رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

السيسي وأردوغان فى السعودية.. مصادفة أم مصالحة

 أردوغان والسيسى
أردوغان والسيسى

"السيسى يزور السعودية الأحد المقبل.. فيما يزورها أردوغان السبت لمدة 3 أيام".. وهذان الخبران يفتحان مجالات واسعة للتكهن، وطرح السؤال الأبرز، هل هناك ثمة بوادر مصالحة تلوح فى الأفق بين مصر وتركيا، أم أن وجودهما فى نفس التوقيت مجرد مصادفة.

العلاقات المصرية التركية شهدت خلال العامين الماضيين توترات ومشاحنات وتلاسنات واتهامات، تداولتها وسائل الإعلام المختلفة.
الزيارة المرتقية من "أردوغان" للسعودية جاءت بعد فترات طويلة من الجفاء بين البلدين، بعد خروج الممكلة العربية السعودية من لواء الخلافة العثمانية منذ بداية حركة التحرير التى قادها الملك عبدالعزيز مؤسس المملكة، لكن يبدوا أن الصراع الدائر الآن داخل سوريا بين نظام الأسد والمتمردين، وبسط سيطرة "داعش" على مساحات كبيرة من العراق وسوريا، جعل هناك بوادرة مرحلة جديدة تلوح في الأفق بين النظامين السنيين، وفرص للتقارب بينهما.

ويبدو أن قطر الحليف الاستراتيجى لتركيا للتخلص من نظام بشار الأسد، واللذان طالتهما اتهامات من النظام المصري بتمويل الإرهاب في ليبيا والمنطقة العربية، كان لها دور فى التنسيق لزيارة "أردوغان" للسعودية، وهى الزيارة الأولى الرسمية له عقب زيارة خاطفة لأداء صلاة الجنازة على الملك عبدالله –الحليف والداعم الأكبر لنظام السيسى- من أجل بحث ما أعلنته المصادر الرسمية من الطرفين، من بحث للأزمة اليمنية والسورية والعراقية وليبيا وما تشهده المنطقة العربية من عمليات إرهابية تكاد تعصف بالدول.
هناك رأى له وجاهته يقول إن تواجد رأس النظامين التركى والمصرى تحت سماء واحدة، بعد فترة من الجفاء، ليس مصادفة، ما قد يعزز احتمالية تقارب مرتقب بين البلدين بوساطة سعودية لدرء الخطر الأكبر الزاحف على البلدان العربية والأوربية ألا وهو "داعش" والتنظيمات الإرهابية.
ووفقا لما ذكرته وسائل إعلام دولية وعربية فإن زيارة "أردوغان" إلى السعودية تمت بوساطة من تميم بن حمد، أمير قطر، صديق ولى العهد السعودي محمد بن نايف.
الوساطة القطرية كانت عناوين وسائل إعلام محلية تركية نقلتها عن مصادر رسمية، قبل شهرين من هذا التاريخ، أكدت أن لقاء جمع تميم بـ"أردوغان" تطرق فيها للمصالحة

المصرية التركية، خاصة بعد الهدنة التى شهدتها العلاقات المصرية القطرية بضغط من السعودية مما جعلها تغلق قناة "الجزيرة مباشر مصر" التى طالما هاجمت النظام المصري ووصفته بنظام الانقلاب.

التحليلات تشير إلى أن النظام السعودي الحالي ربما يحاول الوقوف على مسافة واحدة بين الأنظمة العربية –خاصة الجفاء العائد بين القطري المصري- وعدم تعزيز كفة على أخرى، بما بدى أنه محاولة من النظام السعودي الجديد للاستعانة بقطر وعلاقاتها الجيدة بالتنظيمات الإسلامية الجهادية للسيطرة على الأوضاع فى اليمن بعد انقلاب الحوثيين الشيعى على الرئيس اليمني هادى منصور، وما يمثله من تهديدات على أكبر دولة سنية بالمنطقة، إضافة إلى التوافق فى المقاصد بين البلدين لإنهاء حكم بشار فى سوريا ودعم المتمريدين ضده.
وما يعزز كل ما سبق، هو زيارة أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني إلى السعودية قبل أيام، ما جعل  الكثير من المراقبين على أنه تغير في سياسات المملكة الخارجية بعد رحيل الملك عبد الله، وتأتي زيارة أردوغان المرتقبة لتصب في الاتجاه ذاته، حيث تعاني العلاقات بين أنقرة والرياض من توتر واضطراب كانت فى أحيان كثيرة بسبب الدعم المقدم لمصر.
والسؤال الذي ستجيب عنه الأيام هل هي ستكون زيارة رأب الصدع بين الأنظمة الثلاث "مصر وتركيا وقطر" برعاية ووساطة سعودية؟،أم إنها مصادفة قد لا تصدقها العقول؟.