عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

شاهد.. سوق الجمعة تتحول لـ"حديقة حيوانات" وبيع الثعابين والخفافيش "على عينك يا تاجر"

سوق الجمعة
سوق الجمعة

على بعد خطوات من ميدان السيدة عائشة يقع مقر سوق الجمعة التي توجد بها العديد من أنواع الحيوانات المختلفة، منها الثعابين والكلاب والخفافيش، وكذلك الحمام والعصافير ''الكناري'' التي تغرد من داخل أقفاصها وكأنها بعالم منفصل لا تأبه بالأصوات الصاخبة من حولها لبائعي الحيوانات، الذين انتشروا بطول السوق ليبدو المشهد وكأنك في عالم للحيوانات وليس ما يطلقون عليه بـ"سوق الجمعة".

 اشتهرت سوق الجمعة ببيع الملابس رخيصة الثمن والحمام والعصافير والقطط كونها أنواعًا مسالمة وأليفة، ولكن على أرض الواقع تجد الحقيقة غير ذلك،  ففى منتصف الطريق يتغير المشهد فتجد الثعابين والأفاعي والبومة والكلاب تتصدر السوق، والتي يروج لها بائعوها بمنتصف الطريق وجذب الزبائن لشراء هذه الحيوانات بعرض مميزاتها وأنواعها الجيدة ومنها ما يقال عليه نادر.

"بوابة الوفد" رصدت انتشار هذه الحيوانات في سوق الجمعة، حيث بدا من حال السوق كأنها مخصصة للرجال فقط وحرمت على النساء بسبب خطورتها وزحامها وما تحويه من حيوانات خطرة.

أجساد المارة تتلاحم من شدة الزحام في الشوارع الملتوية والضيقة،  حيث تقبع السوق وسط مقابر منطقة السيدة عائشة، فلا يوجد سبيل سوى السير وسط  الأموات.

ممنوع بيع السام

قال عبد الحميد الأنصاري، بائع ثعابين بسوق الجمعة، إنه يهوى تربية الزواحف منذ أكثر من 10 سنوات وبالرغم من تخرجه في كلية نظم ومعلومات إلا أن هوايته غلبت عليه ليفرغ نفسه ويتخذ منها مشواراً لحياته العملية، لافتاً إلى بيعه ثعابين غير سامة بالسوق لعدم تعرضه للمساءلة القانونية حال مخالفته للأمر.

وأشار الأنصاري، لطريقته في سحب السم من فم الثعبان عن طريق استخدامه لطرحة من الحرير لخشونتها توضع بالفم وتشد مرة واحدة بقسوة، وبذلك يخلى الثعبان من سمه، مبيناً أنه يبيع ثعابين سامة على حسب طلب الزبائن ولكن في مزرعة خاصة يعمل بها بمنطقة أبو رواش بالجيزة لعدم تعرضه للمساءلة بالسوق.

وعرض لنا بائع الثعابين بسوق الجمعة، ما يبيعه داخل السوق من خفافيش وثعابين وبوم، وميزة كل منها وعيبه،  فعلى سبيل المثال الخفاش ضرره في حال لصقه بوجه شخص ما، فلا يخرج منه بغير أن يترك جرح في الوجه.

يوم الجمعة المهرب من غلاء الأسعار

وفى أحد أركان سوق الجمعة تجد محلًا كبيرًا مخصصًا لطعام الحيوانات والطيور، يجلس بداخله الحاج إسماعيل خير، رجل ستيني، يتاجر فى "السنيبأ والفلالس" الطعام المخصص للعصافير الأسترالي، فغلاء الأسعار كان العامل الرئيسي وراء  قراره في غلق محله طوال الأسبوع ويكتفي بما يجنيه من مال يوم الجمعة لسد احتياجات أسرته التي يعولها.

