عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

"الباراميديكال".. أطباء دون شرعية يهددون صحة الحيوان والإنسان

دخلاء على مهنة الطب
دخلاء على مهنة الطب البيطري

في الوقت الذي يواصل فيه الدكتور خالد العامري نقيب البيطريين، مطالباته المتكررة للدكتور عبدالمنعم البنا وزير الزراعة، بتعيين الأطباء البيطرين، لشغل  6 آلاف درجة شاغرة حاليًا في وزارة الزراعة، يأتي منتحلين صفة "طبيب بيطري" محل الأطباء الذي جاهدوا سنوات طوال ليصبحوا في نهاية المطاف "عاطل بشهادة وختم النسر".

وقد أرسل العامري، مذكرة لهيئة التنظيم والإدارة يطالب فيها تعيين الأطباء البيطريين، مشيراً إلى أن وزير الزراعة يراجع حاليًا قانون الطب البيطري وقانون الزراعة، وسوف يستغرق ذلك شهرًا ونصف، وسوف يتم عرضه على مجلس النواب.

ولكن كل تلك المحاولات لم تجهض مساعي "البراميديكال" أي الدخلاء على مهنة الطب البيطري، من تدمير الثروة الحيوانية، إَضافة إلى المساعدة على نشر الأمراض، لاسيما الأمراض التي يمكنها الإنتقال من الحيوان إلى الإنسان والعكس.

وأكد الدكتور خالد العامري، نقيب الأطباء البيطريين، أن هناك نوعين من دخلاء مهنة الطب البيطري، وهم: من يقوموا بتشخيص المرض وإجراء السونار والجراحات للحيوانات وكذا يقومون بالتلقيح الصناعي لهم، ومن يفتحون مراكز غير مرخصة لبيع وتداول الأدوية البيطرية.

وأستنكر العامري، في تصريحات خاصة لـ "بوابة الوفد"، تقاعس الهيئة العامه للخدمات البيطرية ومديريات الطب البيطري، عن أداة مهامهم، وغلق تلك المراكز أو القبض على منتحلي صفة طبيب بيطري.

وأوضح العامري، أن هؤلاء الأشخاص يدمرون الثروة الحيوانية، لأنهم يتدخلوا في علاج الحيوانات دون دراسة بيطرية أو دراية بنوعية الأدوية وأضرارها، مشيراً إلى أن هذا التدخل السئ الذي يضر صحة الحيوان، ينعكس أيضاً على صحة  الإنسان.

وقال العامري، إن دخلاء المهنة "معروفين بالأسم" من هيئات ومديريات الطب البيطري، لكنهم متروكين دون حساب، لافتاً إلى أن نقابة الأطباء البيطريين طالما طالبت بالتصدي لهؤلاء الأشخاص، الذين يساهموا في كارثة حقيقية.

وتابع العامري، كلما ناشدنا بإغلاق مراكز وعيادات دخلاء المهنة، تنزل حملات على عيادات الطب البيطري المتخصصة لإغلاقها، بحجة نقص أوراق الترخيص، تاركين الأخرين يسعون في الأرض فساداً، حيث أن هناك عمال في المديريات تبلغ الدخلاء بحملات التفتيش للهرب منها.

 وأفاد العامري، أن هناك أكثر من 3000 منفذ بيع أدوية يمتلكها دخلاء للمهنة، بينما هناك عشرات الآلاف من الأطباء دون عمل، موضحاً أن النقابة لا تملك حق إغلاق العيادات والمراكز، لكن السلطة التنفيذية في يد الهيئة العامة والمديريات فقط.

وقالت الدكتورة شيرين زكي مفتش أول بمديرية الطب البيطري، وعضو بنقابة الأطباء البيطريين، إن إدارة الإرشاد في الهيئة العامة للطب البيطري، وكذلك شرطة المسطحات هما المسئولين عن التفتيش على مثل تلك العادات الغير مرخصة.

