رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الندم.. يقتل زوج ابنته بدلاً من إعادته إليه

بوابة الوفد الإلكترونية

 

«جوزى ضربنى وطردنى فى الشارع».. تلك الكلمات التى جاءت عبر هاتف الابنة كفيلة بكتم الأب غيظه بداخله حتى وصل إلى ابنته لينتقم لها من زوجها الذى أهانها، وبعد وصلة شجار بينهما، أنهى الخلاف الأب بطعنة فى القلب لزوج ابنته أسقطته غارقاً فى دمائه، أمام ذهول ابنته التى لم تتوقع طريقة تصرف والدها، كان يكفى أن يعنفه أو يلومه فقط.

منذ عدة سنوات تزوجت الفتاة العشرينية بشاب يكبرها بأعوام بسيطة، رغم عمل الزوج فى جمع الكراتين إلا أنه حمل على كتفيه مهمة تكوين الأسرة، وتوفير السعاد لهم، وبعد العام الأول من الزواج رزقهما الله بطفلهما الأول «محمود» الذى صار مصدر سعادة الأسرة وفرحتها.

كأى منزل لا يخلو من الخلافات الأسرية لكن فى تلك الليلة ازدادت الأمور سوءا بين الزوجين مما دفع الزوج للاعتداء على زوجته وطردها من المنزل بملابس النوم، ولم تجد الزوجة سوى والدها لنجدتها ونصرتها على زوجها بعد إهانتها أمام أهل المنطقة فى كرداسة، وكان الاتصال تليفونيا: «الحقنى جوزى ضربنى»، جمع الأب شتاته وحمل فى ملابسه سلاحه الأبيض الذى لا يفارقه، نصف ساعة فقط مرت على اتصال الابنه بوالدها ووجدته أمامها يترجل نازلا من «توك توك»: «تعالى احكيلى إيه اللى حصل» لتدخل الزوجة بين ذراعى والدها فى نوبة بكاء شديد ليضيف لها الأمان الذى افتقدته فى منزل زوجها، وأصر على إعادتها لمنزل زوجها لحل الخلاف بينها وبين زوجها «تعالى لما أصالحكم».

هدأت الزوجة وتوقفت دقات قلبها عن الخفقان، ودخلا الاثنان إلى المنزل لإنهاء الخلاف وعودة الزوجة إلى بيتها مرة أخرى، لكن الزوج كان ما زال يشتعل من داخله بسبب تصرفات زوجته خاصة أنها سبته بألفاظ نابية ما زالت تتردد فى أذنيه، لم يستطع أن يصدق أن زوجته قالت هذه الألفاظ: «بنتك مش هتدخل البيت تانى»، ليدخل بعدها الأب مع زوج ابنته فى مشاجرة «دا بيتها انت اللى تمشى».

5 دقائق من الشجار كانت كفيلة بأن يخرج الأب سلاحه الأبيض من داخل طيات ملابسه ليعلن انتصاره على زوج ابنته ويسقطه قتيلاً بطعنة فى القلب أسكتت صوت الشجار إلى الأبد، وسط ذهول ابنته زوجة القتيل، التى فقدت زوجها ووالدها فى ذات الوقت وكانت هى السبب.

بعد أن أنهى الأب مهمته وقتل زوج ابنته طلب منها أن تغادر معه وتذهب إلى منزل

الأسرة كى يفكر فى طريقة للهرب، من بعيد كان الجيران يرقبون تفاصيل الواقعة، لكنهم فشلوا فى السيطرة على المسن الهائج وأخذ يلوح بسلاحه فى وجه من يحاول الاقتراب منه «اللى هيقرب لى هموته».

بلاغ لقسم شرطة كرداسة تلقاه المقدم إسلام سمير رئيس مباحث القسم عبر جهازه اللاسلكى، ليترك ضابط الشرطة باقى المحاضر التى ينظر فيها ويتوجه مسرعا إلى مكان البلاغ للقبض على المتهم قبل هروبه وإجراء المعاينة اللازمة، بعد ساعة من ارتكاب الواقعة نجح رجال المباحث فى ضبط المتهم.

وقف المتهم صاحب الـ65 عاما أمام ضباط المباحث يروى تفاصيل ارتكابه الواقعة «ماكانش قصدى لكن هو استفزنى»، وتابع أنه ذهب إلى ابنته بعد استنجادها به لاعتداء زوجها عليها فتوجه للصلح بينهما، لكنه لم يقصد قتله إلا بعد أن أهانه وحاول طرده من المنزل هو وابنته، وتم اقتياده إلى داخل الحجز تمهيداً لإنهاء التحقيقات معه وإحالته إلى المحكمة. 

انتهت الحكاية الحزينة، الزوجة بقيت فى بيتها مع أولادها تبكى زوجها الذى تسببت فى قتله وفى يُتم أولادها وسجن والدها، بقيت تعاتب نفسها وتجلدها كل يوم، كيف فعلت ذلك؟.. لماذا أبلغت والدى وأنا أعرف كم هو عنيف؟.. كيف تعديت على زوجى بكل هذه الكلمات الجارحة التى أدمت قلبه قبل أن ينزف دما بفعل طعنة والدى؟. عتاب وبكاء وصراخ هكذا تحول حالها.. الجيران لم يستطيعوا أن يخرجوها مما هى فيه.. من ينقذها من هذا الحزن والهم؟ ضاع كل شىء يسبب غيابها.. الندم يكاد يقتلها.. احتضنت أولادها وصرخت: «سامحونى».. سامحنى يا حبيبى.