عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

قسوة الحياة.. سحر للقاضي: انقذني من زوجي الشاذ

بوابة الوفد الإلكترونية

كتب - نصر اللقانى:

بعيون زائغة جلست «سحر» داخل قاعة المحكمة ممسكه بطفليها أمل ومحمود بكل ما تملك من قوه فى انتظار حكم المحكمة فى قضيه الطلاق للضرر التي قامت برفعها ضد زوجها وحصولها على نفقة كافية لمصاريف ابنيها وإيجار شقه تؤويهم بالإضافة إلى قائمه منقولاتها.

ووسط زحام قاعة المحكمة عادت سحر بذاكرتها إلى 8 سنوات سابقة كأنها شريط فيلم سينمائي عندما كان عمرها 16 عاماً عقب انتهاء اليوم الدراسى بالصف الأول الثانوي التجاري إلى منزلها حيث أبلغتها والدتها ألف مبروك يا حبيبي جالك عريس وأصيبت الابنة بالذهول، حيث لا تزال صغيرة بضفائر المدرسة وبعد إصرار من أسرتها وافقت سحر وتم الاتفاق على الزواج العرفى لعدم وصولها إلى السن القانونية للزواج، فهى ما زالت قاصراً، وتم الزفاف فى حفل كبير حضره الأقارب والجيران، وبعد انتهاء مراسم الزفاف حمل العريس عروسه الصغيرة إلى شقة الزوجية داخل منزل العائلة، وما إن أغلق عليها باب الغرفة حتى هجم عليها دون رحمة وخلع عنها فستان الزفاف، وعندما انتهى استلقى على الفراش وراح فى سبات عميق بينما ظلت العروس الصغيرة تلملم جراحها فى ذهول متواصل مما حدث، وسيطرت عليها الأفكار حتى الصباح عندما سمعت طرقات متتالية على باب الشقة وعندما فتحت كان الطارق والدتها وحماتها، حيث قدمتا لها التهاني واطمأنت الأم على ابنتها العروس.

وفى الأيام الأولي للزواج فوجئت العروس بعريسها يقوم بأفعال غريبة، ومنها التعدي عليها بالضرب وإطفاء السجائر فى أماكن حساسة بجسدها وعندما كانت ترفض وتقاوم كان يؤكد لها أنه يستمتع بذلك، وأن صراخاتها من الألم تزيد متعته.

وبعد عامين حان وقت عقد القران الرسمي لبلوغ الزوجة السن القانونية وحاول الزوج التنصل من عقد الزواج رسمياً لكنه رضخ فى النهاية وتم تحرير عقد زواج رسمي لدى مأذون القرية، وحملت الزوجة بطفلها الأول وعند حلول موعد الولادة عادت إلى منزل أسرتها حتى تجد الرعاية الكافية من قبل والدتها طوال أيام الوضع وأنجبت طفلتها أمل وبعد أسبوعين عادت إلى منزل عائلة زوجها حيث ذاقت الأمرين من والدة زوجها وشقيقاته طوال النهار والتعرض للضرب المبرح على أقل الأسباب دون شفقة أو رحمة.

وفى الليل انشغل زوجها بشرب المخدرات ومشاهده الأفلام الإباحية غير عابئ بأحاسيس زوجته، حتى أنجبت طفله الثاني محمود وزادت الخلافات بين الزوجة من جهة وعائلة زوجها من جهة أخرى، وعندما ضاقت بها السبل تركت لهم المنزل وعادت بصحبة طفليها إلى منزل والدها وفشلت كل جهود الأقارب والجيران فى الصلح بينهما، وبعد شهور فوجئت سحر بزواج زوجها من فتاة أخرى، وكانت الطامة الكبرى أن الزواج

تم فى شقتها وفى غرفة نومها.

وعلى الفور توجهت سحر إلى المحكمة وأقامت دعوى للطلاق والحصول على نفقة كافية للإنفاق على الطفلين وقيمه إيجار شقة تعيش فيها مع طفليها.

وفجأة انتبهت سحر على صوت الحاجب «محكمة» وكانت أول قضية فى رول الجلسات هى قضية «سحر» وطفليها وقفت أمام القاضي تروى مأساتها.. وطلبت الطلاق، حاول القاضى إثناءها عن طلبها، وقال لها حاولى تصلحى بينك وبين زوجك ولكن كانت كلماتها مترجمة بالدموع كنت أتمنى سيدى أن ينمو طفلاى فى جو عائلى هادئ بين أبوين متحابين.. حاولت كثيراً وقاسيت الأمرين تحملت ما لا يتحمله بشر، زوجى «سادى» مريض كان يستمتع بعذابى وصوت صرخاتى وتعاطى المخدرات.. وتركنى فريسة بين أنياب أمه وشقيقاته.. وفى النهاية تركنى وطفلىّ دون إنفاق بل تزوج بفتاة قاصر مرة ثانية فى منزلى وعلى فراشى، وجاء اليوم محاميه ليعطل الدعوى ويصر على إذلالى وطفلي حتى أعود إليه.. ولا تتصور سيدى القاضى أنه يرغب فى إعادتي وأن أقيم مع زوجته الثانية فى منزل واحد وفى غرفة واحدة، فهل بعد كل هذا سيدى يمكنني أن أكمل معه حياتي، وأن أقبل أن يعيش طفلاى هذه المعاناة النفسية وهما يشاهدان أمهما تتعذب بكل الطرق والسبل وتطفئ السجائر فى جسدها ويسمعان ضحكات والدهما تتناغم مع صرخات عذاب أمهما أريد حلاً سيدي.. أريد الخلاص وأريد أن أحيا وأطفالى حياة كريمة فهو قادر على الإنفاق علىَّ وعلى طفلين.. لا أريد سوى حقوقى وحقوق أطفالى سأعيش لتربيتهما فقد رضيت بقسمتى فى الحياة بعد أن باعنى أبى بثمن بخس لهذا الزوج.

انتهت الزوجة من حديثها.. وأجل القاضى الدعوى للاطلاع.. غادرت المحكمة على أمل أن تعود فى المرة القادمة ربما تجد ما يسر خاطرها.