رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

«عروسة المولد».. تاريخ من الموروث الثقافي

عروسة المولد
عروسة المولد

تعتبر العروسة الحلاوة، إحدى أيقونات التراث الشعبي التي اتخذت لها في قلوب ووجدان المصريين، مكانها كرمز  للمولد النبوي، حيث لا يزال الكثيرون يتمسكون بها ولا يتنازلون عنها حتى مع التحذيرات الصحية من الطرق البدائية المستخدمة في صناعتها.

وصفها أحد الرحالة الإنجليز وهو مارك جرش الذي عاصر المولد النبوي في مصر بأنها عروس متألقة الألوان، توضع في صفوف متراصة وترتدي ثيابا شفافة كأنها عروس حقيقية.

وكان الفاطميون هم أول من صنعوا العروس من الحلوي في المولد، وتجمل بالأصباغ، ويداها توضعان في خصرها وتزين بالأوراق الملونة والمراوح الملتصقة بظهرها، ومنذ ذلك الحين أصبحت الحلوي من المظاهر التي ينفرد بها المولد النبوي الشريف في مصر، حيث تنتشر في جميع محال الحلوى والشوادر التي تعرض فيها ألوان عدة من الحلويات المميزة، إلي جانب لعب الأطفال "عروس المولد للبنات"، والحصان أو الجمل للأولاد، ولذلك تعتبر مظهرا أساسيا نظرا لها من موروث تاريخى يرتبط بها.

 وهناك عدة روايات حول تاريخها تفيد أن الخليفة الفاطمي، كان يشجع جنوده المنتصرين على أعدائه بتزويجهم بعروس جميلة، وأصبحت عادة وقت احتفالات النصر كل عام أن يقوم ديوان الحلوى التابع للخليفة بصناعة عرائس جميلة من الحلوى، لتقديمها كهدايا إلى القادة المنتصرين وإلى عامة الشعب والأطفال.

وهناك رواية أخرى تقول، إن الحاكم بأمر الله، كان يحب أن تخرج إحدى زوجاته معه في يوم المولد النبوي، فظهرت في الموكب بثوب ناصع البياض وعلى رأسها تاج من الياسمين، فقام صنّاع الحلوي برسم الأميرة والحاكم في قالب الحلوي علي هيئة عروس جميلة، والحاكم

تم صنعه فارسا يمتطي جوادا، بعد ذلك أمر الحاكم بأمر الله أن تتزامن كل أفراح الزواج وعقد القران مع مولد النبي، وهو ما يفسر سر العروس التي تُصنع في موسم المولد بشكلها المزركش وألوانها الجميلة.
وترتبط عروسة المولد بفلسفة خاصة عند المصريين الذين كانوا يتصدقون بإعطاء الحلوى للمساكين فى ذكرى المولد النبوى ويقال ان الحكام الفاطميين كانوا يشجعون الشباب على عقد قرانهم فى يوم المولد النبوى، ولذلك ابدع صناع الحلوى فى تشكيل عرائس المولد وتغطيتها بأزياء تعكس روح هذا العصر والتراث.

ويشير أحد  المؤرخون أيضًا إلى أن الحاكم بأمر الله قرر منع إقامة الزينات واحتفالات الزواج إلا فى المولد النبوى، لذلك حرص كثير من الشباب وعامة الناس على اتمام زواجهم فى أيام المولد، وفى تلك الفترة ظهرت العروسة المصنوعة من الحلوى لأنها كانت تعد بمثابة إعلان عن قرب موسم الزواج، وكان أهل العروسين يبدعون فى صناعة الحلوى فى أشكال جديدة للعروسة تيمنا بالزفاف القريب، وكانت عروسة المولد هى هدية أهل العريس لعروسه.