عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

في ذكرى رحيله.. فؤاد باشا سراج الدين تاريخ من النضال السياسي

فؤاد باشا سراج الدين
فؤاد باشا سراج الدين

كتب- محمد عيسى:

زعيم الوفد وزعيم المعارضة، فؤاد باشا سراج الدين، الذي يعد واحدًا من العظماء الذين أنجبتهم مصر، يمتلك الباشا فؤاد سراج الدين، تاريخاً نضالياً طويلاً، فقد رافق في طفولته زعيم حزب الوفد مصطفى باشا النحاس، وشارك معه في تمزيق معاهدة 1936 في الإسكندرية.

حصل فؤاد باشا، على العديد من المناصب السياسية، وعمره لا يتجاوز 32 عامًا، فعمل وزيرًا للزراعة، والمالية، والداخلية، والشئون الاجتماعية، والمواصلات، في ظل وجود عمالقة السياسة، وتولى منصب وزير الداخلية مرتين وذلك عام 1942، وعام 1950.

 

انضمامه للوفد

انضم للهيئة الوفدية عام 1935، وأصبح عضوًا في حزب الوفد سنة 1946، وسكرتيرًا عامًا له سنة 1949، ثم أصبح رئيسًا له، وكان الباشا الوحيد الذي مارس السياسة في زمن العولمة، من خلال رئاسته لحزب الوفد، ويعد من أكبر الساسة المصريين الذين أثّروا في الحياة السياسية، فضلًا عن أنه الذي أعاد حزب الوفد للحياة السياسية عام 1978 بعد السماح بقيام أحزاب سياسية في مصر.

وفي الثلاثينات والأربعينات من القرن الماضي خاض سراج الدين، معارك سياسية طاحنة ضد قوات الاحتلال البريطاني والقصر الملكي، ويعد صاحب قرار تصدي الشرطة المصرية للقوات البريطانية.

 

اعتقاله

تم اعتقاله عشرات المرات حتى رحيله خوفا من تأثيره وشعبيته وذكائه، ففي 1952 تم تحديد إقامته واعتقاله مرتين، ثم اعتقل بعد حركة يوليو لبضعة أسابيع، واعتقل مرة أخرى في يناير 1953 لمدة ثمانية أشهر بالسجن الحربي، وقُدم للمحاكمة عام 1954، وحوكم استثنائيا، واعتقل في أكتوبر 1961 لمدة خمسة أشهر في سجن القناطر الخيرية، وأيضًا تم اعتقاله في نوفمبر سنة 1965 لمدة أسبوع في السجن الحربي.

ويُعد الوحيد الذي لم يكتب التماسا واحدا للإفراج عنه في اعتقالات سبتمبر 1981، على الرغم أن جميع المعتقلين كتبوا التماسا للرئيس مبارك من اجل الإفراج.

 

مواقفه

كان وزيرًا للداخلية وقت مذبحة الإسماعيلية 25 يناير 1952، و طلب من أفراد الشرطة المصرية المحاصرين في مبنى المحافظة عن طريق الدبابات و المدافع الإنجليزية الصمود والمقاومة أمام الاحتلال.

وبعث رسالة إلى مأمور مركز طوخ، بعد تعنته في مواجهة مرشح الوفد بالدائرة، وبعث له أحد رجاله بسيارته الخاصة، وطلب منه ضرورة أن يرى المأمور السيارة بنفسه وهي تقف تحت مكتبه، وكان نص هذه الرسالة: "يا سيادة المأمور أنت تتعرض

لمرشح الوفد وتضيق الخناق عليه لصالح مرشح الحكومة، لا تنظر تحت قدميك وعليك أن تختار بين وزير الداخلية الحالي الذي سيتم حل حكومته بعد أيام وبين وزير الداخلية القادم الذي يجلس في سيارته تحت مكتبك.

وطلب الملك فاروق سلفه متمثلة في صرف ما يساوى راتبه لمدة 6 شهور مقدمًا، وكان فؤاد باشا سراج الدين وزيرا للمالية آنذاك فرفض أن يصرف السلفة، وابلغ احمد حسنين باشا رئيس الديوان الملكي بهذا الرفض طالبًا معرفة سبب السلفة، فأكد له حسنين، أن الملك كان متزوجا حديثا وقام بكتابة كمبيالات على نفسه،  وهنا وافق فؤاد باشا سراج الدين على صرف السلفة حتى لا ترتد كمبيالات ملك مصر.

ورفض سراج الدين، طلبًا من الملك فاروق بنقل مدير الجوازات دون معرفة الأسباب وعندما لم يذكر الملك الأسباب رفض فؤاد سراج الدين نقله.

وكان له العديد من المواقف الرائعة، بل إنه تم الإفراج عنه من قبل حكومة يوليو بعد سجنه عامين، وذلك لدوره الوطني في دعم الفدائيين خلال عامي 1951 و1952 ضد قوات الإنجليز في قناة السويس، ومساعدته في تهريب الأسلحة إلى الفدائيين في قناة السويس، حيث كان وزيرًا للداخلية وقتها.

ويذكر أن فؤاد باشا سراج الدين من مواليد 2 نوفمبر سنة 1911، بقرية كفر الجرايدة مركز بيلا محافظة كفر الشيخ، وزوجته زكية البدراوي، كريمة البدراوي باشا، وتوفى في 9 أغسطس عام 2000، عن عمر يناهز 90 عامًا، وذلك بعد رحلة حافلة بالإنجازات، والمعارك السياسية الطاحنة.