رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

«ليل خارجى».. فيلم جماهيرى خارج سرب السينما التجارية فى «القاهرة السينمائى»

بوابة الوفد الإلكترونية

«ليل خارجى» هو الفيلم المصرى الوحيد المشارك فى المسابقة الرسمية لمهرجان القاهرة السينمائى الدولى فى دورته الـ40، الفيلم يكشف من خلال ثلاث شخصيات مصاعب الحياة فى بحث كل فرد عن هويته، من خلال قصة رئيسية لمخرج شاب يعانى من الإحباط ويواجه مصاعب فى تمويل فيلمه الجديد، ويقضى ليلته مع فتاة ليل وسائق تاكسى يستعرض خلالها أبرز الأزمات الموجودة فى المجتمع المصرى بجرأة شديدة، حيث يستعرض بعض القضايا التى اكتفى بالمرور عليها سريعاً دون الخوض فى تفاصيلها مثل حرية التعبير عن الرأى والفجوة الاقتصادية بين الطبقات الاجتماعية والعنف ضد المرأة وتعاطى المخدرات والبلطجة، الفيلم يسير فى خطين متوازيين، حياة واقعية للمخرج، وأخرى خيالية فى عقله لقضية «مأساة شاب مع الهجرة غير الشرعية»، وهو التوظيف المميز الذى نجح من خلاله المخرج أن يصنع فيلماً مختلفاً قادراً على تمثيل مصر، اجتمعت كلها على «كشف عورات المجتمع».. حاورنا صناع الفيلم، فقالوا:

 

منى هلا: تخوّفت من تصنيفه بـ«فيلم مهرجانات» وأبهرنى السيناريو

منى هلا تجسد شخصية فتاة ليل جمعتها الظروف بالمخرج، شخصية مركبة لأنثى تقارن بين كرامتها التى تهان بضربها وعملها بمهنة أفقدتها شرفها وإنسانيتها.

قالت: أنا سعيدة بمشاركة الفيلم فى مهرجان القاهرة السينمائى الدولى، ولكن هذا لا يعنى أنه فيلم مهرجانات، وأشارت إلى أن ردود الفعل التى جاءتها من العرض الأول للفيلم تؤكد أنه قادر على المنافسة فى قاعات العرض السينمائى التجارى، ببساطة لأنه يكشف الحب والصراعات الواقعية فى الحياة، ويناقش القضايا الموجودة فى كل الأفلام التجارية الموجودة، ولذلك أراهن أنه سيجمع إيرادات.

وأضافت منى أن الفيلم يرصد واقعاً صعباً تعيشه المرأة، ويطلق للممثل حرية شديدة فى التعامل مع السيناريو، كل ذلك بتوجيه من المخرج الذى أعطى الحرية للممثلين كى يقدموا أفضل ما لديهم.

وأشارت إلى أن غيابها عن تقديم أفلام مصرية، هو لبحثها دائماً عن أفلام تملك حرية فى التعبير بهذا المستوى المقدم فيه فيلم «ليل خارجى»، وقالت: لا أسعى للأعمال التجارية لكنى أبحث عن أفلام هادفة وصعبة.

 

كريم قاسم: نقطة تحول فى حياتى

كريم قاسم، أو المخرج «مو» خريج الجامعة الأمريكية من بيئة أرستقراطية، يخوض المغامرة مع شخصيات أخرى بعيدة عن عالمه باحثاً عن قصة مختلفة لفيلمه الجديد.

كريم أكد أن الفيلم من نوعية الأعمال الصعبة التى تحتاج إلى «بروفات» قبل التصوير، ورغم ذلك يخرج الحوار بشكل ارتجالى طبيعى أمام الكاميرا وساعد فى ذلك الطريقة التى يعمل بها المخرج أحمد عبدالله السيد والذى يعتمد فى تصويره على المعايشة، معايشة الأحداث والشخصيات والشوارع وهذا المختلف فى طريقة العمل معه.

