لرعاية اليتيم وفعلاً تم الاحتفال فى عام 2004، بخمسة آلاف طفل يتيم، تم الاحتفال بهم عن طريق دار الأورمان، وتم تخصيص أول جمعة من شهر أبريل من كل عام للاحتفال بيوم اليتيم.

وفى عام 2005 تم الحصول على رعاية عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية وأقيم المؤتمر التحضيرى ليوم اليتيم فى مقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، وفى مصر أيضاً تم الحصول على رعاية وزير التضامن الاجتماعى وعدد من الوزارات.

وفى عام 2006 تم عرض الفكرة على مؤتمر وزراء الشئون الاجتماعية العرب، والذى أقر إقامة الاحتفال بيوم اليتيم العربى، وأكد أن كل دولة تقدم الدعم الإعلامى وبذل الجهد لنشر الفكرة وتشجيع المجتمع على المشاركة فى هذا العمل الإنسانى.