رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ينهي حياة زوجته لطلبها الطلاق

أرشيفية
أرشيفية

 بعد حصوله على دبلوم الصنايع، ضاقت عليه السبل وضاقت عليه نفسه بقريته «يعقوب» التابعة لمركز البلينا بسوهاج، فى الحصول على لقمة عيش كريمة، فقرر أن يتوجه إلى مدينة الإسكندرية، وخاصة عندما أخبره بعض أقاربه وأصدقائه بوجود عمل مناسب له فى تجارة الخردة التى تدر أرباحاً، تساعده فى مصروفات الزواج وتعينه على ظروف الدهر وتقلبات الحياة.

حمل حقيبته المتواضعة، وتوجه إلى منطقة سيدى بشر بالإسكندرية لوجود الكثيرين من أبناء قريته بها، ولم تمض أيام معدودات حتى حصل على فرصة عمل بتجارة الخردة وذاع اسمه بين تجار وأبناء المنطقة، واستمر لأكثر من عامين هناك حتى تعرف على فتاة جميلة تسكن بالقرب من مكان تجارته، فنشأت بينهما علاقة حب، انتهت بالزواج فى شقة مؤجرة متواضعة بالمنطقة الساحلية، وأثمر هذا الزواج عن ثلاثة أطفال.

ولأن دوام الحال من المحال، فقد عرفت الخسارة طريق تجارته، وكأن الدنيا قد أقسمت ألا تجعله سعيداً سوى سنوات عشر هى فترة زواجه وإنجابه، فقرر العودة إلى مسقط رأسه بسوهاج، ولكن إيراد القراريط الستة التى ورثها عن أبيه، أصبحت لا تكفى مصروفاته لنصف الشهر، فبدأ يستدين للإنفاق على أسرته، وليت الأمر أصبح مقصوراً على الإنفاق على الأكل والشراب، بل بدأ يتعاطى الأقراص المخدرة، ظناً منه بأنها سوف تنسيه ما يعانى من عموم الحياة ورغد العيش بمدينة الإسكندرية، خاصة أن المشاكل الزوجية بدأت تدب فى أرجاء منزله، فقد كان يرى أن زوجته أجمل سيدات القرية، لذلك فرض عليها حصاراً وعزلها عن أهله وجيرانه، حتى المكالمات التليفونية أصبحت ممنوعة فى منزله، بسبب الغيرة الشديدة على تلك الزوجة الإسكندرانية.

ناقشته زوجته فى الأمر وطلبت منه الإقلاع عن تناول تلك الأقراص المخدرة التى تفقده وعيه كلما تعاطاها، بل تفقده توازنه، وتركيزه فى الحياة وتبعده عن حياته وأسرته وهموم الحياة وكأنه ليس موجوداً بالحياة، فنهرها بشدة وأخبرها أنه رجل، وقراره من رأسه وغير مسموح أن يقال له ذلك الكلام أى أحد، حتى لو كانت زوجته وأم أطفاله.

وعندما لم تتوصل معه إلى أية حلول طلبت منه الطلاق، فجن جنونه ولم يصدق ما تسمع أذناه، فلطمها على وجهها عدة لطمات متوالية، فحاولت الخروج من المنزل هرباً

من بين يديه، ولكنه أسرع إلى المطبخ وأحضر سكيناً وطعنها فى صدرها طعنات نافذة أفقدتها القدرة على الحركة أو الصراخ، وخارت قواها وسقطت مغشياً عليها.. ماتت.. لفظت الزوجة أنفاسها الأخيرة وهى تنظر إلى زوجها ولسان حالها يقول: ربما أرحتنى من آلام البقاء معك.

لم يصدق الزوج ما حدث وجلس يبكى عند جثة زوجته، وحمل السكين وخرج من المنزل هارباً إلى الزراعات المجاورة، وعندما استيقظ الأطفال الصغار وجدوا جثة أمهم غارقة فى دمائها، فصرخوا صرخات متتالية، طالبين النجدة من جيرانهم، الذين جاءوا مسرعين، وأبلغوا اللواء مصطفى مقبل مدير أمن سوهاج بالواقعة.

تمكنت مباحث سوهاج بإشراف العميد خالد الشاذلى مدير المباحث، وقيادة العميد أحمد الراوى رئيس فرع البحث لقطاع الجنوب من كشف غموض الجريمة، وتم القبض على الزوج القاتل، وأحيل إلى النيابة العامة، فأمرت بحبسه أربعة أيام على ذمة التحقيقات، مع مراعاة تجديد الحبس فى الميعاد القانونى، وصرحت بدفن جثة الزوجة القتيلة بعد تشريحها لبيان سبب الوفاة، وكلفت المباحث بالتحرى عن الواقعة، وتولت التحقيق بإشراف المستشار أحمد عبدالباقى المحامى العام لنيابات جنوب سوهاج، وفى اعترافاته بكى الزوج كثيراً كطفل فقد أمه.. لم يتصور أن تكون الدنيا دون زوجته، دفعتنى إلى قتلها سيدى.. كانت تريد أن تقتلتنى بطلبها الطلاق، بل كانت ترغب فى تركى والعودة إلى الإسكندرية.. لم أدر إلا وأنا أمزق جسدها والدماء تتدفق من صدرها.. ماتت وماتت معها حياتى.. فقد كانت كل حياتى.