وأضاف: أعتبر هذا الفيلم نقطة تحول حقيقية فى حياتى، أظهرنى بشكل مختلف، فمنذ قراءتى للسيناريو طلبت من المخرج أن يتيح لى الفرصة كى أعيد بعض المشاهد لأنها صعبة، فهى تحتاج لشخصية تتقن المزج بين أصلها كمخرج محترم، ومتحول للتعامل مع شخصيات يعتبرها من فئة أخرى مختلفة تماماً، يختلط عنده مشاعر الحب والهجر والسعادة والخوف.

وقال: إن ردود الفعل التى وجدها من جمهور القاهرة السينمائى فى أول عرض أكدت أنه خاض مغامرة جاءت فى مصلحته، وقال شرف كبير أن نمثل مصر فى مهرجان القاهرة السينمائى الدولى.

 

شريف الدسوقى: انطلاقة فنية فى عالم السينما

كتب الفيلم شهادة ميلاد فنية للفنان شريف الدسوقى، بأول دور كبير يظهر فيه مواهبه التمثيلية التى اتضحت أنها عالية جداً ومميزة ضمن الأحداث، شخصية السائق استطاع أن يقدمها بكفاءة بالغة، ورغم أن السيناريو خلق حالة من المقارنة بينه وبين النجم نور الشريف فى فيلم «ليلة ساخنة».. إلا أنه استطاع الإعلان عن موهبته بشكل محترم يضعه فى مصاف النجوم.

قال الدسوقى: قدمت العديد من الأدوار المسرحية، ولا أنكر أننى كنت متخوفاً أن تكون انطلاقتى السينمائية بهذا الدور، إلا أن ردود الفعل التى جاءتنى خلقت منى إنساناً جديداً، وهو دور مميز أجريت عليه العديد من البروفات قبل بدء تصوير الفيلم وخلال التصوير، والأحداث كانت متلاحقة وسريعة مما صنع حالة من المباراة التمثيلية بين كل المشاركين فى الفيلم.

وأضاف أن منهج الارتجال الذى سارت عليه أحداث الفيلم كانت مكتوبة كلها بالسيناريو، فالمشاهد يشعر بأنه هو من يتحدث، كل ردود الفعل التى جسدتها الشخصيات كانت نابعة من الإحساس بالشخصية، أبطال العمل عاشوا حياة متكاملة، حتى إننى لم أخرج من الشخصية بسهولة بعد انتهاء تصوير الفيلم.

 

ضيوف شرف الفيلم: «ليل خارجى» فخر للمصريين

حظى الفيلم بعدد كبير من ضيوف الشرف الذى ظهروا فى أدوار صغيرة لكنها كانت مؤثرة.

المخرج مجدى أحمد على جسد شخصية مأمور المباحث عبر عن سعادته بالفيلم ومستواه، وقال: سعيد أن شباب المخرجين فى مصر قادرون على الظهور بهذا الشكل المشرف، وهذا ما يؤكد أن مصر قادرة على إنجاب مواهب حقيقية ترفع رأسها عالياً على مستوى السينما فى العالم.

وأضاف: شاركت فى الفيلم لإعجابى بالتجربة، فهى غريبة وصعبة، والمخرج أداها بشكل محترم، واستطاع توظيف شخصياته بشكل مميز بأقل الإمكانيات، وهذا يؤكد أن السينمائيين قادرون على الإبداع فى أقل الإمكانيات مهما كانت الظروف.

الفنان أحمد مالك، قال: إن ما يميز هذا الفيلم هو مساحة الحرية التى حصلنا عليها كممثلين، فى فتح مساحة أقل ما يقال عنها أنها تكشف كل ما يحدث فى المجتمع.. وأضاف شرف كبير لى أن أشارك فى الفيلم.

الفنان أحمد مجدى أحمد على، جسد شخصية الممثل فى أحد إعلانات الفيلم، قال: التجربة ثرية للغاية، الفيلم يكشف الواقع السينمائى بشكل جرىء، كعادة المخرج فى اختيار مجال معين والخوض فى تفاصيله وكشفه للمجتمع.. وأضاف أن تمثيل الفيلم لمصر فى مهرجان القاهرة السينمائى أشعرنا جميعاً بالفخر، ونتمنى أن يحصد جوائز لأنه فيلم يمتلك كل مقومات النجاح.

