رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

عم محمود «الإسكافى»: ياما فصلت جزم لباشوات

بوابة الوفد الإلكترونية

فى محل صغير لا يتجاوز بضعة أمتار يقف الحاج محمود إبراهيم أبوالخير 60 سنة، «الإسكافى» صاحب محل تصنيع أحذية «اسكافى»، يراقب تقلبات الدنيا وتغيراتها وما حدث لرفاق مهنته التى اندثرت بعد أن كانت فى يوم من الأيام تدر ذهبا عليه وعلى أسرته.

كل يوم يمر عليه يسارع عم محمود أمواجا عالية تسببت فى إفلاس كثير من زملائه وإعلانهم تخليهم عن مهنة آبائهم وأجدادهم، لكنه لا يعلم إلى متى يظل قادرا على المقاومة وقد أغلقت أغلب محلات وورش تصنيع الأحذية أبوابها بسبب التطور فى صناعه الأحذية وفتح الباب أمام استيراد الأحذية الصينى الرخيصة والتى كانت سببا رئيسا فى اندثار مهنة «الإسكافى».

لم يبق فى مهنة تصنيع الأحذية التى كانت ملمحا رئيسيا لشارعى تل الحدادين وسوق الفسيخ بمدينة طنطا، سوى عدد قليل يعد على أصابع اليد الواحدة، مازالوا يحاربون رياح التغيير ولعنتها ويعلنوا تمسكهم بمهنة من أقدم المهن.

ضغوط كثيرة يتعرض لها العاملون فى مهنة تصنيع الأحذية بخلاف التطور الصناعى والتخلى عن الطرق البدائية فى التصنيع يرويها الحاج محمود قائلا «فتح باب الاستيراد على مصرعيه لاستيراد الجلود والأحذية الصينى «خراب بيوت» تسبب فى اندثار المهنة، وليس ذلك وحسب بل يتم فرض ضرائب باهظة وجزافية على كل محل وورشة، كما أن التأمينات ومكاتب العمل تفرض شروطا مجحفة على صاحب العمل، تجعل إلحاق العمالة فى تلك المهنة أمرا فى غاية الصعوبة.

لدى الحاج محمود 5 أولاد فى مراحل تعليمية مختلفة، يعتزون جميعا بمهنة والدهم ولا يجدون أى غضاضة فى امتهان والدهم لتلك المهنة ويعلق على ذلك قائلا «فلوس مهنتنا

فيها بركة ورزقها حلال، وربنا بيبارك لى فى رزقى عشان بحب مهنتى وبشتغلها بضمير».

وعن طبيعة الزبائن التى تتردد عليه يقول « أنا بعتبر زبائنى ناس من طراز فريد بتهتم بأدق التفاصيل فى حياتهم  مستطردا «وهناك زبائن حالات خاصة يعنى زبون مثلا قدمه كبيرة أو صغيرة جدا بيكون فرصة عثوره على حذاء جاهز صعب فيلجأ إلى تفصيل الحذاء، كما ان هناك أناسا ملوا من شراء الأحذية الصينى التى لا تعيش سوى شهور معدودة وربما أيام «منظر على الفاضى» فيرغب فى شراء جلد ونعل طبيعى وحياكته ليكون حذاء متينا ومريحا فى نفس الوقت.

يتحسر عم محمود على أيام زمان عندما كان يحيك الأحذية لعلية القوم، حيث كان كل زائر للمسجد السيد البدوى يحرص على تفصيل حذاء ويتباهى به أمام اقاربه وأصدقائه أما الآن يسخر الكثير من فكره تفصيل الحذاء مضيفا «ياما فصلت جزم لباشوات».

يطالب الحج محمود من المسئولين فى محافظة الغربية، بتقديم الدعم لمهنة تصنيع الأحذية وإلغاء الضرائب الجزافية التى تفرض عليهم حفاظا على تلك المهنة التاريخية.