رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

وجدى زين الدين يكتب : لا مكان لفاسد

وجدى زين الدين
وجدى زين الدين

من يتصور أن الدولة غافلة عن الفساد واهم، ولا يجيد سوى ترديد الشائعات وإثارة البلبلة بين خلق الله. ومن المؤسف أن هؤلاء قد أصابهم بعض اليأس، والذين يرددون ذلك مخطئون، فلا الدولة غافلة عن الفساد المستشرى منذ عقود طويلة، ولا الأجهزة الرقابية بالبلاد تغض الطرف عن أحد مهما كان. وكلنا يرى الكثير من الحرب المعلنة على الفاسدين ومرتكبى جرائم إهدار المال العام الذين مصوا دماء المصريين على فترات زمنية طويلة.. وكلنا يعلم أن الفساد والإرهاب وجهان لعملة واحدة، ولا فرق بين الإرهابيين والفاسدين؛ الإرهابى يقتل ويشيع الفوضى، والفاسد يقتل، أيضاً، بامتصاصه الدماء ويشيع الفوضى.

وخلال الشهور الماضية، وحتى الأسبوع الماضى، كشفت الأجهزة الرقابية عن وقائع فساد كبرى، لا تزال محل تحقيق، وإعمال القانون وسيادته هو الحَكَم بين الجميع كبيراً كان أو صغيراً، خفيراً كان أم وزيراً، والفساد لا يمكن اقتلاع جذوره بين عشية وضحاها كما الإرهاب، فالاثنان يحتاجان إلى بعض الوقت، ومن هنا لا يجب أبداً بأى حال من الأحوال أن يدب اليأس والإحباط فى قلوب الناس، خاصة لو علمنا أن الإرهابيين والفاسدين يركزون على إصابة خلق الله بهذا الإحباط، وذاك اليأس.. والشعب المصرى العظيم الذى قام بثورتين عظيمتين فى 25 «يناير» و30 «يونيه» لم يعد أى إحباط ينال منه أو يؤثر فيه.. وخير دليل على ذلك هو الإصرار الشديد على اقتلاع جذور الإرهاب وأهله، ولذلك لا يمكن أن يدب اليأس والإحباط من الفاسدين.

اقتلاع جذور الفساد لا يمكن أن ينتهى فى بضعة أيام، لكن المشروع الوطنى الجديد للبلاد هو فى حد ذاته يقضى على فساد كان، وتنفيذ مقررات ثورة يونيه ومبادئها كفيلة باقتلاع الفساد، وهناك عيون ساهرة تعمل من أجل هذا الأمر.. أما الذين

يشيعون أن الزمن الحالى هو ذات السنوات الماضية فهم يسوقون جرائمهم لبث روح الإحباط فى نفوس الناس، وهذا لن يحدث على الإطلاق.

الآن توجد حروب ثلاث يقوم بها المصريون، وهى الحرب على الإرهاب، والثانية من أجل التنمية والحفاظ على أركان الدولة الاقتصادية، والثالثة من أجل اقتلاع الفساد وأهله، لذلك فإن الذين يرددون بخلاف ذلك هم أعداء الأمة الذين لا يريدون لها أن تؤسس للدولة الجديدة التى تعمل من أجل المواطن المصرى، ومهما فعل الذين يشيعون روح الإحباط فلن تنجح مساعيهم أبداً.

ولكن السؤال الذى يحير الناس هو ماذا حدث للفاسدين الذين ضربوا البلاد طيلة أكثر من ثلاثين عاماً، والحقيقة أن الأجهزة الرقابية المختلفة لا تمل، ولا تكل من تقديم الفاسدين إلى المحاكمة، وتبذل قصارى جهدها فى صيد هؤلاء المخربين، والناس فى غصة وألم شديد إذا رأوا فاسدين أحراراً ينهشون فى عرض المشروع الوطنى لتخليص البلاد من الإرهاب والفساد، وعلى أية حال نحن الآن فى بناء مصر الجديدة التى لا مكان فيها لفاسد مهما كان موقعه، من أجل إحداث تحقيق شعار الحياة الكريمة والحرية والديمقراطية وبناء الدولة الحديثة التى يحلم بها المصريون.