عمرو عابد والذى يجسد شخصية بلطجى فى البساتين قال: إن ما يميز الفيلم هو قدرته على رصد كل ما يحدث فى المجتمع، فهو قدم البيئة الشعبية بجرأتها والمجتمع الأرستقراطى بشياكته، وتناول حدوتة كاملة فى إطار جماهيرى يجعل كل من يشاهد الفيلم يشعر بأنه جزء منه، وأنا سعيد أننى جزء بسيط من هذه التجربة المميزة.

 

المخرج أحمد عبدالله السيد: رسالة حب لسمير فريد

أحمد عبدالله السيد هو المخرج الأنشط فى مجال السينما المستقلة، يعرف تماماً كيف يقدم فيلماً مغايراً تشعر وأنت تشاهده أنه يأخذك إلى عالم مختلف وجديد، «ليل خارجى» هو فيلمه السادس بعد 5 تجارب كانت كلها تمثل مصر فى المهرجانات العالمية والمصرية، «هليوبوليس» و«ميكروفون» و«فرش وغطا» و«18 يوم» و«ديكور»، أعمال تخوض فى مجالات متعددة، لكنه قادر أن يصنع فيها ميزة تجعله يغرد خارج سرب التيار السينمائى التجارى حالياً، ليضع لاسمه بصمة فى كل تجربة يخوضها، ويأتى «ليل خارجى» ليرسل به رسالة محبة وشكر وعرفان للناقد السينمائى الراحل سمير فريد.

< سألته:="" ما="" سر="" رسالة="" الحب="" التى="" أهديتها="" للناقد="" سمير="">

- إذا كان هناك فضل بعد الله

فى نجاحى فى الفن فهو للناقد الكبير الراحل سمير فريد الذى آمن بموهبتى منذ البداية، وأعطانى فرصة حقيقية فى التعبير عن نفسى وعن قدراتى الفنية بدعمه، فى كل فيلم كنت أقدمه كنت أنتظر رأيه للتطوير من نفسى، ومشاركتى الأخيرة فى مهرجان القاهرة السينمائى الدولى كانت فى ولايته بفيلم «ديكور»، لم أكن قادراً على تحقيق كل ما حققته لولا دعمه ونصائحه، ولذلك أهديت هذا الفيلم لاسمه، وأتمنى أن ينال إعجابه.

< الفيلم="" يعتمد="" على="" سرد="" مختلف="" لعدة="" حكايات="" متوازية..="" هل="" تعمدت="">

- الفيلم بالنسبة لى هو «أسلوب حكى» سرد لعدة تفاصيل، وأنا أميل لهذه النوعية من الأعمال، سرد متواز لعدة قصص، ويظل قضيتى فى الفيلم طوال التصوير، كيفية الربط بين هذه القصص بشكل يتقبله الجمهور، ولا يثير اللبس فى فهم القضية الرئيسية.

< حدثنا="" عن="" تمويل="">

- اتفقت مع المنتجة هالة لطفى أن نقدم فيلماً دون تمويل خارجى من أى مؤسسات خارجية أو صناديق دعم مثلما كان يحدث فى أفلامى سابقاً، حتى إننى كنت أوقف التصوير وكلما توافرت أموال صورت، كان أغلب من شاركوا فى الفيلم من زملائنا الذى ساعدونا لكى يخرج الفيلم بهذا الشكل، كل من شارك فى الفيلم قلل من أجره وكانوا متفهمين كثيراً معنى أن يتم التصوير كلما توافرت أموال، ويعرفون أن رد فعل الجمهور هو مكسبهم الوحيد من هذا الفيلم، وليس الأجر المادى، ولم يكن الفيلم سيخرج بهذا الشكل لولا تعاونهم جميعاً ليخرج فيلم يتحدث عنا.

