رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الأطباء المقيمون.. صعوبات على طريقة الكراسي الموسيقية "إللي يلحق يقعد"

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

لم تكن أول مواجهة لجثة هي المرحلة الأصعب في تاريخ أي طبيب كما يظن البعض، ولكن مواجهة الواقع العملي والتخصصي هي الأقوى، فإن حركة النيابات التي يتقدم اليها الأطباء بعد الانتهاء من مرحلة التكليف لدراسة التخصص الذي سوف يتخصص فيه الطبيب ويتدرب عليه، تعد بمثابه المواجهة الأولى لمستقبله، لاسيما للمريض وأهله.

 ويبدأ الطبيب مرحلة الدراسات العليا ليحصل على لقب أخصائي وتكون بالانتداب من مكان التكليف ويعود إلى مكانه الأصلي بعد انتهاء فترة النيابة، تلك اللحظات الحرجة التي يمر بها الطبيب، هي التي ترسم ملامحة المهنية.. أما أن يكون طبيب ناجح أو قاتل بشهادة.

 

أول مواجهة

في هذا السياق أكد الدكتور محمد عز العرب، أستاذ الكبد ورئيس وحدة الأورام بالمعهد القومى للكبد، أن مرحلة النيابة تعد أول مواجهة للطبيب للمريض وأهله، حيث إن الطبيب المقيم هو المسئول الأول عن أي مشكلة أمام الأهالي، سواء نقص الأدوية أوالمستلزمات الطبية.

وأوضح عز العرب، في تصريحات خاصة لـ "بوابة الوفد"، أن الطبيب المقيم يتحمل مسئولية نقص المستخدمات كالمناظير والصبغات والأبر الحرارية التي نواجه فيها زمة حاليا، موضحا أنه في حال الالتزام باللوائح والقوانين التي تمنع الطبيب توجيه المريض بإحضار النواقص على نفقته الخاصة حال استطاعته، سيكون المتضرر هو المريض، فقد يكون أي نقص يعرض حياة المريض للخطر.

وطالب عز العرب، بزيادة الإنفاق على ملف الصحة بما يتناسب مع الدستور المصري، حيث إنه ينص على أن ميزانية الصحة من الناتج المحلي هي 3%، لافتا إلى أنه على الرغم من أننا نحتاج إلى 5% من الناتج المحلي، إلا أننا لانحصل على النسبة المنصوص عليها حتى.

وطالب عز العرب، المجلس الأعلى للجامعات ووزارة الصحة، بمناشدة وزارة المالية لزيادة نسبة الإنفاق على ملف الصحة، مناشدا بحماية نواب الأطباء وعدم الزج بهم ليكونوا ضحية الفشل، وكذا توفير الموارد اللازمة والمستلزمات الطبية.

 

ضحية الإدارة

وعن الدكتور سامح شاهين، أستاذ أمراض القلب بطب عين شمس، ورئيس الجمعية المصرية لأمراض القلب، فقد أكد أن كل مرحلة من المراحل التي يمر بها الطبيب ولها صعوبتها، موضحا أن "الإنابة" هي المرحلة الأصعب في تاريخه الطبي، حيث إنه يتعلم كيف يعامل المرضى وأهلهم وزملائهم في العمل.

وأضاف شاهين، أن الطبيب في المستشفيات الحكومية لا يتعلم كيفية التواصل وتبليغ المريض بخطورة مرضه، ولايستطيع السيطرة على توتر وعصبية أهل المريض وخاصة في العمليات، مما يجعله أن يشهد نوبات غضبهم العارمة، موضحا أن ذلك يكون بسبب قلة خبرته وضعف دراسته أثناء الكلية.

وأفاد شاهين، أن الطبيب المقيم هو ضحية الإدارة في نقص المستلزمات الطبية، حيث أن أهل المريض يرون أن التقصير في تأدية الخدمة العلاجية من الطبيب، وهذا اعتقاد خاطئ، موضحا أن بعد كل هذه الضغوطات لايستطيع النائب أن يتعين في المستشفى التى بذل كل هذا الجهد فيها.

وتابع شاهين، أن الطبيب في تلك المرحلة يكون كالطالب في الثانوية العامة الذي يسعى إلى نيل أعلى الدرجات للحصول على كلية جيدة، حيث أن التعيين في المستشفى يكون أولوية الدرجات التي يحصل عليها، كما أنها تكون خطوة

فاصلة لتكملة الدراسات العليا.

وطالب شاهين، بتسهيل العملية التعليمية خلال تلك الفترة، إضافة إلى توفير وقت الطبيب الشاب لعمل الماجستير والدكتوراه، مناشدا بوجود بورد أو درجة من الزمالة حتى يستطيع مزاولة المهنة براحة.

 

كراسي موسيقية

وأكد الدكتور أسامة عبدالحي، الأمين العام لاتحاد الأطباء العرب وعضو مجلس نقابة الأطباء، أن مشاكل نواب الأطباء داخل المستشفى المصرية كثيرة ومتعددة، حيث أنهم يعتبرون أول خط دفاع للتعرض للمرضى، لكن يجب ألا يتحملوا مسئولية الإدارة بخصوص نقص المستلزمات الطبية.

وأوضح عبدالحي، أن الطبيب المقيم مهنته تتلخص في أن يتعلم من الاستشاري المسئول عنه، مشيرا إلى أن النائب يواجه نقص فرص التعليم وتسجيل الدراسات العليا.

وأفاد عبدالحي، أن وزارة الصحة توفر 5000 فرصة تسجيل ماجستير، وكليات الطب تخرج من 8 إلى 9 آلاف طبيب سنويا، لذا فإن عدد الفرص أقل من عدد الأطباء، مما يجعل الأطباء يلعبون لعبة الكراسي الموسيقية "واللي يلحق يقعد".

ولفت عبدالحي، إلى أن "الصحة" توزع الأطباء على أقسام المستشفى، لكنها لاتوفر لهم الدراسات العليا التي يقومون بها في نفس تخصصهم، مما يضطرهم إلى البحث عنها في جامعات أخرى، لا تأخذ غير أبنائها وتقدير جيد جدًا.

وطالب الأمين العام لاتحاد الأطباء العرب، بتوفير قواعد ارشادية داخل المستشفيات لتعليم الأطباء المقيمين، وكذا خلق بيئة عمل صحية، وتوفير الأمان في الطوارئ والاستقبال.

 

كوارث يومية

وأوضحت الدكتورة ريهام صلاح، طبيب تحاليل بمستشفى القصر العينى، أن النائب يتعرض لكوارث يوميا، خاصة في الفترة الأولى التي لم يكون معتاد على المواجهة المباشرة للمهنة وصعابها.

وأضافت صلاح، أن الطبيب عادة ما يواجة الصعاب، ولكن يشتد الأمر حينما لا يوجد مستخدمات طبية وأدوية، إضافة إلى العمل تحت ضعط الأماكن النائية التي يمارسون المهنة بها، لاسيما الطوارئ غير الآمنة وغير مأمنه تمامًا.

وأشارت صلاح، إلى أن بعد كل هذا العناء لا يأمن مستقبل الطبيب من خلال التعيين في المستشفى التي قضى فترة الأنابة بها، وينتظر دورة الذي لن يأتي، قائله: في الآخر بيتعين في وزارة الصحة وما أدراك ما وزارة الصحة.