وأشارت زكي، لـ "بوابة الوفد"، إلى أنه هناك تراخي من قبل الهيئة ومديريات الطب البيطري في عمليات التفتيش، حيث أنه من واجبهم إغلاق أي عيادة أو مركز لتداول الدواء، حال كانت مرخصة بأسم دكتور بيطري لكن من يصرف العلاج فيها ليس طبيب.

وعن سبب هذا التراخي، أكدت زكي، أن قلة عدد أطباء التفتيش أحد الأسباب الأساسية التي تساهم في هذه العملية، كما أن دور إدارات الإرشاد إقتصر على عقد الندوات والمؤتمرات في الكنائس والمساجد فقط، مع إهمال دورها الإساسي.

وأفادت زكي أن "الباراميديكال" من صنع الأطباء البيطريين نفسهم، حيث أن بعض الأطباء يخشون أن يدربوا زملائهم قليلوا الخبرة في عياداتهم؛

خوفاً من أن يفتحوا عيادات مثلهم، لكن يفضلون تعيين "دبلوم تجارة"، موضحه أن هذا  الشخص الغير متخصص يتركهم فيما بعد وبالفعل يتاجر في الأدوية وعلاج الأغنام.

وأرجعت زكي، أسباب إنتشار ظاهرة "الباراميديكال"، إلى ثقافة المواطنين التي لا تتخطى حاجز أن طب البيطري "عبارة عن شخص غير مهم بيعالج الحيوانات"، قائله: تلك الثقافه يجب محاربتها، كما أن يجب أن يكون كل شخص منا رقيب على نفسه.

ولفتت زكي، إلى أن المديرية تتحرك حسب شكوى من النقابة، لأن النقابة لا تتحكم في السلطة التنفيذية، موضحه أن بعض محلات بيع الحيوانات الأليفة بدأت في بيع وتداول الأدوية البيطرية، مما يشكل خطر كبير على الإنسان قبل الحيوان.

"صورة مع الأسطة الدكتور المهندس قبل ما يعمل سونار على الخروف"، هكذا كانت التعليقات الساخرة التي أنهالت على صورة نشرت على "فيسبوك" أثناء إجراء أحد دخلاء مهنة الطب البيطري لسونار على خروف لتشخيص حالته، لاسيما الشكاوي العديدة التي وصلت لنقابة البيطريين، ناهيك عن إنتشار كروت العمل للتعريف بهؤلاء الدخلاء، وكذا صور بعضهم في مراكز الأدوية.

وأكد الدكتور صلاح الدين عبد الحميد، خبير الأدوية البيطرية، وأستاذ الدواء البيطري بجامعة القاهرة، أن ممارسة الغير متخصصين لمهنة الطب البيطري تأثر بشكل كبير على حياة الحيوان، وبالتالي على حياة الإنسان الذي يتناول اللحوم.

وأشار عبد الحميد، إلى أن أي دواء خاطئ يعطية "الباراميديكال" للأغنام والحيوانات، يضرها بنسبة كبيرة، قائلاً: الحيوان مثل الإنسان، إذا تناول دواء خاطئ يمكن أن يحدث له مضاعفات، أو تأثيرات جانبية.

ومن جانبه قال حسن محمود قطوش، أحد "الباراميديكال"، بمحافظة البحيرة: أنا مش دكتور بيطري، لكن واخد المهنة أبًا عن جد، وانا عبارة عن "جساس" للبقر والجاموس فقط ولا أجري أي سونار.

ولفت قطوش، إلى أنه حاصل على دبلوم زراعه قسم إنتاج حيواني، كما أنه حاصل على رخصة معتمدة في الجس من وزارة الزراعة، ويمارس المهنة في سوق ببان بكوم حمادة، نافياً إرتباطه ببيع وتداول الأدوية البيطرية.

وأشار قطوش، إلى أنه المديريات لا تجري حملات تفتيشية عليه، لأنه ليس طبيب بيطري، لكنها تجري على العيادات والمراكز المعروفة فقط.