< «ليل="" خارجى»="" فى="" مضمونه="" يقدم="" بعض="" مشهيات="" السينما="" التجارية="" التى="" ابتعدت="" فيها="" عن="" أفلامك="" السابقة..="" هل="" ذلك="" خوف="" من="" أن="" يطلق="" عليك="" مخرج="" أفلام="">

- فى كل فيلم أقدمه يكون لى أهداف بعينها، لا أقدم أفلاماً حتى تشارك وتفوز فى المهرجانات، لكنى أقدم تجارب فنية مختلفة تعبر عنى كفنان، ومنذ تقديمى «ديكور» وأنا أسعى لتقديم أفلام لها قبول جماهيرى أوسع، بمعنى أن تخاطب نوعيات مختلفة من الجمهور، وبدأت أن أضع فيها مشهيات فأنا أخوض تجربة فى الواقع السينمائى داخلياً، لكننى خرجت بها إلى الواقع المعيشى، والمصادفة كان لها دور رئيسى، المؤلف شريف الألفى كتب سيناريو وأنا كنت أفكر فى سيناريو آخر، ففكرت ماذا لو دمجنا القصتين برابط يخلق لنا قبول جماهيرى كبير وتخاطب الكثيرين، ونجحنا فى ذلك.

< لماذا="" قررت="" أن="" تصور="" الفيلم="" بجانب="" الإخراج..="" وما="" سر="" لافتة="" «ممنوع="" التصوير»="" داخل="">

- إصرارى على وضع لافتة ممنوع التصوير، أن فكرة الفيلم أساساً كانت الخوف من التصوير فى القاهرة، هناك العديد من الأشياء تلفت نظرك كإنسان وأنت تسير فى الشوارع وتريد أن تصورها، وهى رغبة خاصة ملحة داخل كل إنسان منا وفى البداية كنت سأصور الفيلم بكاميرا موبايل، ولكن تقنياً لم أنجح فى ذلك، بالإضافة إلى أن أغلب أحداث الفيلم كانت تصور فى التاكسى، ولم يكن هناك مكان إلا لفرد واحد، ولذلك أصررت على تصوير الفيلم لأوضح وجهة نظرى وأن أقول لكل من يشاهد الفيلم لست وحدك أنا جسدت حياة كل من يشاهد الفيلم بالصورة لأننى قصدت أن أوضح علاقة الفرد بنفسه فى المجتمع من خلال نقل الصراعات بين الطبقات، الأجيال، الرجل والمرأة، البلطجى والمحترم، كلها ثنائيات أردت توضيح العلاقة بينها.

< اختيارك="" لهذه="" الثنائيات="" يفرض="" تساؤلات="" عديدة..="" «جيمى="" –="" أحمد="" مالك»="" شاب="" يعيش="" فى="" عالمه="" الافتراضى="" خارج="" المجتمع،="" «رباب="" -="" الفنانة="" بسمة»="" صديقة="" تعيش="" مع="" فتاة="" ليل="" رغم="" ثقافتها..="" هل="" خططت="" لهذه="" الاختلافات="" أم="" كانت="">

- قصدت أن أقدم شخصيات تقول إنها ترفض الانخراط فى المجتمع بالشكل الذى يجدوه، وهذه حرية حقيقية أردت تصويرها للجمهور، جيمى شاب رافض للواقع يعيش فى مجتمع خارج عن السياق الذى يعيشه الجميع، رباب وجيمى شخصيات بعيدة تماماً عن الواقع الافتراضى الذى رسمه الفيلم، جيمى لا يريد أن يدخل فى خلافات، ورباب تعيش حياتها بعيداً عن الصراعات.

< اختيارك="" للموسيقى="" مزج="" بين="" الموسيقى="" القديمة="" والصوفية="" والشعبية="" وأغانى="" البوب="" مع="" أصوات="" الشارع="" والشجارات="" والسيارات..="" لماذا="" كل="" هذه="">

- الفيلم ينقل الواقع، ولذلك أردت التعبير فى كل مشهد بموسيقاه، أردت التأكيد أن ذوق الشارع ليس كله مهرجانات كما يصدر البعض، صوت الشارع الحقيقى أغانى لمطربين مثل عمرو دياب يسمعها الجميع من أعلى مستويات الثقافة والتعليم لأقلها، أم كلثوم التى تفرض نفسها على النيل والمراكب، لذلك اتفقت مع محمد صلاح الذى وضع مكساج الصوت أن يكون اختيارنا قائماً على الاختلاف والمزج بين أذواق الجمهور المختلفة.