عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رفاعة الطهطاوي "قائد التنوير" بين تأييد محمد علي واضطهاد عباس الأول

رفاعة الطهطاوى -
رفاعة الطهطاوى - ارشيفية

تحل اليوم الذكرى الـ 215 على مولد العلامة الراحل، رفاعة رافع الطهطاوي، رائد التنوير والإصلاح في العصر الحديث، فقد وضع البذور الأولى للفكر المستنير الذي يعد بمثابة الثغرة الأولى الوحيدة التي نفذ منها الغرب لعالمنا الاسلامي، كما يعتبر الطهطاوى من أبرز القادة في النهضة التعليمية في عهد محمد علي.    

 

مولد ونشأة الطهطاوى

 

ولد رفاعة رافع الطهطاوي في 15 أكتوبرعام 1801 بمدينة طهطا إحدى مدن محافظة سوهاج بصعيد مصر، ونشأ في أسرة كريمة الأصل شريفة النسب، فأبوه ينتهي نسبه إلى الحسين بن علي بن أبي طالب، وأمه فاطمة بنت الشيخ أحمد الفرغلي، ينتهي نسبها إلى قبيلة الخزرج الأنصارية.

 

تنقل الطهطاوي في بلاد صعيد مصر لحفظ القرآن، ثم رجع إلى طهطا بعد وفاة والده، فوجد من أسرة أخواله اهتمامًا كبيرًا حيث كانت زاخرة بالشيوخ والعلماء فحفظ على أيديهم المتون التي كانت متداولة في هذا العصر، وقرأ عليهم شيئا من الفقه والنحو .

 

والتحق الطهطاوي بالأزهر عندما كان عمره 16 عامًا، وتميز على أقرانه الذين سبقوة بالالتحاق بالأزهر؛ نتيجة لما تعلمه على يد أخواله سابقًا.

 

أبرز تلاميذ رائد التنوير فى مصر

 

تتلمذ على يد أبرز علماء الأزهر كالشيخ حسن القويسني، وإبراهيم البيجوري، وحسن العطار الذي وطَّد الطهطاوي علاقته به.

 

دراسة صاحب الفكر المستنير

 

درَّس الطهطاوي في الأزهر وهو في الحادية والعشرين من عمره، وكانت لة طريقة جذابة في الشرح؛ الأمر الذي جعل الطلبة تلتف حوله لتلقي العلم والاقبال على درسة بشكل خاص، ثم ترك التدريس بعد عامين والتحق بالجيش المصري النظامي الذي أنشأه محمد علي إماما وواعظا لإحدى فرقه، الأمر الذي علمة الدقة والنظام.

 

الطهطاوى فى فرنسا

 

قررت الحكومة المصرية عام1826 إقامة بعثة علمية كبيرة إلى فرنسا لدراسة العلوم والمعارف الإنسانية، في الإدارة والهندسة الحربية، والكيمياء، والطب البشري والبيطري، وعلوم البحرية، والزراعة والعمارة والمعادن والتاريخ الطبيعي ,وبالإضافة إلى هذه التخصصات يدرسون جميعا اللغة والحساب والرسم.

 

قرر الوالى محمد على النهوض بمصر، وحرص ألا يتأثر أعضاء البعثةبالمجتمع الغربى، لذلك قرر أن يصحب البعثة ثلاثة علماء من الأزهر الشريف؛ لإمامتهم فى الصلاة وإرشادهم، ورشح الشيخ حسن العطار رفاعة الطهطاوى ليكون من هؤلاء الثلاثة.

 

وعندما تحركت السيفنة التى تحمل أعضاء البعثة بدأ الطهطاوى فى تعلم الفرنسية، وكأنه يعمل على أن يكون من أعضاء البعثة وليس فقط إمامها ومرشدها، وعند الوصول إلى فرنسا استكمل تعلم الفرنسية واستأجر لنفسه معلما خاصا يعلمه الفرنسية مقابل بعض الفرنكات من مصروفه الشخصى التى كانت تعطيه له إدارة البعثة.

 

كان رفاعة الطهطاوى يشترى كتبا خاصة بعيدة عن الكتب الدراسية، وكان حريصا على مدوامة القراءة والدراسة، وذلك أثر على عينه اليسرى ونصحه الطبيب بعدم القراءة ليلاً ولكنه لم يستجب له واستمر فى اشباع رغبته بالقراءة، وفى ظل هذه الرغبة فى التعلم قررت الحكومة المصرية ضم رفاعة الطهطاوى إلى البعثة وأن يتخصص فى الترجمة لتفوقه فى اللغة العربية

والثقافة الأزهرية .

 

عودة الطهطاوى إلى مصر

 

عاد رفاعة الطهطاوى إلى مصر فى عام  1283هجريا الموافق 1832ميلاديا، وقد سبقته تقارير من أساتذته فى فرنسا تدل على امتيازه.

 

وكانت أول وظيفة تولاها بعد عودته؛ هى وظيفة مترجم بمدرسة الطب وكان أول مصرى يتعين فى هذة الوظيفة .

 

فى عام 1251هجريا الموافق 1833 ميلاديا انتقل الطهطاوى من مدرسة الطب إلى مدرسة الطوبجية (المدفعية) بمنطقة (طره) كى يعمل مترجما للعلوم الهندسية والفنون العسكرية.

 

حلم الطهطاوى

 

كان الطهطاوى يتمنى إنشاء مدرسة لتعليم اللغات الأجنبية، وإعداد نخبة من المترجمين لترجمة كتب الغرب وانتفاع الدولة منها، وتقدم بهذه الفكرة الى محمد على وبالفعل نجح فى إقناعه بإنشاء مدرسة الألسن، وافتتحت فى القاهرة عام 1835 وتولى رفاعة نظارتها وكانت مدة دراستها خمس سنوات.

 

ظلت المدرسة خمسة عشر عاما وكانت منارة للعلم والمعرفة ومكانا لالتقاء الثقافات حتى تم إغلاقها فى عام 1849على يد الحاكم الجديد عباس الأول، لأنه كان غير راضٍ على سياسة جده محمد على وعمه إبراهيم باشا.

 

ونفى "عباس"، "الطهطاوى" إلى السودان، ليتولى نظارة مدرسة إبتدائية، يقوم بإنشائها هناك.

 

أهم المترجمات التى قام بها الطهطاوى

 

تاريخ القدماء المصريين "عام 1838 ميلادياً"

"تعريب قانون التجارة الفرنسى" عام 1868ميلادياً

"تعريب القانون المدنى الفرنسى" عام 1866 ميلادياً

كتاب "قائد الفلاسفة "عام 1836 ميلادياً

"المنطق" عام 1838

 

أهم مؤلفات الطهطاوى


كتاب "الديوان النفيس بإيوان باريس" وهو الذى صور فيه طهطاوى رحلته إلى باريس وتقدم به إلى لجنة الامتحان فى 19 أكتوبر 1830 ميلاديا.

 

"مناهج الألباب المصرية فى مباهج الآداب العصرية" وقد خصصه للكلام عن التمدن والعمران وطبع عام 1869ميلادياً .

 

"أنوار توفيق الجليل في أخبار مصر وتوثيق بني إسماعيل"  الجزء الأول من الموسعة التى قرر طهطاوى تأليفها وهذا الجزء يختص بتاريخ مصر القديمة حتى الفتح الأسلامى وطبع فى عام 1868 ميلادياً.

 

"المرشد الأمين فى تربية البنات والبنين" وخصصه لفكره فى التربية والتعليم وآرائه فى الوطن والوطنية وطبع فى العام الذى توفى فيه 1873ميلادي.