وقال الحاج إسماعيل خير، إنه يعمل بالسوق منذ حوالي 40 عاماً في مجال أكل العصافير والحمام بأنواعها المختلفة كالسنيبأ والفلالس والبركم، لافتاً إلى طريقة تحضير تلك الأنواع من خلال شراء عظام محار البحر والسبيط من الصيادين ودخوله في دورة تنشيف له.

وأضاف خير أن السنيبأ يستخدم لإطعام العصافير الأسترالي عن طريق وضع مادة لعظام السبيط لتنشيقه  ووضعه بالشمس حتى يشبه الصدف، مشيراً إلى أن العمل بالمحل يوم الجمعة فقط لغلاء الأسعار فحركة البيع ليست في سابق عهدها فيقوم بتوقف العمل في الأعياد وشهر رمضان.

واستكمل تاجر أكل العصافير والحمام،أن كيلو السنيبأ بـ40 جنيهًا وكان في السابق بـ7 جنيهات،

قائلاً:"إحنا بنفتح الجمعة بس وبنقفل بقي الأسبوع رزقنا بناخده يوم الجمعة بس وبيأكلنا طول الأسبوع ".

أسماك الجراند أصلح الأنواع للتربية

"أسماك الزينة" يتهافت عليها كل من يمر بقرب محل الحاج عرفة، لاقتنائه أنواع ليست في باقي محال بيع الأسماك بسوق الجمعة، ولخبرته في المجال، علم أولاده المهنة وأصول المحافظة على أسماك الزينة والمعروف عنها صعوبة التربية بالمنازل لعمرها القصير.

وأشار عرفه محمد بائع سمك الزينة، إلى أنواع السمك المختلفة والتي تتكاثر عن غيرها من الأنواع الأخرى كالجرامى والسولتير والتايجر، قائلاً" أخذت المهنة وراثة عن والدى وعملت بسوق الجمعة منذ صغرى".

وتابع محمد قائلًا إن السمك السولتير يعيش مدة قصيرة لعدم الاعتناء به فالكثيرون يشترون أسماك الزينة ولا يعلمون كيفية المحافظة عليها والطريقة المثلى لإطعامها ، موضحاً اختياره للعمل بسوق الجمعة عن غيره من الأسواق لامتيازه بتوافد الجماهير بصفة دائمة من كل أسبوع.

وقدم بائع سمك الزينة بسوق الجمعة، نصيحته للجمهور المعتاد على شراء أسماك الزينة فلا بد من تغيير المياه التي يعيش فيها السمك بصفة مستمرة وإطعام السمك كل 3 أيام على مدار اليوم 4 حبيات من الطعام وليس كما يفعل البعض كل يوم، علاوة على اختيار اسماك الجراند للتربية في البيت عن غيرها لأنه النوع الوحيد الذي لا يحتاج لحوض سمك.

اكتساح الحمام لسوق الجمعة

تجد  "أقفاص الحمام" بأعداد بائعيها وأنواعها النادرة والتي لا تجد مثلها إلا في هذا السوق، والعصافير والأسماك الملونة والطيور، لذلك يتهافت كل هاوٍ وممارس لتربيتها للذهاب لـ"سوق الجمعة" من كل أسبوع على اختلاف وظيفة كل منهم ، لتجد من يقف بقفصه ليعرض بضاعته على المارة كمصدر للرزق وغيره من يدفع مبالغ طائلة لهوايته في شراء وتربية تلك الزواحف.

الباعة الجائلون

تشهد سوق الجمعة أيضًا انتشار الباعة الجائلين حول المقابر من جميع الجهات لينادوا على بضائعهم مجهولة المصدر والمتدنية الأسعار ، فتجد من ينادى بتيشرت من القطن بمبلغ 20 جنيهًا، وعندما تقترب قليلًا من نهاية السوق تتعالى أصوات سيدة تفترش الرصيف لبيع الجبن مجهول المصدر، وذلك هو حال سوق الجمعة بميدان السيدة عائشة.