رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

تهديد إيران بالانسحاب من «الاتفاق النووي» عرض مستمر.. وتباين الآراء بشأنه

الرئيس الإيراني حسن
الرئيس الإيراني حسن روحاني

«أولئك الذين يريدون العودة إلى لغة التهديد والعقوبات هم أسرى أوهام الماضي، إن أرادوا العودة إلى هذه التجربة سوف نعود بالتأكيد وخلال فترة قصيرة.. في غضون ساعات وأيام، إلى وضعنا السابق ولكن بقوة أكبر بكثير».. هكذا هدد الرئيس الإيراني حسن روحاني أمريكا بالانسحاب من الاتفاق النووي.

ولوح روحاني، في كلمة له بمجلس الشورى الإيراني، من إمكانية خروج بلاده من الاتفاق النووي إذا واصلت الولايات المتحدة سياسة العقوبات والضغوط، منتقدًا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي أثبت للعالم أنه «ليس شريكًا جيدًا» -حسب وصفه-.

ولم تكن هذه المرة الأولى التي تهدد فيها إيران منذ تولى ترامب رئاسة أمريكا، بانسحابها من الاتفاق النووي، الذي تم توقيعه في مدينة لوزان السويسرية في مارس 2015، بسبب استمرار أمريكا في فرض العقوبات الاقتصادية عليها.

وفي ديسمبر 2016، أعرب وزير الدفاع الإيراني، حسين دهقان، عن قلقه بعد انتخاب دونالد ترامب وتهديده بانسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي، محذرًا آنذاك واشنطن بأن أي حرب ستدمر إسرائيل ودول الخليج العربية، وقد تمتد إلى حرب عالمية.

وفي يناير 2017، وبعد تنصيب ترامب، قال علي أكبر صالحي، رئيس منظمة الطاقة النووية في إيران، إن بلاده مستعدة للرجوع إلى ما قبل الاتفاق النووي بوتيرة أسرع في حال أقدم الرئيس الأمريكي الجديد بعمل مضاد للاتفاقية.

وفي يوليو الماضي، هدد وزير الخارجية الإيراني، جواد ظريف، بانسحاب بلاده من الاتفاق النووي مع القوى الغربية حال استمرار "الانتهاكات" الأمريكية لشروط الاتفاق.

وكانت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد فرضت إدارة عقوبات جديدة على إيران، ردًا على إطلاق صاروخ باليستي متوسط المدى، في فبراير الماضي، ووقتها قال ترامب: "إن إيران تلعب بالنار".

وفي يوليو الماضي، أعلنت الإدارة الأمريكية، فرض عقوبات اقتصادية جديدة على إيران، بسبب استمرارها فى برنامج الصواريخ الباليستية وزعزعة الاستقرار فى المنطقة، حيث فرضت عقوبات على 18 فردًا وجماعة إيرانية.

وفي هذا السياق، اعتبر محمد محسن أبو النور، الباحث المتخصص في الشأن الإيراني، أن تهديدات الرئيس الإيراني حسن روحاني، بالأمس بالانسحاب من الاتفاق النووي بسبب العقوبات الأمريكية، غير جدية.

وأوضح في تصريحات خاصة لـ "بوابة الوفد"، أن روحاني يستهدف من حديثه هذا إرسال رسالتين، الأولى داخلية إلى الناخبين والأوساط السياسية والمحافظين والإصلاحيين الذي يهاجمونه، خاصة أنه لم يُكمل 10 أيام في منصبه، لذا فهو يستهدف حفظ ماء الوجه أمام المجتمع الإيراني.

وتابع أبو النور، أما الرسالة الأخرى فهي موجهة إلى الأطراف الدولية والشركاء الأوروبيين وخاصة فرنسا وألمانيا، للضغط على الولايات المتحدة لعدم فرض عقوبات جديدة على إيران، بعد أن فرضت إدارة ترامب حزمتين من العقوبات على طهران، متوقعًا أن هذه العقوبات لن تكون الأخيرة.

وأشار إلى أن أخر عقوبة من أمريكا كانت تستهدف مؤسسة الحرس الثوري بشكل مباشر، وبالنسبة لإيران أن يتم استهداف مؤسسة خط أحمر، حيث كانت العقوبات في الماضي تستهدف أشخاصا وشركات تابعة

للحرس الثوري.

ورأى محمد صالح صدقيان، مدير المركز العربي للدراسات الإيرانية، أن السلوك الأمريكي المتبع تجاه الاتفاق النووي مع إيران في الوقت الحالي، هو السبب وراء تهديد روحاني بالانسحاب، الذي جاء ردًا على تصرفات الولايات المتحدة.

وبين في تصريحات صحفية، أن الرئيس الإيراني كان يتحدث أمام البرلمان الإيراني، الذي يضم العديد من المتشددين المعارضين للاتفاق النووي، لذلك فإنه كان محرجا أمامهم بسبب عدم التزام إدارة ترامب بصيغة الاتفاق النووي، خاصة فيما يتعلق بعدم فرض عقوبات جديدة.

ومن جانبه؛ قال مختار غباشي، نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والإستراتيجية، إن تهديدات إيران لأمريكا بالخروج من الاتفاق النووي جادة ومن الوارد أن يحدث خلال الفترة المقبلة.

وذكر في تصريحات خاصة لـ "بوابة الوفد"، أن حجم توغل طهران في الملفات الأمريكية مزعج للولايات المتحدة لذلك فإنها قد تلجأ لتنفيذ تهديدها، مشيرًا إلى أن هناك بعض الدول التي تعمل أمريكا حسابًا لها، مثل إيران وكوريا وروسيا.

وأشار غباشي، إلى أن إيران سبق وأن ضغطت على الولايات المتحدة الأمريكية لإبرام هذا الاتفاق بمساندة روسيا.

وقال سعيد اللاوندي، خبير العلاقات الدولية، إن الرئيس الإيراني حسن روحاني، جادًا في تهديداته بإمكانية انسحاب بلاده من الإتفاق النووي، لأن طهران ترى أن الاستمرار في فرض العقوبات عليهم، هو ضرب في الأسس التي قام عليها الاتفاق النووي.

وأضاف في تصريحات خاصة لـ "بوابة الوفد"،  أن هذا التهديد ربما يدفع بعض الدول إلى جعل أمريكا تكف في عقوباتها على إيران، مؤكدًا أن انسحاب طهران من الإتفاق النووي ليس في صالح الولايات المتحدة بأي شكل من الأشكال.

وتابع اللاوندي، إلى أن هذا الإتفاق لم يأت بين ليلة وضحاها، ولكن المفاوضات استمرت لاكثر من 15 عاما، وهو من أشكال السلام، مشيرًا إلى أن انسحاب إيران يعني أيضًا فرض مزيد من العقوبات عليها ولكنها تحصنت من ذلك في السنوات الماضية، وأصبحت قادرة على التعامل معها.