رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

اقتفاء أثر «وداد» بطلة الحفلات الماجنة للأمير يوسف كمال بالصعيد - الحلقه الاولي-

بوابة الوفد الإلكترونية

«وفي تلك الليلة شرب يوسف كمال كثيرًا وطلب إليها أن تغني وترقص لضيوفه وهي عارية كما ولدتها أمها»، في ذلك السياق أو أقرب إليه تدور معظم الحكايات الشعبية التي يقصها المسنون كلما حضرت سيرة الأمير يوسف كمال أو التسمية الشعبية السائدة له وهي البرنس.

 

تظهر الحكايات الشعبية في نطاق إقطاعيته الزراعية الرجل كإقطاعي انتهازي لا يحترم أدمية الأهالي حتي أصحاب الشأن منهم «العمد والمشايخ» ، وهو نفسه صاحب الحفلات الماجنة التي يحضرها الأجانب في قصره الملئ بالحيوانات المفترسة، وتجنح هذه الروايات أحيانًا إلى إدخال الأمير في زمرة المثليين جنسيًا.

 

تقترب الروايات من هذه النوعية المنشورة في الصحافة المصرية في السنوات التى تلت إلغاء الملكية وإعلان الجمهورية من نحو 16 رواية قصيرة أو طويلة نشرت في ريبورتاجات صحفية في مجلتي الإذاعة والاثنين وصحيفة الأخبار نشرت في الأعوام 1955 و1965 و1957 ، وحرص الصحفيون كاتبو هذه القصص على إبراز أسلوب العمل الميداني في عملهم من خلال ذكر ملامح زياراتهم بكثير من المبالغة في وصف المنطقة.

 

وباستثناء رواية واحدة فأن ما كتبته الصحافة المصرية في السنوات السالف ذكرها هي التي شكلت الذاكرة الموازية أو الشعبية عن الأمير يوسف كمال فى محيط إقطاعيته أو دائرة أملاكه والتي أبرز كاتبها من الصحفيين كحقائق أنها وقعت في مدينة نجع حمادي التابعة لمحافظة قنا والتي كانت إحدى مناطق نفوذ الأمير وتتمركز فيها أملاكه التي تقترب من 16 ألف فدان تقريبًا وإن كانت ليست المنطقة الوحيدة التي كانت له أملاكًا وقصورًا  فيها.

 

القصة التي لم تذكرها الصحافة المصرية هي مروية قديمة تقول إن الأمير كان يقيم مسابقة لتسلية ضيوفه الأجانب الزائرين لمجموعته المعمارية بمدينة نجع حمادي وهي ملئ إناء كبير بالدقيق ودفن عملات ذهبية فيه ثم استدعاء العمد والمشايخ للبحث عن العملات بأفواههم!

 

وإذا كانت هذه المروية الشعبية لم تدونها صحافة ثورة يوليو 52 رغم تفاصيلها المثيرة والتي تناسب طبيعة مرحلة النشر، فأن الصحافة استفاضت في نشر روايات أكثر إثارة ويختلط فيها الواقع بالخيال ومنها ما نشر في أخبار اليوم بتاريخ 20 نوفمبر 1965.

 

 يقول كاتب الريبورتاج  في فقرة بعنوان «الأمير والأسد وجمجمة بخيت» .. على البيانو الأسود رأيت جمجمة بشرية كتب عليها يوسف كمال قصة صاحب هذه الجمجمة معه بالقلم الكوبية، فقد خرج في احد الأيام لصيد الوحوش ومعه عبد شجاع من عبيده اسمه بخيت، وبينما كان الأمير والعبد في الأدغال، لمح بخيت أسدًا أفريقيًا ضخمًا وهو يتحفز ليقنص على يوسف كمال من الخلف، فما كان من بخيت الشجاع إلا أن هاجم الأسد بيديه، اشتبك معه في معركة دامية وما كاد الأمير يري المنظر حتي أصيب بذعر وأخذ يصوب بندقيته ويطلقها مرة على الأسد ومرة على بخيت فقتل الأسد وقتل بخيت!

 

ويضيف كاتب الريبورتاج ..وفي اليوم التالي تنبه إلى الدور الذي قام به بخيت الشجاع لإنقاذه من موت محقق فأمر بدفن جثته، واحتفظ بجمجمته بعد أن كتب عليها هذه القصة بالقلم الكوبية، هذه القصة التي ذكرت كدعايا سياسية لثورة 52 وضمن إجراءاتها لإيجاد مؤازرة شعبية لإنهاء حقبة سابقة بغير احتمالات إعادة أو عودة للنظام السياسي السابق أو رموزه هي نفسها التي تحفظها الذاكرة الشعبية بتفاصيل ربما أقل

جنوحًا في الخيال.

 

تقول الذاكرة الشعبية إن الأمير يوسف كمال أقام  وبني ضريحًا الشيخ عمران بمجموعته المعمارية في نجع حمادي لأن صاحب الضريح أنقذه من حيوان مفترس هاجمه في رحلة صيد في أفريقيا عندما ظهر له الشيخ في الأدغال وأبعد الحيوان عنه، بالتزامن فأن هناك رواية أخري تقول إن صلة الصداقة التي نشأت بين الأمير يوسف كمال والإمام أحمد أبالوفاء الشرقاوي حجة عصره سببها إنقاذ الإمام للأمير من ذات الحيوان المفترس.

 

 والرواية الأخيرة نفاها الشيخ إبراهيم الشرقاوي حفيد الإمام مبينًا أن جده كان يتندر على هذه الرواية الخيالية وأن العلاقة التي ربطت بين الطرفين كانت علاقة صداقة نشأت بينها بعد قام محمود باشا سليمان وكيل مجلس شوري القوانين بعقد لقاء مشترك بينهما في قصر الأمير في نجع حمادي.  

 

في كل الأحوال فأن ما نشرته صحافة ثورة يوليو 52 كان ومازال المنبع الذي لم يجف المغذي لـ الذهنية الشعبية بكل ما هو خيالي وأسطوري أحيانًا عن الأمير الراحل الذى نال ما يوازي ما ناله فاروق الأول ملك مصر السابق، من تشويه لسيرته وحياته الخاصة، في حين تبقي السيرة الذاتية وأعمال الأمير السابق المحققة وإسهاماته في الحياة الثقافية والتعليمية في مصر محصورة بين الباحثين والفنانين التشكيليين كونه هو من أسس مدرسة الفنون الجميلة في موقعها القديم بدرب الجماميز بالقاهرة.

 

في سنة 1983 بدأت دور عرض السينما المصرية عرض فيلم «وداد الغازية» بطولة نادية الجندي ـ التي كانت نجمة الشباك في ذلك الوقت، ومحمود يس وعادل أدهم وتوفيق الدقن وعددً من نجوم الصف الثاني في تلك الفترة ومنهم عبد الله فرغلي وسيد زيان ونعيمة الصغير وغيرهم، والقصة للروائي جليل البنداري والسيناريو لـ مصطفي محرم والحوار كتبه بهجت قمر وأخرج الفيلم أحمد يحي وأنتجه الشركة المصرية اللبنانية للسينما (حسين الصباح)، ولم يكن الفيلم هو أول عمل فني مأخوذ عن جليل البنداري فقد سبقته مسرحية تحمل ذات الاسم وأدت دور البطولة فيها الفنانة الراحلة هدي سلطان وشاركها البطولة أيضا الفنان عادل أدهم وهو نفس بطل الفيلم السينمائي الذي خرج للنور بعد المسرحية التي أخرجها محمد سالم.