رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

البحث عن التريند والشهرة أفقد الإعلام دوره الحقيقي وقيمته في تنمية الوعي

د ميرفت سليمان ود.
د ميرفت سليمان ود. ليلي عبدالمجيد

 بات البحث عن التريند من قبل وسائل الإعلام الحديثة والمرئية سببًا في إثارة إشكالية كبيرة، حيث راح رموز الإعلام يبحثون عن أدوات النجاح الترويجي المفرغ من المضمون الموضوعي والأخلاقي وفقًا لمعايير ومواثيق شرف المهنة، وبما يحقق الخدمة ومبدأ المنفعة العامة للجمهور، المنبثقة من المحتوى المعروض، فضلًا عن إشكالية المجاملة والمجالات في اختيار العناصر الإعلامية.


 وبحسب خبراء وأساتذة الإعلام، فإن وسائل الميديا باتت في ورطة كبيرة، إذ افتقدت دورها الحقيقي في تقديم الموضوعات المهدفة، وراحت تهتم فقط بالبحث عن نسب المشاهدة وتحقيق الأرباح من خلال ذلك حتى إن كان ذلك على حساب المجتمع والأخلاق والوطن ورموزه المختلفة، بل راحت أيضًا تستقي معلوماتها من مصادر في الأغلب هي غير رسمية وأبرزها مواقع التواصل الاجتماعي والسوشيال ميديا.


 وأشار الخبراء إلى أنه في الآونة الأخيرة أصبح التريند هو من يقود الإعلام والإعلاميين، بعدما كان هو صاحب المبادرة فيما يقدمه للجمهور من قضايا وموضوعات عامة تهم الرأي العام، بل أصبح الإعلامي نفسه يبحث عن الشهرة وسرعة الانتشار بهذه الوسيلة، مفتقدًا لكل شروط وضوابط وصفات الإعلامي المميز، الأمر الذي يحتاج لعودة الرقابة الإعلامية المشددة من جديد لضبط السوق الإعلامية.


 وقالت الدكتورة ليلى عبدالمجيد، أستاذ الصحافة وعميد كلية الإعلام الأسبق بجامعة القاهرة، إن بعض الوسائل الإعلامية تبني أجندتها الخاصة على ما يطرح من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، خصوصًا في الموضوعات التي تحقق نسب مشاهدة عالية دون النظر إذا كانت هذه الأجندة تعتبر من أولويات المواطن المصري في الوقت الحالي أم لا.
 وأضافت عبدالمجيد، في حديثها لجريدة الوفد، أنه توجد قضايا ومشكلات كثيرة يعاني منها المواطن، وعلى الرغم من ذلك يترك الإعلاميون كل ذلك ويطرحون قضايا سطحية تثير الجدل حتى أنها لا تعالج بطريقة علمية.


 ولفتت أستاذ الصحافة أنه لا أحد ينكر أن برامج المرأة على سبيل المثال كانت تناقش موضوعات هادفة عن العلاقات الأسرية والعلاقة بين الزوج وزوجته ومعاملة الأبناء، وهي قضايا مهمة ولكن لابد أن تعالج بطريقة تربوية صحيحة على عكس الوقت الحالي، الذي يتعمد فيه الإعلامي إثارة الجدل وتحقيق المشاهدة للحصول على الفوائد والعوائد المادية.


 وشددت عبدالمجيد على ضرورة ضبط العملية الإعلامية، خصوصًا الموجودة حاليًا،

لتقليل عملية الخروج عن النص، وفرض الرقابة على المحتوى والموضوعات المعروضة للجمهور، بحيث تكون هادفة ومفيدة، ويتم مقاطعة بعض البرامج التي تعتمد على ركوب موجة التريند وتشويه العملية الاجتماعية في الأجيال الجديدة، بالإضافة لوجود سياسة تحريرية مُلزمة للقنوات الفضائية تقوم على معايير مهنية وأخلاقية وميثاق الشرف الإعلامي، وتقوم على مبدأ الثواب والعقاب.


 وقالت الدكتورة ميرفت سليمان، أستاذ الإعلام بجامعة طنطا، إن الإعلام فعليًا لابد أن يقود العملية الإعلامية وتوجيه الرأي العام إلى ما يخدم صالح الوطن والمواطن، ولكن حاليًا وللأسف الشديد أصبح التريند أداة صناعة الرأي العام ويقود الإعلام بشكل كبير، ويرجع السبب في ذلك إلى حجم الفراغ و"الخواء" الإعلامي لدى بعض الإعلاميين.

 وأكدت سليمان في حديثها لجريدة الوفد على ضرورة تفاعل الهيئة الوطنية للإعلام والهيئات المماثلة بوضع قوانين رادعة للقضاء على مثل تلك المخالفات ووقف أية محاولات من شأنها ضبط السوق الإعلامية وبث موضوعات تدعم استراتيجية الوعي بما يتواكب مع مفهوم التنمية وبناء الجمهورية الجديدة.

 

اقرأ أيضًا.. هنغيّر التريند.. مبادرة بوابة الوفد الإلكترونية لإحياء القيم وإنقاذ المجتمعات


 وشددت أستاذ الإعلام على ضرورة ردع اللجان الإلكترونية التي أثرت على البعض من صُناع المحتوى الإعلامي وأبناء الصحافة والإعلام فراحوا يصنعون محتوى دون فائدة أو قيمة، بل وأحيانًا ينال من الشخصيات والرموز الدينية والمفاهيم الأخلاقية الحميدة والهوية الثقافية دون وعي أو دراية، وهنا تأتي ضرورة وأهمية ضبط العملية الإعلامية والحد من الخروج عن النص وإثارة الجدل.