عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أم كلثوم.. ملهمة الأجيال في كل العصور

بوابة الوفد الإلكترونية

تحل غدًا الذكرى الـ44 لرحيل كوكب الشرق أم كلثوم، أسطورة الأغنية المصرية والعربية على مدار التاريخ التى تميزت بصوت نادر فى قوته وإحساسه وروعته جعلتها متربعة حتى الآن على عرش الغناء بدون منافس حتى بعد 44 عامًا من الرحيل ولمَ لا والملايين يصبحون ويمسون على صوتها العذب، صوت وكلمات وألحان تدغدغ المشاعر وصوتها الحنون يعود بنا إلى زمن جميل وأيام خوالي.

لسنا هنا فى مجال استعراض تاريخ كوكب الشرق مع الغناء الذى استمر لأكثر من خمسين عامًا عندما جاءت للقاهرة لأول مرة عام 1923، مع والدها الشيخ إبراهيم وعائلتها لتشق طريقها بصعوبة بالغة فى البداية وذكائها الفطرى جعلها تختار الشاعر أحمد رامى والعملاقين زكريا أحمد ومحمد القصبجى ليكونوا سندها فيما تغنيه من كلمات وألحان وفى غضون سنوات قليلة أصبح صوت أم كلثوم ملء الأسماع، وكانت أول مطربة يظهر صوتها على أثير الإذاعة المصرية يوم افتتاحها فى 31 مايو 1934.

استطاعت أم كلثوم أن ترتقى بذوق المستمعين وقت كانت تعانى فيه الأغنية المصرية من «الركاكة» والمعانى الهابطة وحملت أم كلثوم مع عبدالوهاب مسئولية الارتقاء بمستوى الأغنية ومعانيها على سبيل المثال أغنيات «الحب تفضحه عيون. لو كنت أسامح، النوم يداعب عيون حبيبى».

دخلت أم كلثوم مجال السينما فى النصف الثانى من الثلاثينيات وقدمت للسينما مجموعة قليلة من الأفلام منها: نشيد الأمل، دنانير، عايدة، سلّامة، فاطمة.

فى أوائل الأربعينيات بدأت أم كلثوم مرحلة النضج واتجهت للأغانى الثقيلة وزنًا وفنًّا بالأغنية الرائعة: «رق الحبيب» ألحان القصبجى، وواصلت فى أغنيات «ياللى كان يشجيك أنينى، ثورة الشك، أنا فى انتظار».

كانت أم كلثوم حريصة فى كل حقبة زمنية أن تتطور بشكلٍ مذهل وتجدد دائمًا فى الكلمات والألحان، كانت حقبة الخمسينيات «سنباطية» خالصة وأبدعت عشرات الروائع منها: «أروح لمين، ذكريات، ليلى ونهارى، عودت عينى، لسة فاكر، الحب كده، يا ظالمنى، هجرتك» ولا ننسى رائعة زكريا أحمد وبيرم التونسى «هو صحيح الهوا غلاب».

وفى عام 1960، قدمت أول لحن للعبقرى بليغ حمدى فى أغنية «حب إيه اللى انت جاى تقول عليه»، وكان عمره دون الثلاثين عامًا، وفى حقبة الستينيات تنوعت أغنيات

كوكب الشرق بين ألحان بليغ حمدى والموجى وعبدالوهاب، وازدادت روعة وجمالًا، تعاونت لأول مرة مع موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب 1964 برائعة «إنت عمرى» ثم أبدعا سويًّا أروع الأغنيات فى تاريخ الأغنية منها أغنيات: «انت الحب، أمل حياتى، فكرونى، هذه ليلتى، أغداً ألقاك، ودارت الأيام»، وأخيراً «ليلة حب».

لحن العبقرى بليغ حمدى لأم كلثوم روائع خالدة منها: ثلاثية جواهرجى الكلمة مرسى جميل عزيز: «سيرة الحب، فات الميعاد، ألف ليلة وليلة» والروائع الأخرى «كل ليلة وكل يوم، بعيد عنك حياتى عذاب، أنساك، الحب كله» وأخيراً «حكم علينا الهوا».

ولحن لها محمد الموجى «للصبر حدود، اسأل روحك» ولكن هناك علامتان بارزتان للغاية فى تاريخ كوكب الشرق نتوقف عندهما هما قصيدة الأطلال كلمات الشاعر الدكتور إبراهيم ناجى ألحان رياض السنباطى وتعتبر من العلامات المضيئة فى تاريخ القصيدة العربية المغناة، غنتها أم كلثوم بإحساس خاص وبقوة وعبقرية وشموخ وهى تجسيد حى لما كانت عليه الأغنية والقصيدة العربية المغناة.

«القلب يعشق كل جميل» تأليف بيرم التونسى وألحان السنباطى وهى أغنية فريدة فى معانيها العبقرية والنادرة تسبح بخيالك لعالم من التصوف ورحلة فى الأراضى المقدسة.. غنتها أم كلثوم عام 1972 وكانت آخر أغانيها فى آخر حفلاتها مساء الخميس 3 يناير 1973.

تبقى كوكب الشرق خالدة فى وجدان الملايين رحلت بجسدها يوم الاثنين 3 فبراير 1975، وما زال فنها حيًّا فى قلوب الملايين عبر العصور والأجيال وسيبقى.