رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

(2)فى البحرين:اختفاء المسحراتى.. والاحتفال بالنصف من رمضان

بوابة الوفد الإلكترونية

          

في أجواء إيمانية عذبة يستقبل المواطنون والمقيمون في مملكة البحرين شهر رمضان المبارك بمشاعر المحبة والود والروحانية، لا سيما وأن الشهر الكريم يعد فرصة ومناسبة مواتية لإحياء العادات والتقاليد التي تميز بها الشعب البحريني عبر أجياله المتعاقبة، وعاداته الأصيلة وتقاليده الراسخة التي تجسد قيم المحبة والتواصل الديني والاجتماعي وتنم عن التجانس بين أفراد المجتمع البحريني.

ورغم فقد شهر رمضان اليوم الكثير من العادات والتقاليد التي كانت معروفة في السابق، واختفاء الموروثات  العتيقة مثل المسحراتي التي افتقدتها غالبية مناطق البحرين، فعندما يذكر شهر رمضان لابد أن يقرن مع ذكره المسحراتى الذي كان يجول في الطرقات بصوته العذب وأناشيده الرائعة وهو يضرب على طبل يحمله على كتفيه مؤذنا بوقت السحور لإيقاظ النائمين لتناول وجبة السحور قبل الإمساك ، وكان الصبيان يتجمعون حوله ويتبعونه في الشوارع والطرقات سيرا على الأقدام إلى أن دخلت الوسائل العصرية التي استخدمها بعض المسحراتية وهي المناداة بمكبرات الصوت من على السيارات التي تكون مفتوحة من الأعلى هربا من التعب خاصة في فصل الصيف الحار.

و إلى جانب عادات استقبال وتوديع الشهر الفضيل.إلا  أن  أهالي البحرين ما زالوا يبحثون عن عبق الشهر الكريم  من خلال  إقامة مجالس الذكر وقراءة القرآن، إلا أن هذه المجالس لم تحتفظ برونقها السابق إذ كانت غالبية المجالس تستقبل الناس لقراءة القرآن إلى جانب تدريس علومه ومناقشة معانيه.

 وكان استقبال شهر رمضان يتم في الماضي من خلال البدء بعملية «تصفير القدور» أي تنظيف أواني الطبخ وإعدادها للاستخدام، ومن خلال «دق الحب»، وكذلك إنشاد الأهازيج والأناشيد، وكلمات التبريك والتهاني بمقدم الشهر الكريم.

 ولشهر رمضان في البحرين عادات جميلة، كما يمثل الاحتفال بمقدم النصف من رمضان فيما يعرف بـ «القرقاعون» احد ابرز المناسبات ولا تقتصر مظاهر الاحتفال بليالي الشهر الكريم في أوائل أيامه فحسب وإنما تمتد ل «أيام الوداع» وهي الليالي التي تسبق ليلة عيد الفطر.

 عادات وتقاليد رمضانية «المسحراتي» والمجالس الرمضانية ومجالس الذكر وتلاوة القرآن، والليل الطويل المفعم بروح الابتهاج والألفة بين الناس كلها مكاسب اجتماعية كانت و لاتزال تعطي رونق لهذا الشهر الفضيل في تعزيز حالة التواصل الاجتماعي بين الناس وإذكاء روح المودة والألفة والتسامح بينهم,  مع بداية الإفطار يتجمع الناس في المسجد وتكون بجانب المسجد خيمة أو مكان تقام فيه مائدة الإفطار التي يتجمع عليها جميع الرجال ممن هم قريبون من المسجد حيث يأتي كل بيت بالإفطار

لتلك المائدة التي غالبا ما تشتمل على التمر واللبن والقهوة والشوربة وبعض الحلويات ويختلف ذلك من مكان لآخر حيث إن بعض الموائد يتم تحضير بعض الأكلات الدسمة ويكون ذلك إما قبل أو بعد الإفطار.

و العادات والتقاليد في شهر رمضان- فى البحرين-  لم تتغير بالكامل وإنما الحياة وأنماطها هي التي تغيرت حيث إن الناس يجتمعون قبل الإفطار في المسجد لقراءة القرآن الكريم لحين وقت الإفطار والذي يتم بتناول التمر واللبن والماء والقهوة ومن ثم يذهب الجميع لأداء صلاة المغرب والعودة بعد ذلك لتناول وجبة العشاء ومختلف الأكلات الشعبية والتي من أهمها (الثريد والهريس والعرسية) وبعد ذلك يذهبون لتدارس القرآن الكريم بعد الصلاة وبعد الانتهاء من الصلاة يتجمع أهل الديرة من معارف وجيران ويتبادلون أطراف الأحاديث والقصص الدينية ويتناولون التمر والقهوة والفواكه والخضراوات ثم يعودون إلى منازلهم للراحة والاستقرار حتى وقت السحور وبعد ذلك يخرجون إلى المسجد لقراءة القرآن الكريم لحين وقت صلاة الفجر.

وفي شهر رمضان تتميز المائدة البحرينية العامرة كل يوم بأصناف مختلفة من الأكلات البحرينيــة الشهيـرة مثل " الهريس والثريد و المقليات" , إضافـة إلى أطباق الحلوى الأكثر شهرة بين الدول الخليجية، حيث تحافظ ربـة البيت البحرينيـة على مذاق الأكلات الشعبية طوال شهر رمضان من خلال إضفاء ذوقها الخاص في إعداد المائدة.

وتكاد تتشابه البرامج الرمضانية في معظم البيوت ، فتجد التزاور وصلة الأرحام بعد صلاة التراويح لتبادل الأحاديث الودية وتقوية للروابط الأسرية , ولا ننسى المجالس الرمضانية التى تعد بمثابة منتديات للحوار وطرح القضايا الاجتماعية ومناقشة الهموم الحياتية المعيشية فيدلي كل برأيه في المحاور المطروحة.