رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الوفد فى منزل ضحية "بالوعة" الصرف الصحى فى المنيا

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

القصاص شعار رفعه أهل طفل ابتلعته "بالوعة" الإهمال واللامبالاة للصرف الصحى بإحدى المدارس بمركز مغاغة، فى ثالث يوم للفصل الدراسى الثانى، الذى سبقته تصريحات وردية ووهمية من قبل وكيل وزارة  تعليم المنيا، عن استعدادات مكثفة بكافة المدارس، من حيث المقاعد ودورات المياه وتحصينات ضد إنفلونزا الخنازير، والتى اتضح أنها تصريحات وهمية لكافة مسئولى تعليم المنيا، يتم إعدادها  وعرضها على محافظ الإقليم، من داخل غرف مكيفة.

ولو كان هذا الأمر حدث فى دول نامية إفريقية وعربية وليست أجنبية، لتمت إقالة وزير التعليم وكافة المسئولين عن إزهاق روح هشام  الطالب  بالمدرسة الإعدادية، فلسان حال أهل الطفل يطالب بالقصاص، ولكن هل يعيد القصاص حياة هشام مرة أخرى للحياة.

انتقلت "بوابة الوفد" لقرية بنى خلف إحدى قرى مركز مغاغة شمال المنيا، حيث عمت حالة من الحزن والألم بين أهالى القرية, عقب مصرع الطالب "هشام فتحى عباس" داخل "بالوعة صرف صحى" بوسط مدرسته الإعدادية, و لم يتم انتشاله منها إلا بعد ثلاث ساعات حتى فارق الحياة، وخرج جثة هامدة وذلك سببه الإهمال الجسيم من قبل القائمين على العملية التعليمية بالمدرسة.

حالة الفقر والحالة الاجتماعية السيئة لم ترحم الطالب "هشام" وأسرته الفقيرة؛ والتى بالكاد توفر قوت يومها يومًا بعد الآخر بعناء, والتى دفعت رب الأسرة  فى الذهاب إلى القاهرة للعمل كبواب بإحدى المساكن بمنطقة العجوزة, ليذهب من أجل تدبير نفقات الأسرة ومصروفات نجله للتعليم، ولكن يأتى ليجده مكفنًا وفى انتظاره لدفنه إلى مثواه الأخير، مع مكافئة نهاية الحياة، والتى تمثلت فى صرف  2000 جنيه من محافظ المنيا ووكيل وزارة التربية والتعليم، نتيجة للإهمال الكبير الذى تسبب فى تلك الواقعة.

وتحدث والد الطالب المتوفى "للوفد" ويدعى " فتحى عباس" 63عامًا قال: "أنا تركت البلد للعمل كبواب بالقاهرة وتلقيت اتصالاً هاتفياً الإثنين الماضى من إبنى الكبير "عمر" وقالى فيه البقية فى حياتك يا حج فى هشام أخويا, ولم أدرِ بنفسى إلا وأنا واخد أول سيارة ورجعت للمنيا لأجد إبنى مكفناً والسبب إنه راح يتعلم ولكن نظرًا للإهمال والفساد الذى ينخر كالسوس فى عظام مؤسسة التعليم، تركوا غرفة الصرف الصحى مفتوحة حتى سقط فيها هشام إبنى، ومات ومحدش طلعه منها إلا بعدها بثلاث ساعات".

وبصوت مملوء  بالحزن والأسى والحسرة،  وبعيون  باكية يستكمل الأب كلامه قائلًا : "قمنا بتشييع جنازة هشام, بأسرع وقت لإن إكرام الميت دفنه وإبنى مات زى ما الكل ما هيموت, و لكن أقسم بالله ما هسيب حقه أبدًا،  وذنبه فى رقبة وزير التربية والتعليم ووكيل الوزارة بالمنيا والمحافظ, لإن الإهمال تعدى كل الخطوط الحمراء وشكلنا بنرجع لورا تانى.

وبدموع باكية تحدثت أم هشام "للوفد" عقب خروجها من حالة انهيار عصبى من مستشفى مغاغة عقب سماعها خبر وفاة إبنها وفلذة أكبادها قائلة: "أشوف فيك يوم ياوكيل وزارة التعليم ويحرق قلبك على

أعز ماليك زى محرقت قلبى على إبنى هشام بإهمالك وفسادك، وحسبى الله ونعم الوكيل، هشام إبنى خرج الصبح  على مدرسته، وبعد حوالى أكثر من ساعة، حسيت قلبى انقبض لوحدة، قولت خير الله ماجعله خير، وفجأة سمعت  الخبر من إحدى الجيران بيقولوا إن فى طالب وقع فى بيارة الصرف الصحى بالمدرسة، على طول لقيت نفسى بجرى وأصرخ فى الشارع، هشام إبنى مات".

وأضاف "محمد" شقيق المتوفى هشام، أن الإهمال هو السمة السائدة لتلك المدرسة، وتلك البالوعة لايوجد لها غطاء، منذ أكثر من 20 عاماً، من وقت ماكنت أنا أيضًا فى المدرسة, وسأتقدم ببلاغ رسمى إلى النائب العام أطالب فيه بمحاسبة وزير التربية والتعليم ومدير المدرسة، ووكيل الوزارة بالمنيا الحالى، والمحافظ، لإهمالهم وتسببهم فى وفاة هشام.

كما أكد شقيق المتوفى أن المدرسة تضم 1300 تلميذ على الأقل، وكان ينبغى على إدارة المدرسة أن تقوم بدورها فى صيانة كل أثاثات المدرسة، وأضاف أنه تم انتشال الجثة بعد مرور 3 ساعات كاملة وبعد سحب 18 سيارة مياه صرف من داخل البالوعة، والتى تعتبر كبئر كبير ويجب ردمة بأسرع وقت.

جدير بالذكر أن اللواء أسامة متولى، مدير أمن المنيا، تلقى إخطاراً أمس بمصرع هشام فتحى عباس 12 سنة، طالب بالصف الثالث بمدرسة بنى خلف الإعدادية بمركز مغاغة، إثر سقوطه ببئر صرف داخل المدرسة.

وبالانتقال والفحص وسؤال بعض العاملين بالمدرسة، قرروا أن المتوفى كان يقف أعلى غطاء بيارة الصرف أثناء الفسحة، وسقط فجأة وحاول كل العاملين إنقاذه دون فائدة، وتم الاستعانة بعمال الصرف الصحى، وتمكنوا من انتشال الجثة بعد مرور 3 ساعات.

بينما أكد محمد مدحت، وكيل وزارة التربية والتعليم بالمنيا، أنه أمر بوقف مدير المدرسة ومسئول الصيانة والمشرف العام بالمدرسة عن العمل  لحين الانتهاء من التحقيق، لاتهامهم بالإهمال والتسبب فى مصرع التلميذ مؤكدًا أن محافظ المنيا، أمر بصرف 2000 جنيه إعانة لأسرة الطالب.